Site icon IMLebanon

قرار أميركي وتنفيذ مشترك

 

 

أطلّ، أمس، الصديق الديبلوماسي الأوروبي الغربي بنظرية لم ولن يطلع بها أي مسؤول في الغرب. فقد بادرني، في مستهل لقائنا عبر تقنية «زووم» قائلاً: يهمني أن تعرف أن كلام السيد حسن نصرالله، في خطابه الأخير، ارتقى الى مستوى رجل الدولة الرفيع. سألته: هل قرأته أو اطلعت عليه كاملاً أو جزئياً؟ أجاب: أنت تعرف إنني أتابع الوضع عندكم، في لبنان، بتفاصيله الدقيقة، لقد استمعت إليه كلمة بكلمة، ولا أكشف سراً أننا تلقينا، من ديبلوماسيينا في بيروت نسخة كاملة من الخطاب مترجماً الى لغتنا بعد نحو ربع ساعة من آخر كلمة لفظها أمين عام حزب الله، علماً أنني، كما تعرف، أجيد لغتكم. وأضاف: أود أن أنوّه بمقالتك «شروق وغروب» التي نُشرت اليوم (أمس) في «الشرق»، وتناولتَ فيها المزايدين على أمين عام حزب الله(…). وتوقف بضع ثوانٍ قبل أن يقول: فليصمت هؤلاء الثرثارون.

 

وأمّا ما قاله الديبلوماسي الصديق عاشق لبنان، وهو ما لم يقلْه ولن يقوله أي مسؤول غربي فهو الآتي: في تقديري أن أمين عام حزب الله يعرف جيّداً طبيعة المواجهة، وهو يدرك تماماً أن الحرب الدائرة منذ شهر في منطقتكم، وبالذات ما تقوم به إسرائيل في غزة هو قرار أميركي مُتّخَذ منذ أشهرٍ، بل منذ سنوات، وبالتالي فالقرار أميركي والتنفيذ إسرائيلي – أميركي مشترك. صحيح أن صاعق تفجير هذه الأحداث كان في عملية السابع من تشرين الأول الماضي في غلاف غزة وأصاب الدولة العبرية إصاباتٍ بليغةً في نفوذها وهالة جيشها إضافة الى الخسائر المباشرة في الأرواح، والأكثر في الأسرى… هذا كله صحيح ولكن الأصح أن واشنطن مستاءة من تمدد أذرعة إيران في ما تسمونه عندكم «بلدان الممانعة»، لذلك اغتنمت واشنطن السابع من تشرين الأول لدفع الثور الإسرائيلي المثخن بالجراح الى الحرب المفتوحة على غزة مع الدعم اللامحدود في المجالات الحربية كافة، بما فيها المشاركة ليس فقط في خبرة القيادة داخل غرفة العمليات التي يشرف عليها مباشرة كبار الجنرالات والخبراء الميدانيون الأميركيون، وفي الإحداثيات والمعلومات وحسب، بل كذلك في المشاركة المباشرة في المعارك ولا سيما في الطيران. وأود أن أقول إن تغطية واشنطن للمجازر في غزة هي جريمة تشكل مادة مهمة موصوفة لدعوى أمام المحافل والمحاكم  الدولية.

 

وفي ختام حديثنا قال الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق: وفي يقيني أن الذين  خطّطوا لهذه الحرب يضعون حزب الله في أولويات أهدافهم أيضاً(…) وفي تقديري أن السيد حسن نصرالله وأركانه يعرفون المخطط أو بعض خيوطه على الأقل.