أميركا شر كلها، وشرّ ما فيها أنه لا بدّ منها.
أميركا تحكم العالم بالدولار بعدما رفضت في ستينات القرن الماضي أن تكون تغطيته بالذهب، وهكذا بات الدولار هو الذي يتحكم بالاقتصاد العالمي، خصوصاً أنّ أي عملية في النفط وأسواقه لا تتم إلاّ بالدولار.
الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين حاول أن يلتف على العقوبات في النفط إلاّ بكمية قليلة جداً على قاعدة «النفط مقابل الغداء»… وقبله الصين وروسيا، واليوم إيران… والنتائج معروفة.
نقول إنّ أميركا هي شر لا بد منه لأننا كعرب بحاجة الى مساعدة أميركية لأنّ أميركا تملك أكثر الأسلحة تطوّراً وبكميات كبيرة… وإلاّ علينا أن ننتظر أشهراً أو سنوات إذا قرر العرب عقد أي صفقة سلاح، بينما مع أميركا فالصفقة جاهزة وشبه فورية.
بعد هذه المقدمة هناك سؤال يطرح ذاته: هل هناك ثقة بين المملكة العربية السعودية وأميركا؟
السؤال الثاني: هل هناك حد أدنى من الثقة بين أميركا والإمارات العربية المتحدة؟
بصراحة كلية: يبدو يوماً بعد يوم، أنّ الرهان على أميركا هو رهان فاشل، لأنّ أميركا لا يهمها في العالم إلاّ إسرائيل أولاً، وثانياً الاقتصاد الاميركي.
من جهة ثانية هناك تساؤل في كل من الرياض وأبوظبي حول المواقف الاميركية، خصوصاً أنّ هذين البلدين العربيين تعرضا لاعتداءات إيرانية بدءًا من حادث الناقلات مقابل الشارقة، ومقابل أبو ظبي، وإطلاق صاروخ أرض – بحر على ناقلة نفط سعودية، وأيضاً الاعتداءات بالصواريخ على المملكة وبعضها طاول المطارات وبعضها الآخر شركة «أرامكو» مراراً وتكراراً.
أما استهداف البوارج وناقلات النفط في البحر الأحمر فيبدأ في تشرين الاول ٢٠١٦ يوم استهدفت المدمرة الاميركية «يو اس اس ماسون» بصاروخين من الحوثيين، وفي ٣٠ كانون الثاني ٢٠١٧ اعتداء على فرقاطة سعودية، وفي أواخر الشهر ذاته استهداف سفينتين تجاريتين على سواحل الحديدة، وفي نيسان الماضي أعلن السفير السعودي لدى اليمن عن احتجاز الحوثيين ١٩ سفينة محملة مشتقات نفطية… إضافة الى ما ذكرنا عن استهداف الناقلات مقابل الشاطئ الإماراتي، واحتجاز سفن عديدة آخرها سفينة تحمل علم بريطانيا…
وبالرغم من تكرار هذه الإعتداءات الايرانية المباشرة أو بواسطة الانفصاليين الحوثيين في اليمن التي استهدف بعضها الولايات المتحدة ذاتها… فإنّ واشنطن لم تتحرك الى جانب دولتين يفترض انهما حليفتاها ومشاركتان معها في ائتلافات.
من هنا نرى التحرك الأخير لدولة الامارات بالاتصال فالاجتماع مع الجانب الايراني ولو على المستوى الأمني والعسكري، وهناك إقتناع عربي – خليجي أنّ واشنطن تبتز العرب وهي التي تسمح لإيران أن تفعل ما تنفذه… وانّ الموقف الاميركي لو كان جاداً لأصبح مصير إيران كما كان مصير العراق وصدّام حسين، علماً أنّ أميركا أطلقت يد طهران في العراق.
عوني الكعكي