IMLebanon

إنتهاء مرحلة اللامبالاة الأميركيّة بالملف اللبناني… فما هو التوجّه؟ 

 

 

في كل الفترة السابقة كان واضحاً غياب الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني وتفاصيله، وكان تركيز الإدارة الأميركية بمرحلة أولى على الترسيم البحري بين لبنان وفلسطين المحتلة، وأيضاً دعم الجيش اللبناني بغية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، كذلك كان واضحاً أن الفرنسيين الذين حاولوا التحرك في لبنان، يتمتعون بغطاء أميركي مع خطوط حمر كثيرة منعتهم من الوصول بمبادراتهم، منذ انفجار مرفأ بيروت حتى اليوم، الى خواتيم سعيدة.

 

هذه اللامبالاة الجزئية الأميركية بالملف اللبناني تبدلت مؤخراً، لكن بوجهة سلبية لا إيجابية، وهذا الأمر برز بشكل مباشر من خلال لقاء الدول الخمس في الدوحة، حيث كانت البصمات الأميركية واضحة في البيان، الذي أعاد التذكير بمسألة العقوبات، والإشارة الى صفات الرئيس المقبل.

 

جاء التدخل الأميركي بالملف اللبناني ليُطيل الفراغ الرئاسي، فالأميركيون سحبوا التأييد الذي كان محدوداً، للمبادرات الفرنسية، وأظهروا الدعم الذي كان خفياً، للتحرك القطري الذي يؤيد وصول قائد الجيش الى رئاسة الجمهورية، كما أنهم راعوا المملكة العربية السعودية من خلال تغييب موضوع الحوار عن البيان.

 

كل هذه المعطيات تقدّم إشارات حول التوجه الأميركي في لبنان، فالواضح بحسب مصادر متابعة، أن الأميركيين يسعون الى استخدام الورقة اللبنانية خلال المفاوضات مع الإيرانيين، والتي ترتدي طابعاً سرياً هذه المرة، إذ من غير المعروف ما إذا كان التفاوض قد قطع شوطاً كبيراً أم أنه لا يزال معلقاً، إنما الواضح بحسب المصادر أن التحركات الأميركية العسكرية في سوريا، والسياسية في لبنان توحي بأن مرحلة من شد الحبال بين الأميركيين والإيرانيين تحصل الآن، وهي ستؤثر بكل تأكيد على لبنان من خلال إطالة عمر الفراغ، خاصة بعد اعتبار شهر آب شهر عطلة، وتحديد أيلول كموعد جديد لانعقاد الخماسية، على أمل أن تكون قد حصلت تبدلات في الظروف الإقليمية.

 

بالمقابل، تؤكد المصادر أنه كلما ضعفت حظوظ المبادرة الفرنسية، كلما زاد تمسك حزب الله بدعمه لترشيح سليمان فرنجية، خاصة أن الحزب كان ينظر بواقعية للتحرك الفرنسي، والفرنسيون بدورهم كانوا يحترمون موقع حزب الله وقوته في لبنان، لذلك لن يكون تعاطي حزب الله رئاسياً في الفترة المقبلة، حيث يبرز الحراك القطري المدعوم أميركياً، الى جانب الحراك الفرنسي، بالطريقة نفسها التي كان عليها سابقاً.

 

بناء على هذه المعطيات، لا تتوقع المصادر حصول أي تطور إيجابي في الملف الرئاسي خلال المرحلة القصيرة المقبلة، مشيرة الى أن فكرة الحوار الخارجي سقطت أو تأجلت، والحوارات الداخلية مضيعة للوقت، ولو أن الحديث بين حزب الله والتيار الوطني الحر مستمر، لكن مع الدخول الأميركي على الخط، لا يُتوقع أن يلين موقف الأفرقاء في لبنان، فمن يدعم فرنجية سيُبقي على دعمه بشكل كامل، ومن يرفضه سيُبقي على رفضه له، بانتظار رياح خارجية تحرك مياه الفراغ الراكدة.