IMLebanon

هوكشتاين في مهمة بلا أنياب أميركية؟

 

زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان هذه المرة، تختلف كثيرا عن المهمات التي قام بها بين لبنان وإسرائيل منذ تكليفه بداية بالتوسط لحل الازمة الناشبة حول الحدود البحرية بين البلدين، ونجح فيها، بالتوصل الى اتفاق تاريخي لترسيم  الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ضمن صفقة اقليمية غير معلنة، ولكنه اخفق في  وساطته فيما بعد لحل مشاكل الحدود اللبنانية الجنوبية وانهاء الحرب الحاصلة هناك بين حزب لله وإسرائيل، بالرغم من صياغته، لاكثر من مسودة اتفاق نهائي لاستتباب الامن وارساء الاستقرار في المنطقة الحدودية، تستند الى تنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، ونشر الجيش اللبناني في المنطقة، وتمهد لعودة السكان المدنيين الى مناطقهم على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، وترددت معلومات يومئذٍ، عن معارضة حزب لله للمسودة المذكورة.

وكانت الزيارة الاخيرة لهوكشتاين للبنان في منتصف شهر اب الماضي، اي قبل مايقارب الثلاثة اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وكان بالامكان  تحقيق تقدم ملموس للتوصل إلى الاتفاق المنشود، لولا الاصرار على ربط اليوم قبل أسبوعين من الانتخابات المرتقبة،  وتكاد ان تكون مهمته هي الاخيرة، كونه المستشار الرئاسي للرئيس جو بايدن، مايجعل مدى فاعليتها محدودا جدا، بتنفيذ اي اتفاق اوتفاهم يتم التوصل اليه لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب لله،  في الوقت الذي يستغل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هذه المدة القصيرة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية، لتنفيذ خطط حكومته وفرض شروطها التعجيزية على لبنان، قبل الموافقة على اي اتفاق نهائي لوقف اطلاق النار، بعدما عطل سابقا مبادرة  الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف الحرب واطلاق سراح الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين في قطاع غزّة، وغيرها من الجهود والمساعي المبذولة من مصر وقطر لانهاء هذه الحرب.

 

مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، كما تردد انها لم تاتِ بناء لطلب الادارة الاميركية، وانما بطلب دول تهتم بالوضع في لبنان، تكاد تكون مجردة من كل عوامل اساسية وضرورية لممارسة الضغوط على إسرائيل ولبنان وحزب لله، للتوصل إلى الاتفاق المطلوب، وتنفيذه بالوقت ذاته، ليس بسبب تراخي واشنطن في لعب الدور الاميركي القوي والفاعل للتوصل اليه وتنفيذه، بل لان هذه المهمة، تتزامن مع تدخل ايراني فاضح لاستمرار ربط مصير الحرب بين إسرائيل وحزب لله، مع حرب غزة، وهي الحرب التي تأخذ منحى تصاعدي بالرغم من اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار، والتحضيرات العسكرية الإسرائيلية للقيام بعمل عسكري واسع النطاق ضد ايران، ردا على القصف الصاروخي الايراني على إسرائيل مؤخرا، في حين اضاف استهداف  حزب لله لمنزل نتنياهو بطائرة مسيرة منذ يومين، ذريعة جديدة  لتصعيد المواجهة الدائرة بين الحزب وإسرائيل من جهة،  وبين إسرائيل وايران من جهة ثانية، و توسيع  لائحة الاهداف الايرانية التي تنوي إسرائيل استهدافها في ردها المنتظر.

لكل هذه الاسباب والوقائع، يستبعد ان تحقق مهمة هوكشتاين الحالية، اي تقدم ملموس، للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب، قبل جلاء مصير الحرب الإسرائيلية على غزّة، والرد الإسرائيلي المرتقب على ايران.