اذا كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يحاول تسريع نقل ميراثه السياسي الى نجله تيمور على صعيد المقعد النيابي ورئاسة الحزب، فان النائب سليمان فرنجيه يجاريه في هذا المجال على صعيد ايصال نجله طوني ليحل مكانه في البرلمان وفي قيادة تيار المردة. وكاد الامر ينسحب على الرئيس امين الجميل لجهة توريث نجله النائب سامي الجميل رئاسة حزب «الكتائب»، الا انه فرمل اندفاعته بشكل فجائي وفق مصادر كتائبية من الحرس القديم للحزب، اما السبب في ذلك فيعود الى طموح الرئيس الجميل في الوصول الى رئاسة الجمهورية، ولكن حلمه الرئاسي تبخّر في ظل الانفتاح بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الذي يقوده النائب ابراهيم كنعان من الطرف البرتقالي ورئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي، ما دفع بالرئيس الجميل الى اعادة تقييمه للامور ليخلص الى ان استعجال توريث سامي لا يتناسب مع الواقع السياسي، كون استحالة وصوله الى الكرسي الاولى ووصول سامي الى رئاسة الحزب سيمليان عليه عملية تقاعد قسري في عالم السياسية، وهذا امر لا طاقة له عليه، على قاعدة انه سيلغي نفسه بنفسه، فحساباته في الحقل لم تطابق حساب البيدر كونه كان يراهن بل يحلم ان ينسحب لصالحه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من الترشح لرئاسة الجمهورية، الا انه اكتشف بعد 22 جلسة اطيح بها النصاب ان انسحاب جعجع لافساح الطريق لوصوله لم يكن الا حلم ليلة صيف.
وتضيف الاوساط نفسها، ان ترشح جعجع للرئاسة لم يزعج الجميل بقدر ما ازعجه ان الكلمة الفصل في تسمية الرئيس العتيد باتت في عهدة العماد ميشال عون وجعجع كون الرجلين يتقاسمان الرقعة المسيحية بشكل ندّي، واضعين «الكتائب» خارج هذه الخانة، لا سيما ان الحزب التاريخي شاخ واصيب بالضمور على غرار الحزب السوري القومي والحزب الشيوعي اللبناني. ولعل اللافت ان الجميل الذي وجد ان حظوظه انعدمت في المرمح الرئاسي للوصول الى بعبدا التي ذاق عسلها ذات عهد لا ينساه اللبنانيون، سعى للوصول الى رئاسة «المجلس الوطني» لفريق 14 اذار، الا ان الفريق المذكور يرفض وصوله جملة وتفصيلاً كون الجميل لم يحسم امر انتمائه اليه، حيث يضع رجلاً في البور واخرى في الفلاحة ويسعى الى فتح حوار مع «حزب الله» عبر النائب ايلي ماروني، في وقت ان منسوب الخصومة بين فريقي 8 و14 آذار بلغ مستوى كاد يصل الى حدود العداء لولا ورشة الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل» لتنفيس الاحتقان خشية ان تطيح حرائق المنطقة البلد كياناً وكينونة.
وتقول الاوساط ان «نقزة» الجميل من توريث رئاسة الكتائب لنجله وتريثه في اتخاذ قرار بذلك في ظل اقتراب انعقاد المؤتمر العام في مطلع الصيف القادم لم تُثن طموح سامي في ذلك فقد نجح الاخير بالسيطرة على اكثرية المندوبين في المناطق وفق المعلومات، وانه بدأ فعلياً في العمل على اقصاء والده من رئاسة الحزب، بادئاً ورشة مصالحات مع الحرس القديم واستقطاب معظمهم، اضافة الى اغلاق ملف خلافاته مع ابن عمه النائب نديم الجميل وتقريبه منه، وانسحب الامر على علاقته مع وزير العمل سجعان قزي حيث بات نديم وقزي ركنين في فريقه السياسي، اما سبب الخلاف بين الجميل الابن وقزي فيعود الى ان سامي كان يفضل توزير المحامي ساسين ساسين الكتائبي مكان قزي الا ان الكلمة الفصل كانت لوالده يوم شكلت حكومة الرئيس تمام سلام.
وتشير الاوساط الى ان سامي يقف الى جانب رئيس اقليم زحلة رولان خزاقة في صراعه مع النائب ايلي ماروني المدعوم من والده وكان مرشحه لاشغال المقعد الزحلي عن الكاثوليك، لو لم يحصل التمديد للمجلس، لا سيما ان سامي يرى ماروني اقرب الى «تيار المستقبل» منه الى «الكتائب» لا بل يحاول الاستقواء به في اكثر من مناسبة. فهل يتراجع الرئيس الجميل امام نفوذ نجله على الرقعة الكتائبية لا سيما ان المؤشرات تدل على انه سيفوز برئاسة الحزب سواء رضيَ الوالد او رفض؟