لحزب الله رؤية في مختلف القضايا الداخلية والاقليمية والدولية، وبالطبع تأتي هذه الرؤية الى جانب الاهداف الواضحة لدى حزب الله وانعكست رؤيا واضحة لجمهوره ومناصريه لذلك حزب الله في الخطاب الداخلي ليس نفسه في خطابه للجماعات التكفيرية او للدولة العبرية. لذلك نراه ينتقد هذه التوجهات او تلك، الا انه يجلس على طاولة الحوار في مجلس النواب او في جلسات الحوار الثنائي مع تيار المستقبل.
ذلك لأن حزب الله يعلم كيفية الازمات اللبنانية وادارتها ويعلم ان لا اعداء في الداخل، بل ربما خصوم في السياسة، من هنا يقدم اطروحته حول مختلف الملفات ويستمع الى رأي الآخرين ويناقش علّ وعسى يصل الى مشتركات داخلية في مختلف الملفات الاستحقاقية منها او التفصيلية اللبنانية.
في الحراك المدني ترى شخصية مقربة من حزب الله ان اي حراك في لبنان يجب ان يكون مغطى سياسياً والا لن يستطيع المواصلة في بلد ممذهب ومسيس حتى العظم، والادلة كثيرة وكبيرة، وهذه التغطية السياسية تعطي الاستمرار، لكن حزب الله، الذي ايد وفق ما تقول الشخصية القيادية البارزة، الحراك المدني ضدّ الفساد ظل بعيداً عن الحراك، والسبب مصلحة الحراك وعدم احراجه وكي لا تتحول الامور طائفية ومذهبية.
الاهم في اي حراك، الهدف الذي يمكن تحقيقه، والعمل والسعي لتحقيقه، اما ما شهدناه في الفتره الاخيرة هو جل ما يستطيع الحراك في لبنان استقطابه، وذروة الجماهير التي يمكن ان تتحرك في اطاره، وبالطبع القضية تكمن في تركيبة الاصطفافات اللبنانية الطائفية والحزبية والسياسية، وعدم قبول رأي الآخر مهما كان على صواب، وذلك لحدة الانقسامات في لبنان.
اللامركزية الادارية مسألة هامة نائمة في الادراج، تقول الشخصية المقربة من حزب الله لزوارها، وهي بالاساس من بنود اتفاق الطائف بالطبع بدون ورود تعبير او صفة «اللامركزية الادارية الموسعة» لأن الامور لها شروط ومتطلبات ومن ثم بحث ونقاش، وهذه مسألة غير واردة في لبنان. مع احتمال تحريك ملف اللامركزية في اي مرحلة كونها مسألة ممكنة وجيدة للبنانين. اما القفز من ازمة النفايات الى اللامركزية الادارية الموسعة او فدرلة قضايا هنا او هناك، فهي امور لا تستطيع العيش في لبنان.
اما عن المشروع الاميركي في لبنان او للبنان؟
تجيب الشخصية المقربة من حزب الله، ليس واضحاً ان الاميركيين في لبنان يريدون متغيرات في النظام السياسي وكل اداء واشنطن في لبنان، يشير الى ان الاداراة الاميركية مرتاحة للصيغة اللبنانية الراهنة، كما انها بنفس الوقت غير مهتمة بانتخاب رئيس للجمهورية بدليل ان الشغور الرئاسي تجاوز السنة والاميركيون لا يمانعون في استمرار هذا الشغور، بل اصروا على اصدقائهم اللبنانيين في 14 اذار والقوى الرئيسية منها بالتحديد عدم التوتير والتمسك بالاستقرار وابعاد لبنان عن تداعيات النار السورية.
تضيف الشخصية نفسها في حزب الله لزوارها، هذا الموقف الاميركي خرج منذ اليوم الاول الى العلن وخرجت معه مختلف المواقف الغربية والدولية في السياق ذاته، والى اليوم الموقف الاميركي لحلفائه اللبنانيين، هو الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والابقاء على لبنان بعيداً من اللهيب السوري، مع توفير التغطية الكاملة لمختلف الاجهزة الامنية في ملاحقة الجماعات التكفيرية والمسلحة التي تريد العبث في لبنان.
من هنا فإن لبنان هو في آخر سلّم اولويات الاميركيين الذين لا يهتمون الى انتخاب رئيس، صحيح قد لا يمانعون ان استطاعوا بإيصال رئيس حليف، لكن طالما الامور تسير في شكل طبيعي في لبنان لا يجدون ضرورة ملحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والامور ما تزال في هذا المنوال على المدى المنظور.
الوضع الشيعي في احسن حالاته، تقول الشخصية المشار اليها فالتنسيق بين الرئيس نبيه بري وحزب الله قائم بشكل جدي ودقيق، وان الثقة بأسلوب عمل الرئيس بري ثقة تامة وهو يقوم بدور وطني كبير بين مختلف الافرقاء وكان خلال المرحلة الراهنة يعمل على الجمع والتقريب بين مختلف وجهات النظر، ويلقى احتراماً من الجميع على جهوده الوطنية.