IMLebanon

هوكشتاين يعود الى بيروت وسط إصرار أميركي على نجاح الترسيم

 

 

تستعدّ الساحة الداخلية مجدّداً لفتح ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في ضوء إعلان القصرالجمهوري، أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قد تلقى اتصالاً من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أبلغه فيه أنّ الوسيط الأميركي في هذه المفاوضات آموس هوكستين، سيكون في بيروت خلال أيام، مع العلم أن الآمال لا تبدو كبيرةً على الجواب الذي سينقله هوكستين إلى المسؤولين اللبنانيين حول التقدّم الذي أحرزته المفاوضات في جولاتها الأخيرة، وفق ما ذكرت أوساط متابعة لملف الترسيم، إذ لاحظت أن كل ما يتمّ تداوله في الآونة الأخيرة من معلومات وتقارير حول مفاوضات هوكستين في «إسرائيل»، سيتأكد أو سيسقط، بعد الإجتماعات التي ستُعقد مع الوسيط الأميركي، حيث أن حظوظ النجاح توازي حظوظ استمرار المفاوضات وانتقالها إلى مرحلة متقدمة في الأسابيع المقبلة، وليس في الشهر الجاري، كما كان متوقعاً من قبل العديد من القوى السياسية المعنية بملف الترسيم.

 

فاحتمالات التقدّم في ملف الترسيم البحري، كما كشفت الأوساط المتابعة نفسها، لا تزال معلّقة على مدى التجاوب مع الطرح اللبناني الذي بات معروفاً، والذي يتردّد العدو الإسرائيلي حتى الساعة في إبداء الموقف النهائي، بانتظار تطورات الملفات الإقليمية، كما انتخاباتها الداخلية، وهو ما قد يطرح شكوكاً حول النيات الحقيقية لديها، وخصوصاً أن الاستعدادات الميدانية ورفع مستوى التأهب على الجبهة الجنوبية، والتي زادت وتيرتها في الأيام الماضية، تؤشّر إلى أن خيار التصعيد والعدوان الإسرائيلي، لم يُسحب عن طاولة التفاوض، وذلك، على الرغم من الموقف الأميركي «الحاسم» بحسب الأوساط نفسها، بإنجاز الترسيم في أقرب فرصة ممكنة.

 

وفي هذا السياق، شدّدت الأوساط ذاتها، على أن أكثر من جهة دولية قد دخلت على خطّ مرحلة التفاوض، والتي وصفتها بـ «الأخيرة»، موضحةً أن البيان الأخير الصادر من الإدارة الأميركية في الأسبوع الماضي، قد شجّع عواصم أوروبية على المساهمة في تقديم الدعم الديبلوماسي، من أجل دفع المفاوضات والوساطة الأميركية إلى الأمام، وذلك، انطلاقاً من الأهمية القصوى التي تعطيها واشنطن لهذا الملف.

 

وعليه، فقد أضافت هذه الأوساط، أن كلّ السيناريوهات تبدو مطروحة اليوم، ولكن عناصر خارجية قد باتت متداولة على هذا الصعيد، حيث أن التعقيدات لا تقتصر فقط على السباق الحاصل بين التصعيد العسكري والاتفاق على الترسيم، بل على أكثر من ملف مطروح على الساحتين الإقليمية والدولية، ولكن الثابت في هذا المشهد المتشابك، يبقى في القرار الأميركي باستمرار الوساطة من خلال هوكستين الآتي إلى لبنان، وذلك من أجل تجنّب الانفجار، وترك جبهة الجنوب مفتوحةً على احتمالات التصعيد أو الحرب، والتي بدأت طبولها تقرع من خلال التهديدات التي باتت يوميةً في هذا المجال.