الخلافات والانقسامات اللبنانية حول القضايا الاقليمية طغت على العلاقات بين الافرقاء، في ملفات كثيرة الى ان تدخلت القوى الاقليمية الفاعلة لدى بعض الاطراف واعادت البوصلة الى ما كانت عليه في اتجاه رياحها اللبنانية.
فوفق المعلومات ان سفراء عرب وغربيين نصحوا اصدقاءهم في لبنان، ان لا يبقى الخلاف حول التطورات اليمنية تماماً كالخلاف حول سوريا، ويأخذ ابعاداً طائفية ومذهبية، ففي سوريا الجميع يتدخل عسكريا وسياسياً وماديا وعلى مختلف الصعد، وهو بالمفهوم الدولي تدخلاً مباشراً وان كان عبر اطراف من هنا او هناك.
المختلف وفق مصادر ديبلوماسية ان التدخل في اليمن جاء مباشرة من المملكة السعودية، دون وسيط كما جرت عادة المملكة التدخل السياسي او المالي او العسكري من افغانستان ايام الاتحاد السوفياتي الى الحرب اللبنانية الى «ايام ربيع العرب» في السنوات الخمس الماضية، مع الاشارة الى انها تدخلت بالقوة العسكرية في البحرين وقمعت وقتلت وهدمت مساجد.
وفحوى هذه النصائح الغربية تضيف المصادر الى تيار المستقبل وغيره من اصدقاء واشنطن تؤكد ان التوتير السياسي ليس في مصلحة احد في الداخل اللبناني كما لن يغير معادلات لصالح فريق 14 اذار، بل ربما يعقد الامور على هذا الفريق اكثر فأكثر.
النصيحة الثانية وفق المعلومات من المصادر نفسها، هي الرسالة الاميركية لتيار المستقبل وفريق 14 اذار بالكف النسبي عن انتقاد حزب الله لاعلانه خوض معركة القلمون والسلسلة الشرقية لجبال لبنان الى جانب الجيش السوري، كون حزب الله هنا ينظف الحدود اللبنانية من الجماعات الارهابية، وهو ما فيه في النتائج مصلحة لجميع اللبنانيين وتحديداً حزب المستقبل.
والسبب في النصيحة «الرسالة» ان الجماعات التكفيرية في لبنان وعلى حدوده ترعرعت تحت مظلة تيار المستقبل وفي مناطقه الجغرافية وبين جمهوره واتخذت منه ومن بعض اركانه غطاء سياسياً، والادلة الثانية لدى مخابرات الجيش وفرع المعلومات اكثر من ان تحصى، من خلال التوقيفات التي حصلت ان في الجنوب او بيروت او البقاع وفي الشمال، كل الجماعات والاشخاص الارهابيين عملوا تحت اسم تيار المستقبل لفترات طويلة.
وكون هذا التيار يقدم نفسه انه تيار الاعتدال بحسب المصادر، لا يمكن فهم مواقفه ومواقف شخصياته المنتقدة والرافضة لعمليات حزب الله العسكرية ضدّ الجماعات التكفيرية على الحدود الشرقية. حيث يؤكد الاميركيين في تقاريرهم انها المناطق التي جرى تجهيز السيارات المفخخة وارسال الانتحاريين الى الداخل اللبناني ومنها كانت ستنفذ عمليات ارهابية في مناطق لبنانية ذات اغلبية مسيحية وسنية وليس فقط شيعية، مع الاشارة الاميركية الى توقيفات حصلت في مناطق مسيحية لجماعات ارهابية كانت تعمل على تنفيذ عمليات انتحارية فيها.
على مستوى الداخل اللبناني، يؤكد حزب الله في مجالسه ان ما يجري من عمليات داخل القلمون، هي لمصلحة الامن الوطني اللبناني، وليس فقط لمصلحة حزب الله او سوريا، بدليل ما جرى الكشف عنه في جبال واودية عسال الورد والجبة من مصانع وان كانت بدائية الا انها لتفخيخ السيارات المسروقة من لبنان او سوريا وتجهيزها وارسالها لقتل الابرياء.
من هنا يبدو معيباً لتيار المستقبل ان يعلن مواقف رافضة لما تقوم به المقاومة في القلمون، تؤكد المصادر، بل الحري به ان يبادر الى ارسال مقاتلين الى جانب حزب الله لتطهير حدود لبنان الشرقية حماية لاهله وشعبه، واذا كان غيوراً كما يقول على الاستقرار ودماء الابرياء الاجدى ان يصمت لان من يعترض على هذه العملية سوف يوجه اليه السؤال لماذا وانت مع من تقف؟؟؟؟
واشارت المصادر الى ان النتائج الاولية وفق المعلومات الميدانية من القلمون ادت الى تدمير مصانع لصناعة المتفجرات والتفخيخ وتحضير المغرر بهم من ابناء الناس كانتحاريين في لبنان، وتأمين الاستقرار النوعي الى حد ما وحماية لبنان من ارتكابات هؤلاء وافعالهم الاجرامية بكل ما تعني الكلمة من معنى.