لو استبدلنا حرف «الدال» في «العدل» بحرف «الميم» في «العمل» لما تغير شيء.
ولقد رحت أبحث في القواميس العربية عن معنى كلمة عدل، ومعنى كلمة عمل، علّني أوفق في أن أتوصل الى نتيجة حول لماذا تثار هذه الضجة وحرص «القوات اللبنانية» على المطالبة بوزارة العدل ورفض حقيبة وزارة العمل بديلاً عنها. والعكس صحيح: لماذا يتمسك فخامة الرئيس بالأولى وبعدم إسنادها الى القوات.
أولاً – أنتقي من قاموس «لسان العرب» هذه الفقرة عمّا أورده عن «العدل»:
عدل: العدل: ما قام في النفوس أنه مستقيم وهو ضد الجور، عدل الحاكم في الحكم يعدل عدلاً وهو عادل من قوم عدول وعدل، الأخيرة إسم الجميع كتجر وشرب، وعدل عليه في القضية فهو عادل، وبسط الوالي عدله ومعدلته، وفي أسماء اللّه سبحانه: العدل وهو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو في الأصل مصدر سمي به فوضع موضع العادل وهو أبلغ منه، لأنه جعل المسمى نفسه عدلاً وفلان من أهل المعدلة، أي: من أهل العدل، والعدل: الحكم بالحق، يقال: هو يقضي بالحق ويعدل، وهو حكم عادل: ذو معدلة في حكمه، والعدل من الناس: المرضي قوله وحكمه، وقال الباهلي: رجل عدل وعادل جائز الشهادة، ورجل عدل: رضا ومقنع في الشهادة.
ثانياً- وأنتقي من قاموس «المجمع الوسيط» هذه المختارات عن «العمل»: العمل: مهنة، شغل، وظيفة(…) ما العَمَلُ: أي ما الذي ينبغي صنعه وإنجازه وفعله.
جدول الأعمال: قائمة تضم رؤوس الموضوعات المعروضة في إجتماع ما، مكتب العمل: إدارة حكومية للموظفين، وزارة العمل: الوزارة المسؤولة عن شؤون العُمال، عملٌ رصيفٌ: عمل محكم (…)، عمل إجتماعي: عمل منظم يهدف الى تقدم وتطور الظروف الإجتماعية لمجتمع ما خصوصاً المجتمع المحروم (…). عمل جماعي: مجهود تعاوني لأفراد مجموعة أو فريق لتحقيق هدف مشترك (…)، عَمِلَ: (فعل). عَمِلَ / عَمِلَ بـ/ عَمِلَ على /عَمِلَ في/ عَمِلَ لـ يَعمَل، عملاً، فهو عامل (…).
عَمِلَ: مهن وصنع، مارس نشاطاً وقام بجهد للوصول الى نتيجة نافعة. عَمَلَ: فعل فعلاً عن قصد، فصلت آية 46 من عَمِلَ صالحاً فلنفسه (قرآن) (…).
ثالثاً – وقد لفتني أمران في ما قرأت ونقلت جزءاً جزيئاً منه أعلاه.
1- لفتني في الكلام على «العدل» أن الفقرة إنتهت بالعبارة الآتية:
قال «إبن برّي»: وبايعت ليلى في الخلاء، ولم يكن شهودٌ على ليلى عدولُ.
فهل «إبن برِّي» اللبناني «الحالي» شهد (وهو شاهد عدل) على أن الحريري بايع جعجع بوزارة العدل؟
2 – كما لفتني في الكلام الذي اخترته عن «العمل» الآتي: «عمل الجرح ظهر فيه قيحٌ وصديد»!
فهل من جرح صدىء أكثر مما يعاني هذا الشعب من جراح تنز قيحاً وصديداً… وآخرها جرحُ تعثرِ التأليف؟!.