بدأ الدعم الأميركي المالي للجيش اللبناني في عام 2006 بهدف دعم الاستقرار الداخلي ومكافحة الإرهاب، وبلغ حتى الآن نحو 2.5 مليار دولار، بين مساعدات نقدية وأسلحة وعتاد وتدريب. هذا الدعم ثابت ومستمرّ وفق تصريحات وتأكيد المسؤولين الأميركيين، وهو أساس للجيش اللبناني إذ إنّه يشكّل نحو 90 في المئة من مجمل التمويل الخارجي للمؤسسة العسكرية، ويشكّل دعامة رئيسية في ظلّ غياب التمويل للجيش في موازنة الدولة اللبنانية. وكما الشعب اللبناني، ينظر المجتمع الدولي، لا سيما منه الولايات المتحدة الأميركية، الى الجيش اللبناني، على أنّه ضامن للأمن والاستقرار في لبنان وانطلاقاً منه للمنطقة، والحائل دون الفوضى، وعمود الاطمئنان للشعب اللبناني بكامله.
هذه النظرة الى الجيش اللبناني، عبّر عنها قائد الجيش العماد جوزف عون، خلال تفقده وحدات الجيش المنتشرة في البقاع، أخيراً، حيث قال: «إنّ المجتمع الدولي يراهن على الجيش اللبناني لأنّه العمود الفقري للبنان وعامل استقراره». كذلك يعبّر عن هذه النظرة المسؤولون العسكريون والسياسيون في واشنطن، خلال لقاءاتهم بقائد الجيش، بهدف استمرار دعم الجيش على المدى الطويل.
كذلك عبّرت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، عن التزام بلادها دعم الجيش اللبناني، في 28 أيار الماضي، بمناسبة اختتام التمرين المشترك «Resolute Union 2021»، وهو أكبر المناورات للجيش اللبناني مع الجيش الأميركي. وأكدت «الالتزام الطويل الأجل للولايات المتحدة تجاه لبنان والجيش اللبناني». وأشارت الى أنّ بلادها قدّمت، منذ عام 2006، أكثر من 2.5 مليار دولار كمساعدات عسكرية للبنان. وتعمل هذه المساعدات على تعزيز سيادة لبنان وتأمين حدوده ومواجهة التهديدات الداخلية والمتطرِّفة. وأكدت أنّ «شراكتنا الأمنية الآن، هي، أكثر من أي وقت مضى، ذات أهمية حيوية».
الدعم الأميركي للجيش تُرجم فعلياً ولم يقتصر على الدعم المعنوي، وخلال هذا العام أعلنت الإدارة الأميركية عن دعم إضافي للجيش اللبناني، بحيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن عزمها تحويل مبلغ 120 مليون دولار من التمويل العسكري الأجنبي الى الجيش اللبناني للسنة المالية 2021. وهذه الهبة العسكرية ستزوّد الجيش اللبناني بأنظمة وخدمات وتدريبات دفاعيّة بالغة الأهميّة. وهي تمثّل زيادة قدرها 15 مليون دولار عن السنة السابقة. كذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها ستقدّم العام المقبل للبحرية اللبنانية ثلاثة زوارق خفر سواحل أميركية للدوريات من طراز « Protector-class». وستعزّز هذه القوارب قدرات الدوريات البحرية اللبنانية الى حدّ كبير. وبدأت وزارة الدفاع الاميركية بتحويل 59 مليون دولار الى الجيش اللبناني، والتي ستُستخدم لتعزيز قدرات الجيش الأمنية على الحدود الشرقية.
كذلك تتواصل زيارات المسؤولين الأميركيين العسكريين للبنان، ولوحدات الجيش لمتابعة تدريبه وتطويره والوقوف عند حاجاته. وفي جَردة للمساعدات الأميركية التي قدمت للجيش اللبناني، نلاحظ أنها شملت القوى العسرية كافة، الجوية والبرية والبحرية، وأبرزها، الى التدريب وقطع الغيار والصيانة:
– جوياً: طوافات نقل، طوافات قتال، طائرات دعم قتال بري قريب، طائرات استطلاع من دون طيار، طائرات استطلاع، ذخائر من ضمنها صواريخ موجهة بالليزر.
– بحرياً: زوارق خفيفة، زوارق دورية متوسطة الحجم، أنظمة مراقبة واستطلاع.
– برياً: أسلحة خفيفة ومتوسطة، مدفعية ميدان، عربة قتال نوع BRADLEY، ناقلات جند، آليات نقل من مختلف الأنواع والاحجام، أسلحة مضادة للدروع، ذخائر من مختلف الأعيرة، أنظمة استطلاع ومراقبة، أجهزة اتصال، عتاد وقاية من اسلحة الدمار الشامل، كشوف.
ويبلغ حجم الدعم الاميركي السنوي للجيش اللبناني نحو 120 مليون دولار من برنامج مساعدات التمويل الخارجي، إضافةً الى مبلغ يتراوح بين 50 و100 مليون دولار سنوياً كهبات عينية ونحو 2.5 مليون دولار للتدريب. ويتميّز الدعم الاميركي للجيش عن بقية الدعم الدولي، بحجم المبالغ المقدمة، إضافةً الى أنّه يشمل أنواع الأسلحة والذخائر كافةً، ويتضمّن اجتماعات دورية – سنوية لتحديد برامج المساعدات وتنفيذها. وتُعتبر المساعدات الاميركية للجيش الأكثر حجماً دولياً، بحيث تتعدّى نسبة 90 في المئة من حجم المساعدات الخارجية كافةً المقدمة للجيش اللبناني. وفي حين أنه كان للولايات المتحدة دور في مؤتمر الدعم الدولي الأخير للجيش اللبناني، إلّا أنّ المساعدات الأميركية منفصلة عن المساعدات المقدّمة عبر هذا المؤتمر.
وتعتبر قيادة الجيش اللبناني أنّ العلاقة بينها وبين الادارة العسكرية الاميركية ممتازة، خصوصاً أنّ الجيش يقبل هذه الهبات بلا أي شروط أو مطالب. وتصف القيادة العلاقة مع الجيش الاميركي بالممتازة في مجال التدريب والتجهيز والتسليح إضافةً الى تطوير قدرات الجيش لمواجهة التحديات. كذلك يجري تحديد نوع المساعدة والعتاد المطلوب من قبل قيادة الجيش استناداً الى الحاجات العملانية وحجم المساعدات السنوية. أمّا حاجات المؤسسة العسكرية اللبنانية الآن، فهي كثيرة ومتعددة ومتنوّعة ولا يمكن تلبيتها بكاملها من خلال المساعدات الاميركية أو غيرها في ظلّ عدم وجود تمويل لتسليح الجيش وتجهيزه وتطويره من موازنة الدولة اللبنانية.
وتتجاوب واشنطن مع طلبات الجيش كافةً ضمن إطار البرامج المخصصة لمساعدته. وتنظر الإدارة الأميركية الى الجيش اللبناني على أنّه جيش محترف ويمثّل القوة المسلّحة الشرعية المخوّلة الدفاع عن لبنان والحفاظ على استقراره، إضافةً الى أنّه يمثّل شرائح وطوائف الشعب اللبناني كافةً. وتدعم الادارة الاميركية الجيش اللبناني بهدف تحقيق الاهداف اللبنانية – الاميركية الآتية: الحفاظ على الامن والاستقرار الداخليين، مكافحة الارهاب، مكافحة المخدرات، ضبط الحدود وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ويُشكّل هذا الالتزام الأميركي بمساعدة الجيش عامل أمان لـ«صمّام أمان» لبنان.