الأحد المقبل، «ستتساقط» الصواريخ على إسرائيل بكثافة، وسيجهد الجيشان الاميركي والاسرائيلي لمواجهة الصليات عبر تفعيل منظوماتهما للدفاع الجوي. إلا أن تل أبيب تقرّ مسبقاً بأن هذه المنظومات ستكون قاصرة عن تأمين الحماية المطلوبة، حتى ولو تضاعفت أعدادها.
هذه هي الفرضية المركزية لمناورة «جنيبر كوبرا 16»، وهذا هو الإقرار المسبق بنتائجها. المناورة، التي بدأ الجيشان تنفيذها قبل أيام، على أن تصل ذروتها الاحد المقبل، تحاكي بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية هجوماً بالصواريخ من مختلف الجبهات، شمالاً وجنوباً وشرقاً، ويشارك فيها 1500 جندي وضابط من الجيش الاسرائيلي و1700 جندي وضابط من الجيش الاميركي.
وبحسب الإعلام العبري، تعدّ هذه المناورة جزءاً أساسياً من المساعدة العملياتية للجيش الاميركي المخصصة لإسرائيل، وهي تحاكي فرضية طلب تل أبيب من واشنطن المساعدة في مواجهة الصواريخ في حال نشوب مواجهة شاملة مع أعدائها، وتحديداً صواريخ حزب الله التي تعدّ أكثر دقة وتدميراً ومدى.
وكان لافتاً، كما ورد على لسان المصادر العسكرية الاسرائيلية، أن تجري مقارنة الحرب المقبلة بحرب الخليج الاولى بداية التسعينيات، وسقوط صواريخ «سكود» العراقية على تل أبيب. وبحسب المصادر نفسها، قد تكون إسرائيل في وارد طلب المساعدة الاميركية المباشرة لصدّ صواريخ أعدائها، الامر الذي يفسر استقدام الاميركيين منظومات الدفاع الجوي المتطورة من نوع «باتريوت» للمشاركة في المناورة، الى جانب المنظومات الدفاعية الخاصة بإسرائيل.
من هنا، يمكن فهم التصريحات الاسرائيلية أمس حول صعوبة مواجهة الحرب المقبلة، وضرورة الادراك المسبق بأنها لن تكون كسابقاتها. صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت عن قائد الدفاع الجوي في سلاح الجو الاسرائيلي، تسفي حاييموفيتش، المسؤول عن تشكيلات المنظومات الدفاعية المتعددة في إسرائيل، أن «السلاح المنحني المسار» بات القوة الاساسية الموجودة في حوزة أعدائنا في الشمال، وأيضاً لدى أعدائنا في الجنوب، وهم يستثمرون جهداً ويسعون بشكل حثيث لتطوير ما لديهم من وسائل قتالية.
وقال حاييموفيتش إن السيناريوات المفترض أن تواجهنا في حال نشبت المواجهة الشاملة مع الاعداء ستكون أكثر تعقيداً وإيلاماً مما رأيناه خلال عملية الجرف الصامد عام 2014 مع قطاع غزة، وحرب لبنان الثانية عام 2006، في مواجهة حزب الله. وكان لافتاً إقراره بـ»أننا لو ضاعفنا أعداد منظومات الدفاع الجوي المخصصة لاعتراض الصواريخ، فإن الدفاع لن يكون تاماً، ومن المؤكد أن الصواريخ ستتساقط على الاراضي الاسرائيلية»، كذلك أقرّ بأن «مهمة المنظومات الاعتراضية هي التقليل قدر المستطاع من الاضرار، وتخصيص الموارد للدفاع عن المنشآت الاستراتيجية، إذ لا يمكن الدفاع عن كل شيء».
موقع «معاريف» أشار الى أن الجيش الاسرائيلي سيشرك في المناورة التنفيذية، الاحد المقبل، منظومة الدفاع ضد الصواريخ المتوسطة المدى (العصا السحرية)، الى جانب المنظومات الاعتراضية للمديات البعيدة من نوع «حيتس 2»، ومنظومة القبة الحديدية المخصصة لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى.
مصادر عسكرية إسرائيلية أبلغت الموقع أن سيناريو المناورة مخصص للتعامل مع جميع التهديدات المفترضة وذات الصلة، ومن بينها الصواريخ الموجودة في حوزة حركة حماس في قطاع غزة، وتلك الموجودة لدى حزب الله، بما يشمل الصواريخ البعيدة المدى وتلك الدقيقة المنتشرة في الاراضي اللبنانية، ومئات الطائرات المسيّرة من دون طيار، مع تأكيد المصادر أن فرضية المناورة تشمل أيضاً التعامل مع صواريخ «شهاب» الايرانية بأنواعها المختلفة.
مع ذلك، وفي رسالة طمأنة للاسرائيليين، أكّد حاييموفيتش أن إسرائيل قادرة على توفير ردّ مناسب لتهديدات (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله باستهداف حاويات غاز الامونيا في خليج حيفا، وقال إن قدرات إسرائيل الدفاعية والهجومية تحسّنت بشكل ملحوظ منذ انتهاء حرب لبنان الثانية قبل نحو عشرة أعوام.
من جهته، نقلت الاذاعة العبرية عن قائد القوات الاميركية المشاركة في المناورة الجنرال تيموثي راي أن المناورة تعبّر عن العلاقات المميزة بين إسرائيل والولايات المتحدة. لكنه أضاف أن المناورة لا تحاكي التعامل مع تطورات عسكرية راهنة في الشرق الاوسط.