IMLebanon

الاقتراب الأميركي بالتدرج  من الموقف الروسي

وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يعترف بأن محاربة الارهاب أوسع من الأزمة السورية، لأن داعش يعمل في العراق واليمن وافغانستان. لكنه يعرف أن الوجه الآخر للمعادلة هو ان تسوية الأزمة السورية أوسع من اختصار متطلباتها بالحرب على الارهاب. ولعل التكامل بين وجهي المعادلة هو ما أعطى دفعاً للمحادثات التي أجريت في موسكو بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس فلاديمير بوتين والوزير لافروف. واذا كان بوتين أعطى نفسه مهلة لدراسة مقترحات حملها كيري قبل الرد عليها، فان مقترحات موسكو لقيت التجاوب المطلوب بسرعة.

ذلك ان الموعد القريب الذي يتركز عليه الاهتمام الأميركي هو اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك على المستوى الوزاري، ثم صدور قرار عن مجلس الأمن في جلسة برئاسة كيري يتبنى بيان فيينا – ٢. وهو اجتماع أوحت موسكو انها مترددة في حضوره مشترطة الاتفاق على لائحة المعارضة المعتدلة المرشحة للتفاوض مع النظام ولائحة المنظمات الارهابية التي لا مكان لها. والظاهر ان موسكو التي أكدت المشاركة في الاجتماع حصلت على ما هو أكثر من الشرط الذي وضعته.

ولا مجال للخطأ في قراءة اتجاه التقارب في مواقف واشنطن وموسكو من المسائل الصعبة في سوريا حسب اعلان كيري. فمنذ البدء في مسار الثنائي كيري – لافروف والأميركي هو الذي يقترب من الموقف الروسي، وان حافظ على لهجة عالية في الخطاب. وها هو يقول في موسكو ان الولايات المتحدة والشركاء لا يسعون الى تغيير النظام في سوريا حالياً، مع اعلانه اننا لا نرى الأسد يملك امكان ان يكون زعيماً لسوريا في المستقبل. لا بل يعترف ب اننا ركزنا اهتماماتنا ليس على ما نختلف عليه، ولا على ما يجب عمله فوراً حيال الأسد، بل على العملية السياسية التي سيقرر السوريون بأنفسهم في اطارها مصير بلادهم.

ولا أحد يصدق أن القرار في ترتيب العملية السياسية هو للسوريين وحدهم. فلا هم يديرون الحرب وحدهم. ولا حرب سوريا هي حول سوريا وحدها من دون صدام بين مشروعين في صراع جيوسياسي على المنطقة. حتى الوفد المفاوض مع النظام، فان القوى الاقليمية والدولية تتدخل في تركيبه. وحين يقول لافروف ان مؤتمر الرياض ليس سوى خطوة في عملية تشكيل قائمة للمعارضة ويعلن كيري اننا وجدنا ارضية مشتركة لمشاركة المعارضة، فان من الصعب تصور من يتدخل في تشكيل الوفد يمتنع عن التدخل في ترتيب التسوية.