لا علاقة لزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو المرتقبة للبنان الأسبوع المقبل بكل التحليلات التي تكهّنت أنها تتعلق بالعقوبات الأميركية على «حزب الله» أو في شأن أزمة النازحين. إذ تكشف مصادر ديبلوماسية رفيعة أنّ هدفها الأساس هو «حماية» الغاز اللبناني الموعود «ليس حبّاً ببحره الأزرق» بل حمايةً للمصالح الأميركية التي تقتضي إبقاء العين على التمدد الإقتصادي الروسي ولجمه، وذلك من طريق إنشاء قاعدة واسعة لإستقبال الأساطيل الأميركية «الرادعة والمراقِبة» تبدأ من قاعدة حامات في البترون وتمتدّ حتى مدينة جبيل.
لا شك انّ زيارة بومبيو للبنان في هذا التوقيت بالذات تثير ضجةً إعلامية واجتهادات السياسيين، وهي تأتي بعد زيارة سلفه ريكس تيلرسون للبنان في 15 شباط من العام الماضي. علماً انّ زيارات بومبيو كثُرت أخيراً في الشرق الاوسط ولم تكن بيروت ضمن محطاته.
ويعوّل البعض على اهمية هذه الزيارة معتبرين أنها «فرصة مهمة للبنان لأنّ بومبيو بالذات يتفق بنسبة كبيرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهما متماسكان ومتفقان في آرائهما والمواقف والقرارات، فيما يترقب بعضٌ آخر بحذر الأهداف المرجوّة من هذه الزيارة التي لم يُعلن عنها بعد.
ووفق مصادر ديبلوماسية انّ هدف بومبيو من هذه الزيارة هو تفعيل العمل لاستخدام قاعدة «حامات» بالذات لأنّ الوضع إذا استمرّ على ما هو عليه في سوريا، أي ثبات الروس هناك، فإنّ الجانب الأميركي يرى في المقابل ضرورة استلحاق نفسه في لبنان.
وأحد الإحتمالات اتّخاذ قاعدة «حامات» التي يعمل الأميركيون منذ 2008 على تأهيلها وتفعيلها وتوسيعها عبر إضافة قاعدة بحرية تستوعب القطع البحرية والآليات، وقد تمتدّ هذه القاعدة الى مدينة جبيل…
وكل ذلك لحماية انابيب النفط لأنّ العين الأميركية اليوم شاخصة على روسيا وهي الهمّ الاساسي بالنسبة اليها، فإذا استخرج الروس الغاز من سوريا، أو بالأحرى إذا سيطر الروس على مسار الغاز في سوريا، فستتحكّم روسيا وحدها بعملية البيع والشراء، خصوصاً عند تدفّقه الى أوروبا أو دول الجوار.
أمام هذا الواقع الجديد يجد الأميركيون أنفسهم مضطرين الى خلق جبهة مواجهة من خلال الغاز الإسرائيلي والغاز اللبناني الذي سيتمّ تصديرُه الى أوروبا، فتحميه أميركا من لبنان.
فالهمّ الأميركي اليوم هو تعويم أوروبا بالغاز لضرب الغاز الروسي وبالتالي ضرب الإقتصاد الروسي لأنّ الجميع يعرفون أنه قائم على تصدير الغاز بنسبة تفوق 80 في المئة.
وهذا الغاز يُصدّر الى الإتحاد الاوروبي إذ ليس في استطاعة الروس تصديره الى أبعد من أوروبا… وحتى أوكرانيا إذا توقفت روسيا عن إمدادها بالغاز يموت شعبُها من الصقيع.
وفي المحصلة تكشف المصادر الديبلوماسية انّ زيارة بومبيو للبنان لن تكون بالضرورة لتحقيق أحلام ما زال البعض يراهن عليها.