في خطوة ضمن سلسلة إجراءات طمأنة أميركية لإسرائيل بعد الاتفاق النووي مع إيران، يتوجه وفد أميركي رفيع إلى تل أبيب بهدف معلن، هو تعزيز التعاون «الاستخباري المالي» بين الجانبين لمنع نقل أموال إيرانية إلى حزب الله في لبنان.
وكشف مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن وفداً أميركياً كبيراً سيصل إلى تل أبيب بداية أيلول المقبل للبحث في تكثيف التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، لإحباط نقل الأموال من إيران إلى «المنظمات الإرهابية» في لبنان وقطاع غزة، بعد الاتفاق النووي.
المصدر المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، اضاف في حديث مع صحيفة «هآرتس» أمس، أن الوفد الاميركي برئاسة مساعد وزير المالية لشؤون الاستخبارات والإرهاب، آدم زوبين، سيلتقي كبار مسؤولي الخارجية وجهاز الموساد ومجلس الأمن القومي، إضافة الى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي. وقال المسؤول الاميركي ان الولايات المتحدة ترى ان معظم الاموال التي ستحصل عليها إيران في اعقاب تنفيذ الاتفاق ورفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، ستستخدم في الاستثمار الداخلي وترميم الاقتصاد الايراني، ومع ذلك فإن «جزءاً من هذه الاموال سيُحوَّل الى الحرس الثوري الايراني، ومنه باتجاه حزب الله» والى «منظمات ارهابية فلسطينية».
وأكد المسؤول الاميركي ان ادارة الرئيس باراك اوباما معنية اكثر من الماضي بمتابعة حركة الاموال الايرانية باتجاه المنطقة، اذ ان «الايرانيين سيستمرون في تقديم الدعم المالي لحزب الله ولحركتي حماس والجهاد الاسلامي، وعلينا ان نتعاون مع اسرائيل في هذا المجال وان نغير وجهة التركيز في ما بيننا، من الاتفاق النووي الى احباط نقل الاموال من ايران الى المنظمات الارهابية».
مسؤول أميركي: نحظى بتعاون خليجي لم نشهد له مثيلاً
وفيما اكدت «هآرتس» ان اسرائيل قلقة من نقل الاموال الايرانية الى تنظيمات معادية في مسعى منها «لتمويل مؤامراتها» في المنطقة، الا انها أكدت في المقابل بأن ذلك مدعاة قلق اكثر للدول العربية في الخليج.
المسؤول الاميركي شدد في حديثه مع الصحيفة على «دولة الامارات العربية المتحدة، باعتبارها مركزاً اقتصادياً ومالياً وتجارياً في منطقة الشرق الاوسط، كذلك فإنها تزود جهات ايرانية بالخدمات المختلفة، الأمر الذي يجعل منها مفتاحاً رئيسياً في تعقب اموال ايران». وقال: «نحظى حالياً بتعاون الدول الخليجية في هذا الموضوع، وبمستوى لم نحظ بمثيل له من قبل».