هل بات حزب الله عاجزاً عن ضبط الإيقاع داخل تحالف 8 آذار والتيار الوطني الحرّ؟! وأن ما يجري على ساحة هذا التحالف من خلافات هو مجرّد ظاهر يخفي حقيقة باطن الأمور؟!
فأمام اعتراضات أطراف فريق المقاومة والممانعة اللبناني على مسار تأليف الحكومة وتوجيه طرف بارز في هذا الفريق، سليمان فرنجية، التهمة الى «الحليف الاستراتيجي» الوزير جبران باسيل بأنّه يشكل حكومته الشخصية (الحكومة التي يشكلها الرئيس المكلّف الدكتور حسان دياب)، تطرح سلسلة أسئلة ذاتها حول موقف حزب الله الذي قيل، وكُتب مراراً وتكراراً، أنه يستعجل التأليف لغير سببٍ وسبب… ويربطون موقف «حارة حريك» هذا بأنّ حزب الله يهمه الآن، كأولوية، قيام حكومة… وليس أي أمر آخر:
السؤال الأوّل: هل إن حزب الله افتقد فعلاً القدرة على أن يمسك بالزمام في فريق 8 آذار؟
الثاني: وهل فقد القدرة على «المونة» على حليف هذا الفريق الأكبر في البلد، أي التيار الوطني الحر برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة المستقيلة، جبران باسيل؟
الثالث: هل هناك «قبّة باط» من الحزب لتيار المردة برئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية، فانضم الى الرئيس سعد الحريري وسائر الذين تحدّثوا عن أن الحكومة قيد التأليف إنما يشكلها الوزير باسيل «حكومة جبران»؟!
الرابع: هل إن أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يلتقي، ضمناً، مع الرئيس نبيه بري في عدم السماح للوزير جبران باسيل بأن يستعيد في حكومة ما بعد 17 تشرين ما كان قد استحصل عليه في حكومة ما قبل هذا التاريخ الفاصل؟!
الخامس: أو إن حزب الله سمح بتوجيه الانتقادات لباسيل، من قبل فرنجية وإعلاميين محسوبين على 8 آذار، في محاولة من الحزب لرفع العتب عن نفسه، بينما هو ملتزم فعلاً بدعم باسيل اليوم وغداً وبعد غد حتى موعد انتخابات رئاسة الجمهورية؟!
السادس: ولـمّا كانت رئاسة الجمهورية هي المحور الأساس الذي تدور من حوله رحى المعارك السياسية (وحتى غير السياسية) كلها، قدر ما هي محور التحركات كلها، والمواقف كلها، والتصريحات كلها… فإن هذه المعركة هي في خلفية موقف فرنجية وانتقاده المتجدد لباسيل بسبب أو حتى من دون سبب ظاهر أو معروف أو معلن؟!
وتقتضي الحقيقة القول إن المعركة (… والمستجدة ربطاً بالحراك في الشارع) بدأت من المختارة بتصريح حاد لوليد جنبلاط اعتبر فيه أن باسيل «إنتهى»…. ثم كرّت السبحة… والغريب أن الذين اعتبروا الرجل قد «انتهى» ما بالهم يحمّلونه أثقالاً يعجز عنها العتاة؟! إذ، كيف لمن انتهى أن يكون قادراً على ما يتهمونه به من تشكيل «حكومته» الخاصّة؟!