من المتعارف عليه أنّ وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية هو مسؤول السياسة الخارجية في الادارة الاميركية، ويتم تعيينه من قِبَل الرئيس الأميركي شخصياً، وينال المشورة والموافقة من قِبَل مجلس الشيوخ… ويكون الوزير حُكْماً عضواً في كابينة الولايات المتحدة (وهو مجلس رئاسي، يضم الرئيس والوزراء ومدراء الوكالات الاتحادية المهمة) بالاضافة الى عضويته في مجلس الأمن القومي الاميركي.
ومنذ تأسّست وزارة الخارجية الاميركية عام 1789 فكان أوّل من تولاها هو توماس جيفرسون، وحتى الوزير الحالي أنتوني بلينكن وتسلسله 71 من بين وزراء الخارجية، نلاحظ أنّ عدداً كبيراً من وزراء الخارجية في أميركا هم يهود، وهو أمر لافت… هذا أولاً.
أما السبب الثاني، فهو وبكل صراحة أنّ الصهيونية العالمية ومعها الماسونية العالمية أيضاً حريصان على أن تكون وزارة الخارجية بيد يهودي، وذلك كي يتحكم اليهود بسياسة أميركا الخارجية.
وكي نثبت ما نقول دعونا ننظر الى التاريخ، ونبدأ هنا بأسماء وزراء خارجية أميركا اليهود، مع الاشارة الى ان جميع وزراء الخارجية في أميركا، إن لم يكونوا يهوداً… فهم متحمّسون لإسرائيل ويدافعون عنها في أي مأزق تقع فيه، حتى ولو كانت هي المعتدية.
البداية ستكون بالتأكيد مع وزير خارجية أميركا حالياً أنتوني بلينكن..
فأنتوني بلينكن أو (طوني بلينكن بالانكليزية) وزير الخارجية الاميركي في إدارة الرئيس جو بايدن، ولد في مدينة نيويورك في 16 نيسان 1962 من عائلة يهودية أصولها أوكرانية، غنية ومتنفذة في الحزب الديموقراطي، عاش طفولته ومراهقته مع أمه بعد انفصالها عن والد أنتوني وتزوجت صموئيل بيسار الذي أشرف على تربية بلينكن. عاش في باريس ثم تزوج من إيڤان رايان المساعدة السابقة لوزير الخارجية الاميركي، والده دونالد بلينكن عمل سفيراً أميركياً في هنغاريا (المجر).
درس في مدرسة دالتون بنيويورك حتى عام 1971، ثم انتقل الى باريس حيث درس في مدرسة حينين مانويل.
التحق بجامعة هارفرد، وكان يحرّر صحيفة الطلاب اليومية وشارك في تحرير المجلة الفنية الاسبوعية… حصل فيها على شهادة بكالوريوس في الحقوق عام 1984، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا عام 1988.
أبرز موقفه انه دعم «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزّة عام 2014… وهو يرى أنّ دعم إسرائيل قاعدة وأساس للديموقراطية في المنطقة لن يتغيّر.
كما أعلن أنّ أي خلاف مع إسرائيل سيكون مكانه الغرفة المغلقة.
أيّد غزو العراق بقيادة أميركا عام 2003.
دعم التدخل العسكري في ليبيا عام 2011، وأيّد حملة الأطلسي ضد معمّر القذافي، كما دافع عن تزويد المعارضة السورية بالاسلحة، وأدان محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016.
في نيسان عام 2015 أعرب عن دعمه للحرب السعودية على اليمن.
في 28 تشرين الأول 2020 قال لصحيفة The Jewish Insider إنّ إدارة بايدن تخطط لإجراء مراجعة كاملة لعلاقة أميركا مع السعودية.
في 16 حزيران 2020 قال بلينكن: إنّ بايدن سيدعم إسرائيل دعماً لامحدوداً غير مرتبط بأشياء مثل الضم. أيّد تسليح إسرائيل من دون شروط، وأشاد باتفاقات التطبيع التي بدأتها إدارة ترامب بين البحرين والإمارات.
أعرب عن قلقه إزاء استمرار انتهاكات حقوق الانسان من قِبَل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مصر.
بلينكن ديبلوماسي ومسؤول حكومي أميركي يتولى وزارة الخارجية منذ 26 كانون الثاني 2021. شغل سابقاً منصب نائب وزير خارجية أميركا بين عامي 2015 و2017، وكان نائباً لمستشار الأمن القومي بين عامي 2013 و2015 في عهد إدارة باراك أوباما.
هو لاجئ يهودي هربت عائلته من ألمانيا النازية عام 1938.
هو ابن أسرة يهودية له تاريخ طويل في العمل الديبلوماسي، يعتبر من المدافعين بشدّة عن التحالف بين أميركا والاتحاد الأوروبي، علماً أن زوج والدته صموئيل بيسار كان مستشاراً للرئيس الراحل جون كينيدي.
عام 2008 عيّنه أوباما نائباً مساعداً للرئيس ومسؤولاً عن قضايا الأمن القومي.
الوزير الثاني في السلسلة هو جون فوريس كيري… سياسي أميركي شغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الثامن والستين من عام 2013 الى 2017، وهو يشغل حالياً منصب ممثل الرئيس لشؤون المناخ في إدارة جو بايدن من 21 كانون الثاني عام 2021.
هو يهودي الأصل، وصديق حميم لبنيامين نتانياهو، وأكبر الداعمين لأمن إسرائيل. خلف هيلاري كلينتون في الوزارة وسار على نهجها في دعم إسرائيل. هذا وقد بادرت إسرائيل للترحيب به حين عيّنه أوباما الرئيس الأميركي الأسبق.
وننتقل بعد ذلك الى الوزير هنري كيسينجر الذي شغل منصب وزير خارجية أميركا في عهدي ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. وهو لاجئ يهودي هرب مع عائلته من ألمانيا النازية عام 1938… وكان وزيراً لخارجية أميركا خلال حرب عام 1973 المجيدة.
إضافة الى ما ذكرت من وزراء خارجية من أصل يهودي نذكر كونداليزا رايس، وهي من أصول أفريقية، وعيّنت وزيرة للخارجية الأميركية من العام 2005 وحتى العام 2009 في عهد جورج بوش… وهي وإن لم تكن يهودية الأصل لكنها كانت واضحة جداً من خلال ميلها التام لإسرائيل، وهي داعمة للكيان الاسرائيلي كنظيرتها مادلين اولبرايت التي عيّنت وزيرة في 15 كانون الأول عام 1996 من قِبَل الرئيس بيل كلينتون، وكانت أوّل امرأة تشغل هذا المنصب في الولايات المتحدة.. وكان والدها يدين بالديانة اليهودية… وهي هربت مع عائلتها من ألمانيا أيضاً.
كل ما ذكرته يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ سيطرة الصهاينة اليهود على السياسة الخارجية في أميركا كانت ثابتاً وهدفاً سعى إليه اليهود… حتى يتحكموا بمفاصل الدولة في الولايات المتحدة، مهما كانت ميول الرئيس الاميركي، سواء كان جمهورياً أم ديموقراطياً… فاليهود هم محور السياسة الاميركية الخارجية، وقد نجحوا في ذلك حتى الآن.