خمس ساعات كانت كافية لاطلاق عمليات عسكرية متدحرجة في المنطقة، حددت ساعة صفرها الجمهورية الإسلامية الايرانية، تاركة لـ “تل أبيب” موعد الهجمة المضادة، في وقت اشتعلت فيه حرب اعلامية، حول مدى الأضرار التي لحقت بـ “إسرائيل”، من “خيبر” إلى المسيرات الانتحارية الاتية عبر أكثر من مسار وخط طيران، لم يوفر اي مجال جوي لدول الطوق، ليقضي اللبنانيون ليلتهم مواكبة أرضية للمسيرات المقاومة الممانعة في الضاحية، مثلهم اهل الاردن يراقبون شاشات التلفزيون في انتظار عبور الصواريخ المسيرات غانمة سالمة الى اهدافها.
مصادر ديبلوماسية مطلعة في بيروت كشفت ان “تل أبيب” أبلغت دول القرار عزمها الرد على هجوم السبت، مبدية استعدادها لمناقشة خطط الهجوم وتنسيقها مع الحلفاء، حيث علم في هذا الإطار ان الساعات المقبلة ستشهد لقاءات بين قادة عسكريين “اسرائيليين” ومن دول حليفة، لدرس طبيعة الأهداف، معتبرة ان عملية الرد ستكون خلال الساعات الـ ٤٨ المقبلة، ذلك أن “إسرائيل” تعتمد على سلاح جوها الذي يستخدم صواريخ مجنحة متطورة، وكذلك قنابل اميركية متطورة، كما ستشارك في العملية غواصات “دولفين” المنتشرة في البحر الأحمر والمجهزة بصواريخ كروز.
وحول موقف حزب الله وعدم مشاركته في العملية، كما توقع كثيرون، رغم ان المقاومة العراقية والحوثيين شاركوا رمزيا، في وقت كانت جبهة الجنوب مشتعلة، اعاده المصادر إلى سببين أساسيين تبلغتهما الجهات الغربية: اولا، ان المسألة مرتبطة “بكرامة” الجمهورية الإسلامية، واستراتيجيتها في إدارة ملفات المنطقة وحفظ موقع لها، والثاني ادراك حزب الله الجيد للواقع اللبناني الذي لا يحتمل اي حرب شاملة مدمرة، نتيجة الوضعين الاقتصادي والعسكري، لذلك فان ما شهدته الجبهة الجنوبية ليل السبت، ارتبط حصرا بالرد على الجمعات الإسرائيلية.
وتابعت المصادر بأن الصواريخ المسيرات التي تم استهدافها في سماء المتن الشمالي وقبالة ساحله، إنما تم عبر صواريخ مضادة انطلقت من بوارج اميركية متمركز في عرض البحر، خصوصا ان تلك المقذوفات شكلت خطرا على مقر السفارة الاميركية في عوكر، وهو ما دفع بطائرات الأسطول السادس الى التحليق لساعات فوق لبنان.
في المحصلة انقلب المشهد رأسا على عقب، مطارات “إسرائيل” الحلفاء فتحت، فيما اقفلت مطارات إيران وحلفائها، في وقت باتت فيه كرة الانتظار في الملعب الإيراني، حيث رفض رئيس وزراء العدو الاسرائيلي تمني الرئيس بايدن، مدعوما بتحالفه مع الدولة العميقة في واشنطن، خصوصا مع دخول ما حصل سوق الزايدة الانتخابية الأميركية، حيث سيجد الديمقراطيون أنفسهم في “باب إليك”، ما سيعيد عقارب الساعة الأميركية إلى مربع السابع من تشرين الأول.
في كل الأحوال وبعيدا عن الجدل حول نجاح الخطة، سواء لجهة المقذوفات اهدافها، او الاستنزاف المالي منظومات الدفاع الجوي، وارقامها التي تبقى وجهة نظر، صعدت طهران من مواقفها مهددة واشنطن بالعقاب في حال دعمها لهجوم “اسرائيلي” ضد طهران.
فهل ما حصل هو “ضربة ومش ضربة، رد ومش رد، اصوات فرقيع من دون فرقيع، حرب خلصت قبل ما تبلش”، على ما يقول أحد الذين صدقوا وان كذبوا؟
الساعات والايام المقبلة ستحمل معها الخبر اليقين، فإما تصدق المصادر، او “بتزبط” مع المنجمين…. فعيشوا لتروا….