لقّن الرفاق الأورنجيون في فريق أياكس أمستردام فريق مكابي تل أبيب درساً كروياً لن ينساه العدو. خمسة أهداف نظيفة. صلية أهداف. هذا على ملعب المغفور له يوهان كرويف، أما في وسط المدينة فدارت معارك من مسافة صفر، بين مشجعي الفريق الصهيوني ومجموعات من مناصري فلسطين الحبيبة، على خلفية استفزازات متبادلة وهتافات عنصرية ونزع أعلام فلسطين عن بعض الأبنية. هناك على الأقل 10 روايات لما حدث. وبحسب الوقائع أن وحدات جبهة الإسناد العربية في هولندا ألحقت بالعدو المتغطرس إصابات فاقت العشر وعادت إلى قواعدها سالمة باستثناء 62 متورطاً اقتيدوا إلى بيت خالتهم.
استهول “العدو”، حكومة ورئيساً وفاعليات، تلك الحادثة “المروعة”. لاقاه القادة الأوروبيون. وصف رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف تابع بـ “رعب” ما بعده رعب “الاعتداءات المعادية للسامية” وعلى مشارف الموقعة المنتظرة بين ديوك فرنسا ومنتخب إسرائيل، أي العدو، ساند إيمانويل ماكرون أخاه ديك بموقفه الحازم معلناً بالفم الملآن أن باريس “ستواصل مكافحة معاداة السامية البغيضة بلا هوادة”، لافتاً إلى أن ما جرى “أعاد التذكير بأشد المراحل قتامة في التاريخ”.
“باريس ، يا زهرة الحرية يا دهب التاريخ يا باريس” انتبهي لحالك من “شي عتريس” يفتح جبهة إسناد بعد يومين على جادة الشانزليزيه.
أخرجت أحداث الشقيقة هولندا اللبنانيين من رتابة المشهد اليومي، إذ يتابعون قصف مجاهدي المقاومة الإسلامية حيفا وصفد وهغوشريم ومستوطنة أفيفيم وحتسور هاجليليت ومعالوت وتجمعات لجنود العدو في مارون الراس وميس الجبل وبوابة فاطمة بصليات ورشقات صاروخية (والصلية تختلف عن الرشقة) إذا “مش كل يوم، يوم إيه يوم لأ” إلى حركة المسيّرات الإنقضاضية التي تصيب أهدافها بدقة.
ويومياً يتابعون عبر هواتفه وشاشاتهم الذكية، طيران العدو يقصف أعمار لبنانيين ذنبهم أن لا ذنب لهم يُقتلون في حرب ليست حربهم.
ويومياً يطلع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من السراي أو من البيت أو من الطائرة أو من السوبر ماركت أو من منبر دولي بموقف “تذكيري” باستعداد لبنان لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته ومدرجاته وفقراته.
ويومياً تحصي وزارة الصحة أرقام الشهداء المصرّح عنهم وعدد الجرحى وتحصي لجنة الطوارئ أعداد النازحين .
ومع كل يوم جديد يكتشف اللبنانيون عميداً تلفزيونياً جديداً، وفي آخر تحديث خاص، رسا العدد على 32. كلما طال أمد الحرب كلما تعلّقنا بهم أكثر. كل عميد يمثل بيئة وتوجهاً، من دون التقليل من شأن زملاء وناشطين محللين كانوا لفترة في الاستيداع، وصارت الفضائيات لذواتهم مصدر رزق وبهجة ونجومية.
الأخبار متشابهة. فقدت قوة الصدمة. حتى الشيخ نعيم البارحة يشبه الشيخ نعيم الأسبوع المقبل. اسطوانة 33 دورة “معلقة عليها الإبرة”.
جاءنا خبر إسناد أمستردام ليكسر رتابة جهنم.