أسلحة جديدة للجيش للتصدّي للإرهاب
الأميركيون متفائلون بانتخابات رئاسية.. «قبل آذار»
يستأثر عنوانان رئيسيّان بالاهتمامات الأميركية بلبنان في سنة 2015: إجراء الانتخابات الرئاسيّة واستمرار الدّعم للجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب المتسرّب عبر الحدود السوريّة.
ويسود اعتقاد في الدوائر الأميركية المعنية بترابط الموضوعين لأنّ لبنان «سيكون أقوى بوجود رئيس للجمهورية، فالمشاكل لن تنتهي مع الانتخابات لكنّ حلّها سيكون أسهل بوجود رأس للدّولة».
واللافت للنظر أنّ الأميركيين يعتبرون أنّه حتى مقاربة موضوع النّفط ستكون أسهل وأكثر فاعلية مع وجود رئيس للجمهوريّة.
ويسود التفاؤل خطاب الأميركيين بإمكان تنظيم الانتخابات الرئاسية قبل شهر آذار المقبل وهم يعوّلون على الديناميّة الداخلية، ويقول مصدر في وزارة الخارجية الأميركية لـ «السفير»: «إذا التقى اللبنانيون في ما بينهم وتحاوروا وتناقشوا في غضون هذا الشهر (كانون الثاني) فليس من المستبعد أن تحصل الانتخابات قبل شهر آذار».
لا يتغاضى الأميركيّون عن تاريخ لبنان المثقل بالتدخّل الخارجي في اختيار الرئيس، لكنّ المصدر نفسه يقول «صحيح أنّ التاريخ مهمّ، لكن يجب ألا يسمح اللبنانيّون بأن يتحكّم تاريخهم بمستقبلهم وبمصير بلدهم، صحيح أنّ الأفرقاء اللبنانيين يعقدون تحالفات متضاربة، لكنّ كثراً أيضا يريدون لبنان بلدا للبنانيين وحدهم، وبالتالي مهما كانت الشراكات السياسية فلا ينبغي أن يتمّ فرض رئيس وقائد للبنان من خارج إرادة اللبنانيين».
يضيف المصدر الأميركي: «شهد القرن العشرين نفوذا مبالغا فيه لبعض القوى الدولية، وهذا الأمر تبدّل في القرن الحادي والعشرين ويجب أن ينسحب الأمر على لبنان واللبنانيين الذين ينبغي أن يتطلّعوا الى احتياجات بلدهم، وبالتالي لا ينبغي أن ينتظر لبنان مساعدة من الخارج في شؤونه الداخلية أو حتى في علاقاته الإقليمية، بل على العكس عليه ان يكون مبادرا في إدارة الحلول حتى في المشاكل الإقليمية المحيطة وألا ينتظر تلقي أوامر من أحد، وبالتالي لا ينبغي أن يكون لبنان تابعا، بل قائدا ومرشدا للآخرين أقله في شؤونه الداخلية كالاقتصاد والتعليم وإدارة مشكلة النزوح مثلا وقد يسهم المجتمع الدولي بالمساعدة عبر نصيحة معينة ولكن ليس بالتدخّل المباشر».
يشير تاريخ لبنان الى أن القوى الإقليمية والدولية منخرطة في تقرير مصيره حتى العظم. انطلاقا من هذا التاريخ، ثمة قناعة بأن أية تسوية داخلية تنتظر اتفاقا نوويا بين إيران والغرب واتفاقا سعوديا إيرانيا على ملفات المنطقة.
يعلّق المصدر في وزارة الخارجية الأميركية على هذا الأمر قائلا لـ«السفير» انّ أفرقاء لبنانيين يتطلعون الى مقاربة دول إقليمية حليفة لبعض القضايا، «وهذا بحدّ ذاته ليس سيّئا، لكنّ الأمر يتبدّل حين ينتظر لبنانيون ضوءا أخضر في مسألة جوهرية تتعلّق بقيادة البلد أي رئاسة الجمهوريّة، وبالتالي حين تتماثل فرصة مماثلة تحرّر اللبنانيين من تدخّل الخارج على السياسيين اللبنانيين التقاطها والقيام بواجبهم، وبالتالي ثمّة فارق بين التحالف مع بلد آخر والسماح لهذا البلد بالهيمنة على القرار السياسي الداخلي، ولبنان لديه فرصة حالية لإجراء استحقاقه باستقلالية تامّة».
دعم الجيش اللبناني
في بداية سنة 2015 ثمّة إعادة تأكيد أميركي بأنّ الشراكة مع الجيش اللبناني ستستمر أمتن في المستقبل، والولايات المتحدة تنظر بإيجابية الى استعداد بلدان أخرى أيضا لدعم الجيش، «لأنّ أمن لبنان واستقراره مهمّان، والولايات المتحدة تعمل مع لبنان أيضا في مواضيع تخصّ التربية، والمياه النظيفة، وتأمين فرص اقتصادية تساعد في نمو لبنان ما يساعد في خلق فرص عمل جديدة».
يؤكد المسؤولون الأميركيون أن الولايات المتحدة تعمل بثقة مع الجيش اللبناني وخصوصا منذ عام 2005 في مجالات التدريب ليصبح الجيش أكثر فاعلية وهذه الشراكة ستستمر في سنة 2015، وستتوطد في شهر آب المقبل مع تسلّم لبنان رزمة جديدة من المعدات والأسلحة الثقيلة التي سيواكبها أيضا تدريب، وسيبدأ الجيش بتسلم معدّات جديدة بدءا من مطلع سنة 2015، وذلك حتى يستمر بقتاله ضدّ الإرهاب.
ترحّب الولايات المتّحدة بمساهمات دولية أخرى لمصلحة الجيش اللبناني، ولا تعترض على تنويع مصادر الأسلحة ما دام الخبراء العسكريون حريصين على أن تكون الأنظمة العسكرية المستخدمة متطابقة، وأن هذه الأسلحة يمكن أن يكمل بعضها بعضا.
من الواضح أن الدول تعترف بدور لبنان المهمّ في مكافحة الإرهاب عبر دعم الجيش اللبناني «الذي ينبغي أن يبقى موحّدا وقويا ومجهّزا في حربه ضدّ الإرهاب»، وفي هذا الإطار تندرج زيارة مسؤولين أميركيين عسكريين للبنان بغية التأكّد من «أن التنسيق على مستوى الجيش اللبناني قائم من أعلى الهرم الى القاعدة، وللاطلاع على الاحتياجات وما تمّ تلبيته منها والانتظارات المحتملة» بحسب المصدر الديبلوماسي في وزارة الخارجية الأميركية.