تبقى الأوضاع على الساحة الداخلية موضع ترقب ثقيل في ظل الأجواء السياسية والأمنية المحمومة وسط معلومات عن ظروف صعبة قد يمر بها البلد في هذه المرحلة وخصوصاً على الصعيد الحكومي بعدما شلت أحداث الطيونة دور وعمل الحكومة التي انطلقت في بدايتها لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية وبالتالي يجب قراءة المواقف الدولية والعربية التي حذرت بأنه وفي حال لم يحصل الإصلاح ويكون هناك سلاح واحدة هو سلاح الجيش اللبناني، فلا مساعدات ولا مساندة للبنان، وهذه ضربة موجعة للحكومة التي تلقت ضمانات قبل التشكيلة الوزارية الحالية عندما التقى رئيسها ببعض المسؤولين الفرنسيين وفق معلومات مؤكدة وقال له هناك ضمانات إذا شكلت الحكومة بدعم فرنسي وأوروبي ومن الدول المانحة، ولكن الأمور تبدلت وتغيرت مع أحداث الطيونة التي شكلت منحى جديداً وستخلق فرزاً سياسياً على الساحة الداخلية مما قد يحول الحكومة الحالية إلى ما يشبه حكومة الرئيس حسان دياب، وبناء عليه فثمة معلومات عن مزيد من الانقسام داخل الحكومة وهذا ما يخاف منه رئيسها نجيب ميقاتي وعلى هذه الخلفية فإنه لن يعقد أي جلسة لمجلس الوزراء قبل انهاء ذيول اشتباكات الطيونة وإلا ينفجر المجلس الوزاري من داخله لا بل أن البعض ذهب إلى تلويح ميقاتي بالاستقالة أو الاعتكاف.
من هنا يمر البلد بمرحلة عصيبة في ظل المواقف الدولية التي تؤكد بأنها لن تدعم لبنان في هذه المرحلة وخصوصاً بعد احداث الطيونة مما يعيد النظر في أمور كثيرة في علاقة لبنان بالمجتمع الدولي حتى أن الفرنسيين ووفق معلومات مؤكدة تلقوا أكثر من رسالة من الأميركيين بوقف الحوار والدعم لإيران وإنهاء التسوية التي قامت بينهما على الملف اللبناني وأنتجت الحكومة الحالية ولذلك نحن أمام مرحلة صعبة وحيث تقول مصادر سياسية متابعة أن الأسابيع القليلة المقبلة ستوضح الصورة على صعيد الملف القضائي وأيضاً أحداث الطيونة لكن الحكومة هي أكثر المتضررين من خلال ما جرى في الطيونة وعين الرمانة.