تكشف أوساط سياسية واسعة الإطلاع، عن أن ملف ترسيم الحدود الجنوبية البحرية يعود مجدداً إلى الواجهة مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن يرافقه الوسيط آموس هوكشتاين في الساعات المقبلة إلى «إسرائيل» ، ولكن من دون أن تٌسجّل تطورات عملية تسمح بالحديث عن احتمال حصول تقدم في هذا الملف. وبرأي هذه الأوساط فإن التطور الذي استجد مع إطلاق مسيّرات حزب الله منذ أكثر من عشرة أيام باتجاه المنطقة المتنازع عليها، قد أدى إلى تحريك المفاوضات وإعطائها المزيد من الزخم ، ولكن حتى الساعة ما زال كل شيء مجمداً ويراوح مكانه.
وإذ تشير هذه الأوساط إلى المعلومات الواردة في «الإعلام الإسرائيلي» في هذا المجال، والتي تشير إلى أن المفاوض «الإسرائيلي» لم يتبدل لجهة رفض المطالب اللبنانية وتحديداً في حقل قانا، فهي تجزم بأن «إسرائيل» لن توافق على أي اقتراح كان قد نقله الوسيط الأميركي، بل على العكس تريد مشاركة لبنان في حقل قانا.
ومن هنا، تلفت الأوساط المطلعة إلى أن هوكشتاين قد طلب هدنة أو تهدئة الأجواء حالياً من أجل تمرير المرحلة أولاً، ومن أجل إفساح المجال أمام الوساطات الديبلوماسية ثانياً، حيث انطلقت أخيراً وساطة قطرية وقبلها وساطة أممية ووساطة نروجية، مشيرةً إلى أن الوسيط الأميركي يسعى إلى تجميد الوضع على الحدود البحرية الجنوبية، بانتظار تمرير زيارة بايدن إلى المنطقة. وتشير في هذا السياق إلى أن الوساطة القطرية ليست بجديدة، بل أتت منذ أشهر، في ظلّ الحديث عن مشروع لدى القطريين، في ضوء التجربة والخبرة، في تقاسم إدارة الآبار المشتركة بينها وبين إيران.
وفي الوقت نفسه ، تتحدث هذه الأوساط عن محاولة أميركية لإقناع الجانب اللبناني بتأمين تنازلات جديدة، لأن الأميركيين يروجون أن هوكشتاين قد نجح في إقناع «الإسرائيلي» بالتراجع من الخط رقم 1 إلى «خط هوف»، مع العلم أن هذا الأمر ليس مؤكداً.
وبالتالي فان كل ما تردد في الايام الماضية عن تقدم في ملف الترسيم هو مجرد تهدئة وضخّ أجواء إيجابية، وهو متعمّد من قبل الوسيط الأميركي، على حدّ قول الأوساط نفسها، التي تشير إلى مقاربات «إسرائيلية» جديدة لملف الترسيم بعد مسيّرات المقاومة، والتي حققت هدفها في تعزيز الموقف اللبناني بالتشدد في المفاوضات.
وتخلص الأوساط، إلى الإشارة إلى أن المشهد اليوم يختصر بمحاولة «إسرائيلية» للمماطلة وتمرير المرحلة حتى أيلول المقبل وتكريس ستاتيكو تهدئة، ثم يستغلون وتحت عنوان حاجة الأوروبيين للغاز، لبدء إنتاج وتصدير الغاز من حقل كاريش إلى أوروبا، وبالتالي فهم يضغطون بذريعة الحاجة الأوروبية للغاز للتهرب من أي مفاوضات حالياً.
وعليه، ومن الآن حتى أيلول، تتوقع الأوساط توتراً على جبهة الترسيم في حال لم يسمح لبنان بالبدء بعمليات التنقيب ، بصرف النظرعن الإتفاق أو نجاح الوساطة الأميركية.