IMLebanon

ما قاله «هوكشتاين» وما سمعه من اللبنانيين!

 

مرة جديدة تعود الدبلوماسية الاميركية إلى لبنان لتطل هذه المرة من بوابة الجنوب، وعلى وقع المواجهات بين «حزب الله» والكيان الاسرائيلي.

آموس هوكشتاين المعني بملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، حمل في زيارته الأخيرة جملة اقتراحات، تنطوي على مخاوف اميركية مزعومة من تفلت المشهد الميداني  وذهابه نحو المجهول من المواجهات العسكرية التي لا يضمن احد نتائجها.

 

المبعوث الاميركي المزود بخرائط عسكرية، مستلهمة من شعبة الاستخبارات الأمريكية «السي آي اي» والموساد الاسرائيلي، وضع اوراقه على طاولة  من التقاهم،  بدءا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش الممدد له جوزف عون؛ ثم قاطع معطياته بما شملت اجندة المبعوث الفرنسي الذي سبقه الى لبنان، وما تمخضت عن مباحثات لا تفرق بالمعطى الضمني عن الاجندة الاميركية.

فماذا قال هوكشتاين وماذا سمع؟

ملف المبعوث الاميركي كان يحتوي على عشرين صفحة، خمس عشرة منها مملوءة بايحاءات إملاءات تحت مسمى مخارج. وخمسة منها بيضاء خصصت لتدوين ملاحظات الجانب اللبناني وموقفه.

قال هوكشتاين انه يحمل ثلاثة مخارج لحل يفضي الى بتر يد الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وعليها بنى الديبلوماسي الاميركي رؤية واشنطن.

 

المقترح الاول، وهو ما بات معروفا من خلال التسريبات الاعلامية، ويتعلق بخطة ثلاثية الابعاد. منطقة عازلة تمتد لعشرة كيلو مترات جنوب نهر الليطاني وتتولى قوات اليونيفيل مع تعديل مهامها، الى جانب الجيش مهمة تنفيذها، والاشراف على مدياتها العملانية، ومراقبة الحدود مع فلسطين، من خلال دوريات متحركة، ونقاط تشمل المناطق المواجهة مباشرة للمواقع الاسرائيلية، وخاصة (تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، المطلة، العباد، المنارة، جل الدير قرب مارون، الراهب، يارين، رميش، وعيتا الشعب)، بالاضافة الى تفعيل برجي المراقبة في الناقورة، العائدين لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني.

اما المقترح الثاني، ووفق مصادر مقربة بالمبعوث الاميركي، فإنه يحمل كلامًا لم تقتنع به اميركا نفسها، فكيف بطرفي النزاع اي المقاومة والاحتلال، وهو على الشكل التالي: «مع ابقاء المنطقة العازلة في المقترح الاول على وضعه، يضاف اليه نقاط مراقبة تختارها المقاومة دون ظهور علني يستفز اسرائيل حسب تعبيره وتوصيفه، الى جانب قوة مدعمة من الوحدة الفرنسية، على ان تتولى قوة اميركية في الجانب الفلسطيني شمالا، وهذا ما دفع الكثيرين للشك من ان تكون  اميركية في الشكل انما اسرائيلية بالمضمون، ما استدعى ردا واضحا من رئيس المجلس  بالقول  لماذا لا تذهبون الى تطبيق القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته، وتنشر قوات اليونيفيل بدل القوات الاميركية في الجانب الاسرائيلي داخل فلسطين المحتلة، وتوفرون علينا وعليكم مشقة تدوير الزوايا الحادة، ليرد هوكشتاين لا تسمح سيادة دولة اسرائيل بذلك، فأعقبه رد مباشر وواضح من بري: نحن لا نتعامل مع سيادة تقوم على ارض محتلة ومغتصبة وغير هيك «خيّطو بغير هالمسلة».

اما المقترح الثالث، وهو «ما كشف عنه تلميح هوكشتاين اي القوة، واستحضار منطق القوة التي تهرب منها واشنطن، ولا تريد لاسرائيل ان تتورط في ذلك».

امام هذا المشهد، نرى النتيجة في محصلة جولة السندباد الاميركي، ان البيت الأبيض لا يمكن له ان يلعب دور الوسيط،  كونه طرفاً مباشرًا في الحرب اكان في غزة او جنوب لبنان، وذلك من خلال الدعم اللامتناهي لكيان الاحتلال، ومدّه بكل انواع الدعم العسكري والمادي.  بإلاضافة الى سلاح الفيتو المشهور دائما، بوجه قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن، خاصة عندما يتعلق الامر باسرائيل.