IMLebanon

موعد في الرياض مع أحوال أفضل

على وقْع إحتجاجات جرى التعامل مع المشاركين فيها بالقسوة المألوفة من جانب أهل الأمن مع شرائح الإحتجاج وعلى نحو ما نشهده في لبنان بين موجة إحتجاج وأُخرى، إستضافت مستشارة المانيا انغيلا ميركل يوم الجمعة الماضي (7. 7 . 2017) قمة مجموعة العشرين.

كنا نتمنى أن تتمثل الأمة في هذه الدورة بالملك سلمان بن عبد العزيز الذي كان وهو وليّ العهد ينوب عن أخيه الملك عبدالله رحمة الله عليه في حضور مؤتمرات القمم. كما كنا نتمنى لو أن الحضور العربي تمثَّل بوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان الذي سبق أن شارك في القمة السابقة التي إستضافتْها الصين.

مشاركة الملك عبدالله في قمة لندن (نيسان 2009) كانت مناسبة إستثنائية ناقش فيها مع القادة في لقاءات ثنائية على هامش الجلسة العامة قضايا تستوجب المتابعة والتذكير بها. وتحضرنا هنا على سبيل المثال تلك الصورة التذكارية لتلك القمة وكيف أن الملك عبدالله بعباءته السوداء وكوفيته البيضاء كان الثالث بين عشرة حكام جلوساً وعشرة حكام وقوفاً محاطاً برئيس فرنسا زمنذاك نيكولا ساركوزي إلى يمينه ورئيس الصين زمنذاك هيوجينتاو إلى يساره ووراءه مباشرة كانت تقف مستشارة المانيا.

هذا المشهد، عدا طبيعة المحادثات الثنائية التي لا يتم عادة الإفصاح عن موضوعات البحث أو التشاور فيها، كان في حد ذاته يؤكد أهمية الحضور العربي في القمة التي تنطبق عليها مجازاً صفة مجلس إدارة شؤون العالم إقتصاسياً، أي الإقتصاد والسياسة مجتمعيْن. كما أن الدورة الثانية للقمة التي عُقدت في مدينة بيتسبرغ (الولايات المتحدة وخلال الولاية الأُولى للرئيس أوباما) كانت مناسبة أجرت خلالها المملكة في شخص وزير الخارجية (الراحل) الأمير سعود الفيصل إتصالات تستهدف إستضافة المملكة ذات دورة للقمة. وها هو المسعى يثمر حيث أن إنعقاد القمة في دورة 2020 سيكون في الرياض وهو رقم للدورة المشار إليها يُنظر إليه بتميز حيث أنه من النادر حدوث مثل هذه المصادفة الرقمية. وعلى هذا الأساس فإن قمة العشرين في العام 2020 ستكون في جزئية منها قريبة الشبه من حيث تناوُل الموضوعات، غير الحربية بطبيعة الحال، بالخطة 2030 التي إرتبطت بالأمير محمد بن سلمان قبل إختياره ولياً للعهد وستشق مواطن الصعوبات المحتملة بعدما بات أكثر قدرة على وضْع القرارات موضع التنفيذ وبما يختصر ربما بعض الأشهر من الزمن المحدد للخطة الواعدة.

ما تمناه الملك عبدالله وسعى إليه أثمر في عهد أخيه الملك سلمان. وسيكون مشهد قادة العشرين دولة الأهم مجتمعين في الرياض موضع إعتزاز كل عربي. وهذا شعور حدث عند إستضافة الملك سلمان بن عبد العزيز القمة العربية – الإسلامية – الأميركية والتي شكَّلت مشاركة الرئيس دونالد ترامب فيها ملامح الحدث التاريخي.

عسى ولعل من الآن وحتى شهر تموز 2020 موعد إنعقاد قمة العشرين في الرياض تكون أمور كثيرة حُسمت وقضايا عالقة وجدت منافذ للحل المتدرج. ويتم الإنعقاد في معزل عن ضجيج المواجهات الحربية والمؤامرات الخفية والنوايا المبيتة. والأهم من ذلك تنعقد القمة وقد إستعادت قطر الوعي وذلك بطي منغصات التعايش مع الأشقاء، وقررت الثورة الإيرانية حصْر إهتمامها بالداخل، وبدأ لبنان يتنفس إستقراراً وإزدهاراً، وبدأت سوريا تستعيد بني قومها من المنافي، وبدأ اليمن يستعيد شرعيته المخطوفة، وإستقرت ليبيا على حال التوافق، ونأى العراقيون بأنفسهم عن المذهبيات… وتوضع صيغة الدولتيْن كحل للموضوع الفلسطيني على طريق التنفيذ المتدرج. والله المعين.