Site icon IMLebanon

هوكشتاين: الترسيم البري والاستحقاق الرئاسي بعد هدنة غزة

 

 

لم يأتِ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت هذه المرة خالي الوفاض كما انه لم يحمل أيضا مبادرة مكتملة للتسوية البرية بل مجرد طروحات لتجزئتها… سمع هوكشتاين من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ردّا واحدا «لبنان لن يبحث إلّا بتسوية شاملة ونهائية لملف الترسيم البري» وهذا الأمر رهن إعلان الهدنة في غزة… مصادر مطّلعة كشفت لـ«اللواء» ان أحد طروحات هوكشتاين ارتكز على معالجة بعض النقاط البرية المختلف عليها مع فلسطين المحتلة في المرحلة الأولى، واضعا جانبا البحث في نقطة راس الناقورة وصولا الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وكشف هوكشتاين لبعض القيادات السياسية بان البحث في التسوية البرية والحل السياسي سيبدأ في اليوم التالي بعد إعلان الهدنة، معلنا، انه بموازاة الحل في لبنان، فان واشنطن تضغط لحل مستدام في فلسطين المحتلة يبدأ من حل الدولتين.

 

وفي تقدير المصادر فان إعلان الهدنة في غزة سينسحب على لبنان حكما رغم تهويل العدو الإسرائيلي باستمرار الحرب على الجبهة الجنوبية، مستندا الى المعلومات التي نقلها هوكشتاين الى جهة مسؤولة ومهمة في لبنان حول توقف الحرب في غزة ولبنان معا، وان زيارته الى لبنان جاءت للاتفاق على اليوم التالي بعد توقف الحرب.

وفقا للمصادر فان هوكشتاين بدا متفائلا جدا بإمكانية التوصل الى حل سياسي وشامل بشكل مستدام في لبنان وفلسطين معا، وهذا يعني بان لبنان أصبح جزءا من التسوية الاقليمية الكبرى في المنطقة.

وكشفت المصادر ان هوكشتاين طرح مجموعة فرضيات وأسئلة وليس مبادرة مكتملة، معتبرة ان الإدارة الأميركية لا تملك تصورا كاملا للحل السياسي باستثناء تأكيدها على أهمية تثبيت الهدنة والبحث في ١٧٠١ فور إعلانها وكيفية ترسيم الحدود البرية مع فلسطين المحتلة.

 

ومما كشفته المصادر أيضا، فان هوكشتاين تفاجأ من الرفض اللبناني لتجزئة التسوية البرية، لكنه التزم بالعمل على التسوية مع العدو الإسرائيلي انطلاقا من الموقف اللبناني، وفي المعلومات فان هوكشتاين سيزور لبنان خلال الشهر الجاري وان هناك جهة مكلفة من قبله ستتابع معالجة هذا الملف خلال غيابه، بمعنى ان التواصل سيتكثف ويستمر لتثبيت الهدنة والتوصل الى حل سياسي شامل خلال فترة قصيرة.

وفقا للمصادر، فان واشنطن تضغط بكل ثقلها لإتمام التسوية البرية والحل السياسي الشامل في لبنان، وتشير المعلومات الى ان واشنطن مستعدة لتقديم أي تسهيلات اقتصادية وسياسية مقابل إتمام التسوية البرية وتطبيق القرار ١٧٠١ وتثبيت الهدنة بشكل نهائي على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

وهذا بطبيعة الحال، يعني نقطتين أساسيتين:

النقطة الأولى: ان الانتخابات الرئاسية في لبنان ستتم على وقع مجريات التحضير لليوم التالي بعد الهدنة، وقد وضعت حاليا على نار حامية بمرشح أساسي اسمه سليمان فرنجية، وقد تكون العيدية للبنانيين على حد تعبير أحد القيادات المهمة في لبنان.

النقطة التالية: ان وضع الخطوط العريضة لتسوية الترسيم البري تتم بالموازاة مع إعادة العجلة الاقتصادية الى لبنان بشكل كامل لا سيما في قطاع النفط والغاز وعودة شركة توتال الى البلوك رقم ٩.