مع مواصلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زيارته الفريدة الى الخارج، وقد انتقل ظهر أمس من بغداد، بعد لقائه القيادات العراقية، متوجهاً الى أرمينيا في زيارة رسمية هي الأخرى، تلبية لدعوة من نظيره الارميني سيرج سركيسيان وتستمر ليومين..
ومع انشغال الافرقاء اللبنانيين كافة، في التحضير للانتخابات النيابية التي أقلع قطارها، على نحو لافت، وبمعايير طائفية ومذهبية، وبات الجميع في أجواء تؤكد ان الانتخابات ستجري في موعدها مطلع ايار المقبل..
وبانتظار سائر الترشيحات ومن ثم »التحالفات« التي تتعرض لسيل من السيناريوات.. وبالتقاطع مع الحركة الحكومية اللافتة على خط انجاز الموازنة العامة، ربطا بالاعداد لمؤتمر سيدر -1، الذي يعبر عن ايجابية تحتم انجاز الموازنة في أقرب وقت..
وبالتزامن مع عودة اشتداد الحرائق والمواجهات في المناطق السورية، وتحديداً في الغوطة الشرقية وعفرين شمالاً، فقد عادت مسألة الحدود البرية والبحرية اللبنانية الجنوبية الى التداول من جديد، وبحرارة لافتة مع عودة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد الى بيروت، بعد غيبة قصيرة، أمضاها في تركيا والكيان الاسرائيلي، من دون ان يظهر في المعطيات المتوافرة، أي جديد يذكر على خط »الوساطة الاميركية بين لبنان« و»إسرائيل« بشأن أزمة ملفات ترسيم الحدود البرية والبحرية وحق لبنان في استثمار ثرواته النفطية والغازية في البلوك رقم 9، وبناء الجدار الاسمنتي، كما واشكالية تطبيق القرارات الدولية، وبالتحديد القرار 1701، بما فيها الخط الازرق..
يلتقي ساترفيلد وزير الخارجية جبران باسيل، كما والعديد من المسؤولين اللبنانيين ليضعهم في صورة ما آلت اليه الاتصالات التي أجراها في »إسرائيل«.. وفي المعلومات المتداولة، ان »وساطة ساترفيلد« باءت بالفشل، فلا »إسرائيل« في وارد التراجع عن اطماعها في استقلال الثروات المحض لبنانية، ولا الافرقاء اللبنانيين في وارد أي تنازل او تغيير او تعديل في ترسيم الحدود البرية والبحرية، حيث سيكون لبنان هو الخاسر الأكبر.. هذا في وقت تصعد »إسرائيل« كما والادارة الاميركية، في لهجتيهما ضد »حزب الله« خصوصاً، ولبنان عموماً، حيث أعلنت »إسرائيل« قبل يومين، وبالتقاطع مع وجود ساترفيلد هناك »انها ستعتبر لبنان مسؤولاً عن أي اعتداء نتعرض له من قبل »حزب الله«..
تتعدد السيناريوات والمعلومات المتداولة، في ذلك خصوصاً وأن الجانب الاسرائيلي، وبدعم من الادارة الاميركية، متمسك بموقفه حيال تقاسم البلوك -9 مع لبنان، وهو يعتبر ان »جزءاً منه يقع في المياه الاقليمية الاسرائيلية..« وهذا ما أجمعت على رفضه السلطة اللبنانية برؤسائها الثلاثة، وسائر الافرقاء اللبنانيين.. ولو أدى ذلك الى مجابهة عسكرية.. هذا في وقت تتحدث المعلومات عن اتفاق بين »إسرائيل« ومصر (العربية) لتكون هذه الأخيرة مركزاً اقليميا لتوزيع الغاز القادم من إسرائيل، بعشرات مليارات الدولارات..«.
احتمال المواجهة العسكرية بين لبنان وإسرائيل وارد ولم يغب عن اهتمامات ومتابعات القيادات السياسية والعسكرية والامنية.. وهو (أي لبنان) يجري اتصالات مكثفة حول هذه المسألة مع العديد من الدول الاوروبية ويرفع من درجة التنسيق مع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان.. وفي المعلومات المتداولة، فإن غالبية الدول الاوروبية، وفي مقدمها فرنسا، تضع خطاً أحمر في وجه أية مواجهة، أي محاولة لتعريض أمن واستقرار لبنان..
يشير متابعون الى ان الادارة الاميركية عازمة على حل النزاع النفطي بين لبنان والكيان الاسرائيلي عبر التفاوض غير المباشر، على »أن يكون الاتفاق (المزعوم) مرضياً للطرفين وغير منحاز لأي طرف..«؟! وهذه مسألة لم تلقَ استجابة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهو متمسك بخياراته وتعاطيه الصلب مع وساطتها..«؟!. الأمر الذي ربطه البعض بسيل الاتهامات التي تطاول نتانياهو، بالفساد لاخراجه من السلطة..؟! وقد نقلت صحيفة »معاريف« الاسرائيلية عن رئيس الحكومة الأسبق ايهود باراك، »ان نتانياهو انتهى عملياً.. وهو يعيش أياماً صعبة..«؟!
من حسن الصدق، ان القيادات اللبنانية وسائر الافرقاء السياسيين في غالبيتها الساحقة مجمعون على وحدة الموقف، ازاء هذه التطورات ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.. والجميع اليوم أمام اختبارات في مسيرة الحفاظ على الحقوق والثروات الوطنية، كما والحفاظ على الامن والاستقرار، والكل يدرك الشوائب والتعقيدات الشائكة في قانون الانتخاب.. والتباينات بل والسجالات حوله تتصاعد وتتسع