كتبت جويل بو يونس في “الديار”:
“نصر الله يفتح باب التفاوض؟ و “رجل الإطفاء” لن يعود إلاّ مع خرق ما: هذا ما يبحث بكواليس الحلّ خارج المزارع!
فيما كل انظار الداخل اللبناني مشدودة الى حركة الموفدين الخارجيين باتجاه بيروت، والتي استهلها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل، بقي الحديث عن الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي اموس هوكستين والذي بات يعرف “برجل الاطفاء” نظرا لدوره البارز وقدرته على تدوير الزوايا باصعب الملفات المطروحة والتي يشكل ترسيم الحدود البحرية مع نظيره بالتفاوض اللبناني الياس بوصعب، أحد ابرز اركانها، الشغل الشاغل للبنانيين جميعا.
فبعدما كثر الحديث عن زيارة قريبة لهوكستين ، وبعدما قيل ان اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبة لبيروت أخّر هذه الزيارة، كشفت اوساط بارزة للديار ان ما حكي غير دقيق وان اغتيال العاروري لم يؤخر الزيارة ، وتكشف الاوساط ان هوكستين يعلم تماما وهو أُبلغ من قبل من التقاهم من مسؤولين لبنانيين على خط التفاوض القائم بان اي زيارة جديدة للبنان لن تكون منتجة إذا ما اثمرت الحرب على غزة وتحديدا ما لم يعمل على وقف الأعمال الحربية .
هذا الواقع، بحسب ما تكشف اوساط موثوق بها ، كان نقله المعني بملف الوساطة من الجانب اللبناني وهو نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي كان التقى سابقا هوكستين في دبي في لقاء بقي بعيدا عن الاضواء قبل ان تكشف احدى الوسائل الاعلامية عنه.
وقد ابقى ذاك اللقاء، خطوط التواصل بين الطرفين مفتوحة والذي يبدو انه قد عاد بوتيرة اسرع خلال هذه الأيام، وقد ادرك هوكستين منذ ذاك اللقاء، تماما ان لا كلام عن الاستقرار جنوبا قبل وقف الحرب على غزة.
وعليه، تؤكد المعلومات ان هوكستين لن يزور بيروت قبل ان يلمس شيئا ما ايجابيا اقله من الجانب الاسرائيلي لجهة تطورات الحرب على غزة. وانطلاقا من هنا، فالوسيط والمفاوض الاميركي البارع الذي زار بالساعات الماضية “اسرائيل” وتتحدث المعلومات عن ان هوكستين سيضع الجانب اللبناني وقد يكون عبر بو صعب بنتائج زيارته هذه.
وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة على جو التفاوض اللبناني الاميركي، الى ان رسائل اميركية ايجابية نوعا ما وصلت اصداؤها الى المعنيين بالداخل اللبناني تفيد بان الولايات المتحدة باتت تفهم جيدا كيفية التعاطي مع واقع الحال اللبنانية، وهي مقتنعة بان الحرب الكبرى ستؤدي الى كارثة ليس على المنطقة فحسب وهي اي واشنطن لا ترغب بالفعل في توسيع رقعة الحرب وقد صبّت خطوتها بسحب البوارج كباردة ايجابية لتؤكد من خلالها انها فعلا لا تريد للصراع ان يتوسع.
اكثر من ذلك تقول مصادر بارزة للديار انه يرجّح ان يكون هوكستين عاد من “اسرائيل” بشيء ما ايجابي او خرق ما اذ ان اجواء وصلت للمعنيين بانه فاتح البعض بان الوقت قد يكون حان للحديث عن الخطة المقبلة التي كانت مؤجلة في التفاوض.
هذه المعلومات لا يمكن تأكيدها الا بعد ترقب ما قد يبلغه رسميا هوكستين للمسؤولين اللبنانيين خلال الزيارة المرتقبة لبيروت والتي يرجّح ان تسبقها جولة من التواصل بين هوكستين وبوصعب، فينقل بعدها “الوسيط والمفاوض الدبلوماسي اللبناني الياس بوصعب” الرسائل التي يكون قد تبلغها من هوكستين الى المعنيين بالداخل اللبناني على ان يبنى بعدها على الشيء مقتضاه بتحديد موعد الزيارة المقبلة لهوكستين الى بيروت ، علما ان المعلومات تفيد بان هذه الزيارة لن تكون بعيدة وهي قد تحصل بالاسابيع القليلة المقبل.
هذا الواقع يحيلنا الى ما كان بوصعب قد اعلن عنه من مجلس النواب ، قبل يومين عندما خالف الجميع بالقول انه ليس متشائما وان ما حصل قد يكون بداية لتسوية ما او لحل ما، فهل اقترب فعلا الحل السياسي في غزة والذي قد ينسحب حكما على لبنان ولو ان الرد على اغتيال العاروري لن يمر مرور الكرام بل هو حتما ات تماما كما اعلنها الجمعة امين عام حزب الله ؟
قد تكون الاجابة عن هذا السؤال متروكة للاسابيع القليلة المقبلة وتحديدا لموعد زيارة هوكستين المقبلة ولا سيما ان بعض الاوساط تجزم ان هوكستين لن يأتي هذه المرة الى بيروت خالي الوفاض وفي حال لم يطرأ جديدا ايجابيا ما فهو لن يزور لبنان.
على اي حال ، وبانتظار عودة هوكستين، تفيد المعلومات بان الحديث في الكواليس الخارجية بدأ يدور حول طبيعة الحل جنوبا وكيف يمكن ايجاد حلول لمسالة تثبيت النقاط العالقة بالترسيم البري ، وفي هذا السياق، تجزم معطيات الديار انه وخلافا لكل ما يقال ويكتب، فمزراع شبعا ليست باطار الحل الذي يحكى به باعتبار انها لا تزال تخضع لجدل سوري لبناني كبير حول ملكيتها، وعليه فالنقاش بها وُضع جانبا راهنا، حتى ان مصدرا موثوقا به جزم للديار ان مزارع شبعا لم تكن تشكل من الاساس اي جزء من الحديث والنقاش والتواصل الذي يجري بين هوكستين والمعنينن اللبنانيين، مؤكدا ان هوكستين لم يأت على ذكر مزارع شبعا في اي تواصل كان.
اما النقاش الجاد، بحسب ما يكشف المدر، فهو يدور حول النقاط العالقة عند الخط الازرق اي من نقطة ال B1 وصولا الى ما قبل مزارع شبعا.
وقد يكون ما قاله السيد نصر الله في اطلالته الجمعة يصب في هذا السياق عندما اعلن “ان هناك فرصة تاريخية لتحرير الاراضي اللبنانية المحتلة، ما قرأ فيه البعض ان نصر الله فتح باب التفاوض.”
فهل اقترب موعد هبوب رياح الحل السياسي على المنطقة بأكملها والتي ستلفح حكما لبنان بعدما فتح امين عام حزب الله بخطابه امس باب التفاوض بحديثه عن الفرصة التاريخية وربطها بوقف الحرب على غزة؟ وبعد الكلام اللافت الذي صدر منذ يومين وللمرة الاولى على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي عندما قال ان هناك وقتا قصيرا للدبلوماسية بدأ ينفد وان “اسرائيل” تفضل التوصل الى حل دبلوماسي مع لبنان ؟ على اي حال وبالانتظار يبدو ان رياح الدبلوماسية قد هبّت بكل الاتجاهات والعين على ما سيرشح عن التواصل الجاري بين بوصعب وهوكستين وبعد ذلك لكل حادث حديث!