IMLebanon

ضغوط اميركية على عون… و«اسرائيل» على خط «التهويل»

 

بعبدا لن تفرّط بـ «المعايير الضامنة»… وردّ المقاومة ميداني

رئيس «السي اي ايه» يُحذر من انهيار امني «وشيك»

 

لم تثمر الضغوط المفتعلة للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون، تسريعا في «ولادة» الحكومة العتيدة، فمشاورات التأليف ما زالت تحتاج الى المزيد من «التمحيص» قبل رؤية «الدخان الابيض» غير المحسوم خروجه من بعبدا، لكن الساعات المقبلة تبدو حاسمة لجهة فضح حقيقة المناورات المتبادلة بين المؤلفين، لكن سواء جرى التفاهم على حكومة الضرورة من عدمه فان الملفت في الساعات القليلة الماضية كان في ازدياد حدة الضغوط السياسية والامنية والاقتصادية داخليا وخارجيا في استتهداف مباشر للعهد وحلفائه وفي مقدمهم حزب الله. وفي هذا السياق المح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى انه يتجه الى الاعتذار، اذا لم تذلل العقد قبل نهاية الاسبوع وهو ابلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورؤساء الحكومات السابقين بموقفه، وهو ينتظر رد رئيس الجمهورية المطلوب منه الموافقة على الصيغة المعدلة التي نوقشت في اللقاء الاخير، وينتظر ميقاتي جوابا ايجابيا حولها قبل صعوده الى القصر الرئاسي مجددا.

 

وفي اطار الضغوط الاقتصادية، لا تعتقد اوساط سياسية بارزة، بان تأخير التوصل الى اتفاق بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان حيال التسعيرة الجديدة للمحروقات بريء، فالتوقيت سياسي بامتياز وله علاقة بزيادة الضغط في الشارع على العهد، فانقطاع البنزين والمازوت يهدد بمزيد من الانفلات الامني في البلاد، وثمة من يضع التسهيل في «كفة»، وذهاب البلد إلى كارثة اقتصادية ومعيشية وامنية في «كفة» اخرى…

 

وفي هذا الاطار، تكشف تلك الاوساط عن تحميل السفيرة الأميركية رئيس الجمهورية مسؤولية عدم تسهيل تشكيل الحكومة، وهي ابلغته ان تقرير رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، ويليام بيرنز، الذي زار بيروت كان «سيئا» في تقييمه الاوضاع في البلاد، ولفت الى ان القوات العسكرية والامنية اللبنانية تعيش تحت ضغط هائل وستجد قريبا صعوبة في الإمساك بالاوضاع المتفلتة، محذرة من انهيار امني «وشيك». طبعا لم تنس شيا التحذير من الانزلاق في التورط باستيراد النفط من ايران.

 

طبعا، التحذيرات الاميركية في هذا السياق تستهدف حزب الله على نحو مباشر من خلال تحميله مسؤولية «عزلة» لبنان اذا ما حاول كسر الحصار النفطي وتحدي العقوبات على طهران. ولم تقف هذه الضغوط هنا، فاسرائيل تواكب بقوة ما يحصل وأعلنت بدء مناورة مفاجئة لفحص جاهزية جيشها على الحدود الشمالية مع لبنان، وهي المناورة العسكرية الثانية في شهر آب حيث انتهت قبل أسبوعين «تدريبات «شعاع الشمس لاختبار استعداد القوات العسكرية لأيام المعارك الطويلة.

 

وقد تزامنت هذه التحركات مع تسريبات من مصادر امنية لمراسل الشؤون العسكريّة في القناة الـ13 بالتلفزيون الاسرائيلي، ألون بن دافيد، تحدثت عن اشارات من الشمال توضح أنّ الهدوء على الحدود اللبنانية انتهى وقد أصبحت الحدود خط مواجهة نشطا، ولهذا تجري اسرائيل مناورات لفحص مدى استعداد المستوطنات المجاورة للمواجهة.

 

تزامنا، شدد معهد الامن القومي الاسرائيلي على ضعف معادلة الردع القائمة لان التزام إسرائيل بقواعد اللعبة ساعد في إرساء هدوء نسبي على مدى العقد الماضي على طول الحدود اللبنانية ، ما سمح لحزب الله بالاستمرار في تعزيز قدراته، ليصبح التهديد العسكري التقليدي الرئيسي لإسرائيل وفي طليعة محور المقاومة. ووفقا لتوصية المعهد، وبافتراض أنّ أيًا من الطرفين ليس لديه مصلحة في حرب واسعة النطاق، فإنّ إسرائيل تواجه عددًا من مسارات العمل على المستوى العسكريّ ومن أجل تعزيز الردع ومنع ظهور جبهة مواجهة نشطة على الحدود اللبنانية، اوصت باغتنام ما اسمته مشاكل حزب الله الداخلية والبدء بخطوة عسكرية مفاجئة وهادفة تقوض قدراته مع التركيزعلى مشروع الصواريخ الدقيقة، مع تقدير للموقف يشيرالى ان الهدوء سيعود الى الحدود بعد جولة قصيرة من الاشتباكات… ؟

 

وفي مواجهة هذه الضغوط التي تحدث عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة، لا بد من الاشارة الى وجود جهل في تقدير موقف الحزب من اي تجاوزات اسرائيلية لقواعد اللعبة على الحدود، وفي هذا السياق تختصر مصادر مقربة من الحزب المشهد بالقول، اذا ارتكبوا اي حماقة يجب أن تستعد اسرائيل لرد قاس وهجوم عنيف على الجبهة الداخلية، دون اي ضمانة بحرب قصيرة الامد.

 

اما الرد على «رسالة» السفيرة الأميركية القاسية الى بعبدا، والتي أرادت منها الضغط على الرئيس عون من خلال ابلاغه بانه لم يعد هناك اي مجال للمناورة، وعليه القبول بحكومة «كيف ماكان»، فسيكون بتمسك رئيس الجمهورية بمعايير التشكيل وحفظ دور الرئاسة الاولى في عدم التوقيع على اي مرسوم حكومي لا يضمن انتقالا «سلسا» للسلطة الى مجموعة مضمونة تقود البلاد، اذا ما تعذر اجراء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ودون ذلك لن يضع العهد مصيره خارج «يديه»، والامر منوط الان بما ستنتهي اليه الجولات المتبقية في «الامتار الاخيرة»، وما سيحمله معه الرئيس المكلف من تسهيلات باتت ضرورية لإزالة العقبات التي تعترض «الولادة»، وهي ليست مستعصية، اذا صفت النيات، ولهذا يمكن القول ان الساعات المقبلة ستكون حاسمة وتقرر مصير المرحلة المقبلة المليئة بالصعوبات سواء تشكلت الحكومة او اعتذر ميقاتي.