Site icon IMLebanon

قصف سوريا رسالة أميركية لطهران

 

ينقل قصف اسرائيل مطارَيْ دمشق وحلب، فيما طائرة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في الفضاء، المواجهة الحاصلة في غزة إلى مرحلة جديدة، يمكن اختصارها برسالة واحدة لطهران و»حزب الله»، بأنّ التدخل في أحداث غزة، سيؤدي إلى مواجهة مباشرة مع طهران وحليفها «حزب الله»، على مساحة لبنان وسوريا.

 

من البديهي ملاحظة، أنّه ومنذ بدء القتال في غزة وغلافها، حرص «الحزب» على عدم الاندفاع في رسم التوقعات لحلفائه في وحدة الساحات، فاقتصر نشاطه الداعم لـ»حماس» على بضع عمليات تذكيرية، الهدف منها إبداء الدعم من دون التعرض لمخاطر المواجهة الكبرى، وقد اختبأ «الحزب» خلف الخطوط الحمر التي أوصلها لإسرائيل، بالبريد المصري، والتي مفادها أنّه سيدخل الحرب بمجرد بدء الهجوم البري على القطاع، ولا يزال مختبئاً حتى اليوم السادس من القتال، ومن صور الدمار والضحايا، ومن مناشدات حمساوية بالتدخل، بدأت تطلق في السر والعلن.

 

لن يكون هذا التدخل متيسّراً، أو بالسهولة التي تتمناها «حماس». الحسابات الإيرانية تتجاوز الحماس في المعارك وتتجاهل عواطف التضامن، لأنّ إيران لم تدعم «حماس»، أو تساهم بتسليحها وتدريبها، كي تنقاد وراء التصعيد، بما لا يخدم حساباتها ومصالحها، فالمعادلة تُصنع في طهران ولا تُفرض عليها.

 

بهذا المعنى يمكن فهم الغارة الإسرائيلية التي تمّت أمس، أنّها رسالة أميركية بالدرجة الأولى، الهدف منها تحذير طهران، وتنبيهها بعدم تجاوز الخطوط الحمر تحت طائلة، اتخاذ خطوات ضدها بدءاً من سوريا، ومن الحدود العراقية السورية تحديداً، حيث يستمر الشريان اللوجستي في البوكمال، بالعمل بشكل طبيعي.

 

يعطي قصف مطاريْ دمشق وحلب فكرة واضحة عما قد ينتظر لبنان، إذا ما استسهلت إيران تجاوز الخطوط الحمر، ما يؤدي بـ»حزب الله» إلى مرحلة الدخول في الحرب. لن يكون بعيداً عن الأذهان خطر استهداف المنشآت اللبنانية، التي بالكاد ما زالت تعمل بفعل الأزمة الاقتصادية، والتي إذا ما ضُربت، لن يكون بالمتيسر إصلاحها، لسنوات وسنوات قادمة.

 

على هوامش هذا الاحتمال، الذي يقضي على ما تبقى من قدرة لبنان على الاستمرار، كان لافتاً التقاطع العريض بين الكثير من القوى السياسية، على رفض إقحام لبنان في جحيم ما تخطط له إيران، ويصلح هذا التقاطع لاجتماع هذه القوى، في إطار يعلن رفضه إقحام لبنان في الحرب، حيث يصل هذا الصوت إلى المجتمعَين العربي والدولي، ذلك استباقاً لأيّ مغامرة، لن ينفع فيها بعد فوات الأوان، الاعتراف بـ»لو كنت أعلم»، ولن يكون بعدها في ظل انكفاء العرب عن مساعدة لبنان، من يفتح خزائنه لبناء ما سيتهدم.