IMLebanon

حلم أميركي – إسرائيلي بـ«17 أيار مائي – نفطي مع لبنان»

 

التوقيت الذي اراده وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لزيارته بيروت، ليطلق منها صلية جديدة من الاستهدافات الموجهة الى «حزب الله»، كانت اقرب الى الجرعة الزائدة من ضغوط بلاد العام سام على لبنان، تزامن مع احياء «حزب الله» لاهم مناسبة خاصة به، وهي ذكرى شهدائه القادة الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والقائد الابرز في المقاومة عماد مغنية، ولعل صدى التأكيد الاميركي على وصف «حزب الله» بـ «المنظمة الارهابية»، من بوابة السرايا الحكومية في بيروت، لم يصل الى الحزب الذي كان سيفاجأ فيما لو تناسى الزائر الاميركي «السيمفونية» التي تحضر يوم تدعو الحاجة، والحاجة الاميركية ـ الاسرائيلية هنا، تفرض نفسها في ضوء ما اثير مؤخرا بشأن عملية الاحتلال الاسرائيلي ببناء الجدار الحدودي في منطقة رأس الناقورة في الجنوب، وممارسة الضغوط من اجل تحسين الشروط الاسرائيلي بما يخص المنطقة الخالصة وموقع البلوك النفطي رقم 9.

خمس ساعات كانت كافية لايصال الرسالة الاميركية التي بدت وكأنها على عجل، استدعتها الشهية الاسرائيلية والاميركية المفتوحة على آبار النفط البحرية المنتظرة عند تماس الحدود، محصوبة بتلويح اميركي بسلسلة من «فواتير» يعتبرونها مستحقة، في اطار رفع مستوى الضغط على «حزب الله» لفرض حصار عليه واستهداف سلاح المقاومة ضد الاحتلال من خلال ما اسُند الى تقارير اسرائيلية مزعومة تتحدث عن وجود مصانع للصواريخ يقيمها «حزب الله» في جنوب لبنان، كل ذلك من اجل الضغط على لبنان، للاذعان للشروط الاسرائيلية في ما خص بناء الجدار الحدودي بما يناسب الاطماع بالسيطرة على البلوك النفطي رقم 9.

واذا كانت ترسانة «حزب الله» العسكرية تثير القلق والمخاوف لدى الادارة الاميركية، وفق ما اعرب وزير الخارجية من السرايا الحكومية في بيروت، فماذا تفعل هذه الترسانة بالاسرائيليين الذين يترقبون ما يمكن ان تحمله الزيارة الاميركية الى بيروت، لكن ما يُطمئن «حزب الله» في الاتهامات الاميركية التي ساقها الوزير الاميركي، ووفق متابعين، ان ايا من الاطراف الحكومية لا تتبنى هذه الاتهامات، وقد بدا الحريري مطمنئا من «عقلانية» «حزب الله»، وهو يستمع في عقر دار الحكومة اللبنانية الزائر الاميركي الاستثنائي الى بيروت، الذي اصر ان يُسمع اللبنانيين ان بلاده تعتبر مقاومتهم ارهابا، بالرغم من المواقف المعاكسة التي اعتبر فيها ان حزب الله جزء من النسيج السياسي للبنان.

وبرأي المتابعين، فان الاميركيين يسعون الى التوصل الى استكشاف امكانية التوصل الى اتفاق نفطي ومائي بين لبنان واسرائيل، يكون نسخة منقحة لاتفاق 17 أيار الذي اعلن بين لبنان واسرائيل، في عز مرحلة الاحتلال الاسرائيلي للعاصمة بيروت في العام 1982، يُلزم الطرفين بالحدود وفق «خطة هوف» الاميركية، وعلى احترام «حسن الجوار!» في «آبار النفط» التي ستقام على البلوكات النفطية البحرية، ويرى هؤلاء ان من يتولى المفاوضات غير المباشرة الجارية بين لبنان والاحتلال الاسرائيلي، بشأن الحدود المائية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومصير 860 كيلومترا مربعا من المياه الاقليمية، هو وسيط غير نزيه، ولا يمكن للبنان التفريط باي من حقوقه، ووفق ما خرجت منه قاعات اللقاءات فان الوزير الاميركي سعى الى طرح مجموعة من الافكار تصب في المصلحة الاسرائيلية، ولما وجد موقفا لبنانيا موحدا في الملف نفسه، وعد بالمزيد من المشاورات، حتى لو لم تقر الحكومة اللبنانية بذلك، فان ما يقوم به رأس الدبلوماسية في الادارة الاميركية مع المسؤولين اللبنانيين، هو وساطة واضحة المعالم، تهدف للتسويق لاتفاق «مفخخ» يستهدف حق لبنان في الارض والمياه، لكن المعضلة، ان الوساطة الاميركية المعروضة على لبنان، تأتي من وسيط لن يتأخر في الوقوف الى جانب الحليف والشريك الاسرائيلي، في اي حرب قد تندلع في المستقبل، بالرغم من الزعم بان لبنان  بالمنظار الاميركي، هو شريك استراتيجي!.

في الجوانب الخفية التي تحملها الزيارة الاميركية الى لبنان، استكشاف موقف القوى «الصديقة» الانتخابات النيابية المقررة في ايار المقبل، والتحالفات الانتخابية، وتقديراتها بشأن ما يمكن ان يحققه «حزب الله» من نتائج تعزز من سيطرته على لبنان!، وبالتالي زيادة النفوذ الايراني في لبنان، ويتحدث عارفون عن ان السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد، استفاد من شبكة العلاقات التي يقيمها منذ سنوات طويلة مع شخصيات وقوى سياسية وحزبية لبنانية، للتسويق لمحاصرة «حزب الله» انتخابيا، لما في ذلك من اهمية تندرج في اطار مواجهة التأثير القوي لايران، من خلال «حزب الله».

ويخلص المتابعون على ان الاميركيين يمشون على خط حاد يفصل بين تحقيق حلمهم باتفاق مائي ـ نفطي مع لبنان، وبين حقل الغام تمثله الساحة اللبنانية  التي  يشكل فيها «حزب الله» احد ابرز المؤثرين، فهل ينجح الاميركيون في تمرير ما يريدون؟ ام انهم سيصطدمون بمن سيقول لهم في الميدان»… الامر لي».