Site icon IMLebanon

محاولة لتملّص «حزب الله» و«التيار العوني» من مسؤولية تعطيل الإنتخابات الرئاسية وإطالة أمد الفراغ

تكرار «معزوفة» بأن «المستقبل» هو العائق أمام إنتخاب عون للرئاسة يعني ضمان تأييد الأكثرية له خلافاً للواقع

محاولة لتملّص «حزب الله» و«التيار العوني» من مسؤولية تعطيل الإنتخابات الرئاسية وإطالة أمد الفراغ

يلاحظ أن كوادر ونواب «التيار العوني» يردّدون هذه المعزوفة «موافقة تيّار المستقبل» التي أطلقها «حزب الله» منذ بداية أزمة الفراغ الرئاسي عن غيب دون تعديل أو تبديل حرف واحد منها وكأنها أسطوانة مسجّلة

يحاول كوادر ونواب «التيار الوطني الحر» من خلال تكرار معزوفة بأن انتخاب زعيم التيار الروحي النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية أصبح شبه محسوم ولم يعد هناك من عائق أمامه سوى موافقة «تيار المستقبل» التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى، تحقيق عدّة أمور دفعة واحدة، أولها تملّص التيار من تهمة تعطيل الانتخابات الرئاسية التي باتت ملاصقة وتثقل كاهل التيار أمام الرأي العام والمؤيّدين على حدٍّ سواء من خلال تغيّب نواب تكتل «الاصلاح والتغيير» المتواصل عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية من دون عذر مبرّر سوى التذرّع غير المنطقي بالحق الدستوري الذي يتيح مثل هذا الغياب، ولكن بالطبع لا يعطي الحق لأي كان بالتعطيل المتواصل ولأكثر من سنتين لانتخابات الرئاسة من دون عذر أو مبرّر قاهر وهو غير متوافر إطلاقاً، وثانيها محاولة إلصاق هذه التهمة بتيار المستقبل خلافاً للواقع في ظل مثابرة نواب التيار المذكور على حضور جلسات انتخاب الرئيس وإصرارهم المتواصل على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن وسعي زعيم التيار الرئيس سعد الحريري التقدّم بأكثر من مبادرة باتجاه خصومه السياسيين وآخرها دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة لإنهاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، وثالثها السعي لتأليب الرأي العام ضد «تيار المستقبل» ومحاولة ممارسة ضغوطات نفسية لإيهام مؤيّدي المستقبل بأنه هو المسؤول بالفعل عن تعطيل الانتخابات الرئاسية وما يلحق بالبلد من تأثيرات سلبية في مختلف المرافق وخصوصاً في المؤسسات الدستورية وإدارة الدولة عموماً، ورابعها، السعي للاستقواء بالمناخات الترهيبية المترافقة لمشاركة «حزب الله» بالحرب الدائرة في سوريا إلى جانب نظام الأسد الديكتاتوري، ومحاولة إيهام الخصوم بانتصارات وهمية محققة لغرض دعم ترشيح عون للرئاسة خلافاً لمواقفهم وتوجهاتهم الحقيقية.

ويلاحظ ان كوادر ونواب «التيار العوني» يرددون هذه المعزوفة «موافقة تيّار المستقبل» التي أطلقها «حزب الله» منذ بداية أزمة الفراغ الرئاسي عن غيب دون تعديل أو تبديل حرف واحد منها وكأنها اسطوانة مسجلة، لا تكاد تغيب عن موقف أو مناسبة أياً كانت، وكأن باقي الأطراف والأحزاب السياسية الرافضة لترشيح عون للرئاسة أصبحت داعمة ومؤيدة لهذا الترشيح ومضمونه في جيب التيار الوطني الحر خلافاً للواقع والمواقف المعلنة بهذا الخصوص ولا سيما من أقرب حلفاء التيار وتحديداً رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وآخرين من المستقلين وغيرهم.

ولا شك ان تعميم هذا التوجه الذي يردده «التيار العوني» في كل زمان ومكان، يبقي أزمة الانتخابات الرئاسية تدور في حلقة مفرغة وتستنفد مزيداً من الوقت الذي يبقي لبنان بلا رئيس للجمهورية لمدة اطول مما كان متوقعاً من قبل، والمستفيد الوحيد من هذا الوقت الضائع «حزب الله» بالذات الذي تلطى وراء هذه المعزوفة منذ بداية الأزمة ووضع عون مرشحه في الواجهة ليعطل انتخابات رئاسية ريثما تتظهر خيوط الحروب الأهلية التي يُشارك فيها بسوريا والعراق واليمن وما يمكن ان يحققه النظام الإيراني من مكاسب مرتقبة في التسويات والصفقات لإنهاء هذه الحروب والتي تبدو انها ستطول أكثر مما كان متوقعاً، الأمر الذي يعني كذلك بأن حل الأزمة الرئاسية في لبنان سيطول أيضاً إذا استمر ربط هذه الأزمة بالحلول للحرب الدائرة بسوريا وغيرها.

فلو كان «تيار المستقبل» هو المتبقي المعارض والرافض لانتخاب عون للرئاسة، كما يروّج تحالف «حزب الله» و«التيار العوني» زوّرا لهذا الواقع، فبإمكان الكتل والنواب الآخرين تأمين الأكثرية المطلوبة لانتخاب عون للرئاسة بكل سهولة، ولماذا يقاطع هذا التحالف جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ويهددون النواب ويمنعونهم من حضور هذه الجلسات؟

بالطبع لأن أكثرية النواب لا تريد عون لرئاسة الجمهورية، ولذلك، فإن هذه المعزوفة التي يمعن «حزب الله» بتسويقها على لسان مسؤولي «التيار العوني» تكشف بوضوح زيف الادعاءات المعلنة وتظهر الحقائق على طبيعتها ولن تؤدي الا إلى المراهنة على الأوهام في انتظار التفاهمات التي قد تؤدي إلى الاستغناء عن عون كمرشح للرئاسة في حال اقتضت مصلحة «حزب الله» ذلك، كما حصل في استحقاقات مهمة من قبل، أو كما جرى للتمديد للمجلس النيابي خلافاً لموافقة زعيم «التيار العوني».