قد يُضاف الى جدول أعمال الجلسة الحوارية الموسعة في مقر رئاسة مجلس النواب اليوم، بند جديد من خارجه يتمثل بموقف لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث أعلن الوزير جبران باسيل تضامنه مع السعودية ضد الاعتداء الذي تعرضت له سفارتها في طهران، لكنه امتنع عن التصويت على قرار لمجلس الوزراء العرب الذي يربط اسم حزب الله بالأعمال الارهابية، بعدما طالب بإزالة هذه الفقرة، وتحفظ على البيان المندد بسياسة ايران في المنطقة.
وقد رد باسيل موقفه هذا، الى الالتزام بتوجهات الحكومة اللبنانية المعتمدة سياسة النأي بالنفس عن مشاكل المنطقة، ومن دون تعطيل الاجماع العربي، مع اعطاء الأولوية للوحدة الداخلية.
وربما يثير بعض أطراف الحوار اليوم، أحادية لبنان في الخروج عن الاجماع العربي من زاوية ارتداداته على المصالح اللبنانية، وسيقوم من يقول إن لبنان أدان العدوان على البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران، وامتنع عن التصويت على القرار والبيان، حرصاً على الوحدة الداخلية، وتحديداً وحدة الحكومة، الجاري تحضيرها لاستئناف الاجتماعات يوم الخميس، والتي نصف أعضائها من فريق الثامن من آذار المتحالفين مع الحزب الذي صنفه العرب في خانة الارهاب، وبالتالي فإن التحفظ لا يشكل خروجاً على الاجماع بالمعنى المطلق، طالما أن باسيل أمسك العصا من الوسط، بحيث أدان العدوان على السفارة السعودية وقنصليتها، من دون أن يوقع بيان التنديد بالنظام الايراني، الصادر عن وزراء الخارجية.
مواقف وزير الخارجية في اجتماع وزراء الجامعة كانت تحت نظر مختلف الأطراف، الحلفاء الذين اعتادوا من وزراء الخارجية المتعاقبين مواقف صلبة لصالحهم، وغير الحلفاء الذين رأوا في اجتماع وزراء الخارجية، بناء لدعوة السعودية فرصة لاختبار خيارات التيار الذي ينتمي الوزير اليه، في زمن الحظوظ الرئاسية المتعثرة.
وقد تختلف التفسيرات والتحليلات في هذا، يبقى أن باسيل أمسك العصا من الوسط، فقد أدان الاعتداء على السفارة السعودية، وفي ذات الوقت امتنع عن ادانة المواقف الايرانية، ويا دار ما دخلك شر!
هذه الموازاة أو المساواة، بين القريب والأقرب قد تترك بعض الآثار القاتمة، علماً أن الأجواء المحلية تميل الى التهدئة، بحيث تغدو المواقف الأشد، في هذا الاتجاه أو عكسه، محفوفة بالمخاطر، خصوصاً على موضوع تفعيل جلسات مجلس الوزراء اعتباراً من يوم الخميس، حيث البعض لا تهزه واقف على شوار…
وتفعيل عمل الحكومة بات بمثابة استحقاق بدل عن الضائع الرئاسي، ولذلك هانت في سبيله الصعاب، بحيث أمكن تيار المستقبل تجاوز توعّدات النائب محمد رعد، وتصريحات الشيخ نعيم قاسم، والمتابعة في خيار الحوار. ومَثَل المستقبل حزب الله الذي استعان بالأصدقاء لاقناع العماد عون، بما لم يكن به مقتنعاً، على صعيد تفعيل جلسات مجلس الوزراء، دون شروطه التقليدية، أو تدوير زوايا هذه الشروط.
وتدخل في هذا الاطار جولة وزير الداخلية نهاد المشنوق على العماد عون والنائب جنبلاط، ومراجع أخرى، فالعلاقات تتغذى من المشاعر وليس من العقول…
والأهم المحافظة على الحوار ثنائياً أو موسعاً، كحرز للحكومة حريز، والتي هي على مصاعبها ومتاعبها، وهنأت بعض وزرائها، الوجه المتحرك الباقي للشرعية اللبنانية، وسط غياب رئاسة الجمهورية وغيبوبة مجلس النواب، واشغال مناصب القرار والتقرير بالتمديد أو الوكالة أو الانتداب. من هنا التوجه الى منحها فرصة القرار بالاستمرار في اي عمل، أو وقف أي عمل، مع حمايتها من اي رد فعل، أو استدراجها لفعل، مع مراقبة الخطى في المنعرجات الضيقة، والملأى بالمطبات والحفر…