Site icon IMLebanon

اتفاق الإذعان “وسائق ياسر عرفات”

 

كان يحلو للعميد ريمون إده أن يردد دائماً، حين كان يُسأل عن اتفاق القاهرة وطابع السريّة الذي أقرّ به، والمصادقة عليه في مجلس النواب، من دون ان يطلع عليه النواب: “معقول أن سائق ياسر عرفات اطّلع عليه، والنواب اللبنانيون لم يطّلعوا عليه”؟ (باعتبار ان عرفات كان عن الجانب الفلسطيني الذي وقّع الاتفاق).

 

 

بعد خمسة وستين عاماً على توقيع اتفاق القاهرة، ( وقِّع عام 1969)، انتهى عصر السريّة، وبات كل شيء مكشوفاً، ولم يعد بالإمكان الحديث عن أن سائق آموس هوكستين اطّلع على الورقة الأميركية وعلى الضمانات الأميركية لإسرائيل، ولبنان لم يطّلع عليها! ولا عذر لوزراء “حزب الله” أن يقولوا في جلسة مجلس الوزراء إنهم لم يطلعوا على الورقة وعلى الضمانات، ويريدون الاطلاع عليها بنسختيها الإنكليزية والعربية.

 

الحقيقة غير ذلك على الإطلاق، وزراء “حزب الله” اطلعوا على الورقة وعلى الضمانات، لكنهم تجاه بيئتهم وتجاه شعبهم، لا يمكنهم ان يُقرّوا بأنهم وافقوا على “عقد إذعان”، بعد كل هذه الخسائر التي تكبّدها “الحزب” من جراء مغامرته ومقامرته بالإنخراط في حرب معروفة النتائج، في ظل فقدان التوازن العسكري والاستخباري والتكنولوجي بينه وبين إسرائيل.

 

 

مَن يجرؤ من وزراء ونواب ومسؤولي “حزب الله” أن يخرج على جمهوره ويتلو “فعل الاعتذار” عما ارتكبه في حقهم؟ من أجل ماذا دفع هذا الشعب آلاف الضحايا ومليارات الدولارات من الخسائر المادية؟

 

والأنكى من ذلك، يتسبّبون بالدمار ويطالبون الدولة بالتعويض.

 

إن لعنة الحسابات الخاطئة ستلاحق “حزب الله”، وعلى طريقة “لجنة فينوغراد” الإسرائيلية التي حققت في فشل حرب 2006، لا بد من “لجنة فينوغراد” لدى “حزب الله” للتحقيق في الكارثة التي تسبب بها بعد انخراطه في حرب الإسناد والمشاغلة.

 

 

هل لديكم الجرأة ؟