Site icon IMLebanon

موفد قطري خلال اسابيع لمتابعة قضية العسكريين المخطوفين

توازيا مع ما حققته الجولة الخارجية لرئيس الجمهورية ، يتجه الوضع الداخلي نحو مزيد من الاستقرار تفرضه خيمة التفاهمات السياسية الواسعة التي تظلل العهد، رغم القراءات المختلفة للرحلة الخليجية ونتائجها، علما ان ملامح الانسجام الظاهري الذي تتسم به مجمل تلك التحركات سيكون أمام اختبار دقيق لدى البدء رسميا بفكفكة الملفات-الالغام التي تمس المصالح الاستراتيجية للاطراف الفاعلة اقليميا وداخليا.

فلبنان استعاد توازنا كان مفقودا لسنوات بينه وبين محيطه العربي، مع نجاح الرئيس ميشال عون في فتح صفحة جديدة وطوى مرحلة من الغضب الخليجي ، وان ظاهريا في انتظار ان تظهر الاشهر المقبلة مدى صوابية الخيار الرئاسي، رغم الخلافات العميقة بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر والمنافسة الاقليمية القائمة، لم يميز رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بينهما منتقلا بمرونة بين العاصمتين متعاطيا بتساوي ،ما ولد ارتياحا لدى الطرفين، وانعكس في الدعوات الى استكمال بلورة النتائج عبر لجان عمل يفترض ان تبدأ مهامها قريبا لوضع المتفق عليه حيز التنفيذ. توازن سيستكمل رحلته في جولة خليجية لرئيس الحكومة سعد الحريري قريبا، بعد ان مكن موقعه داخليا وعزز مكانته سعوديا مع عودته الى الحكم من باب الخيار السعودي الاوحد، فيما يراقب فريق الثامن من آذار المرحلة الثانية من التحركات التي ينتظر ان تقود سيد بعبدا الى دمشق وطهران، رغم تأكيدات عونية بان زيارة سوريا غير مطروحة راهنا.

اوساط سياسية مواكبة للعهد ،ابدت اعتقادها بان ثمة من يريد التشويش على الزيارة واظهارها بالفاشلة عبر التصويب من باب المساعدة السعودية للجيش، التي باتت مرتبطة عمليا باعتبارات مالية، بعدما اسقط الفيتو السياسي، وهو امر يحتاج الى وضع آليات عمل وجداول زمنية جديدة، معتبرة ان العماد عون سلف المملكة موقفا معنويا كبيرا، عبر اظهارها باللاعب المهم على الساحة الاقليمية وفي لبنان حيث نفوذها الوازن، مثبتاً العمق العربي للبنان ومرجعية اتفاق الطائف كقاعدة للحكم، داحضا مقولة امساك ايران وحلفائها بالملف اللبناني وادارتهم للسفينة البيروتية لما يناسب مصالحهم، وهو ما اسقط جدار اللاثقة الذي طالما حكم العلاقة بين العماد عون والمملكة، التي لمست جدية عون كرئيس لكل لبنان.لفتة ستقابل بالمثل وان بتدرج، مع ترقب ان تشهد المرحلة حركة زيارات متبادلة بين وزراء لبنانيين وسعوديين قد يكون اقربها لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير تلبية لدعوة تلقاها من نظيره اللبناني، تمهيدا لزيارة ولي ولي العهد ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان،  حيث ينتظر ان تحرك من بيروت الهبة العسكرية، بحسب ما تكشف مصادر مواكبة للزيارة.

الجنرال الذي اكمل من الدوحة قلب صفحة التوتر مع دول الخليج، على حدّ قول الاوساط المواكبة للعهد، مطلقا اشارته الاولى للتوازن الايجابي الساعي الى اقامته، ما يؤهّله للعب أدوار مهمة من المفترض ان يكون أوّل غيثها ما تضمّنته المباحثات اللبنانية – القطرية السرية في شأن ملف العسكريين الاسرى لدى «داعش» وحساسيته لارتباطه بصفقة تبادُل شاملة بين أكثر من طرف في المنطقة، بعدما اتسعت دائرة المعنيين المباشرين به، والاشارة البالغة الاهمية في البيان الصادر عن الجانبين حول تلك النقطة بالذات، والتي اوحت بوجود «تفاهم ما» على «قنوات سرية» لمباشرة مفاوضات متعددة الطرف تهدف إلى إنضاج ظروف عملية تبادل واسعة ومعقدة، سيبدأ مرحلتها الاولى موفد لامير قطر يرتقب ان يتحرك الى لبنان في غضون اسابيع ، تشمل وبحسب الاوساط الآتي:

– الافراج عن القطريين الـ 25 الذين خطفتهم مجموعة من «حزب الله» العراقي بقيادة «ابو فدك» في العراق عام 2015 ، اثناء رحلة صيد.

– كشف مصير العسكريين اللبنانيين التسعة الاسرى لدى «داعش» منذ العام 2014 والعمل على اعادتهم الى لبنان ومطرانا حلب المخطوفان.

– إفراج «جبهة فتح الشام» عن أسرى من «حزب الله»، لقاء إطلاق الحزب أسرى من عناصر هذه المجموعة وتسليمه جثثاً عائدة لمقاتليها، رغم ان معاملة الاسرى لدى الطرفين تتم بطريقة حسنة، وقد نجح الفريقان في انهاء اكثر من صفقة تبادل بينهما.

– مطالبة «فتح الشام» السلطات السورية واللبنانية بالافراج عن موقوفين من صفوفها في سجون البلدين، وفق لوائح اسمية.

وفي هذا الاطار تكشف المعلومات ان العقدة الاساس تبقى في موضوع العسكريين اللبنانيين، الذين تعقدت المفاوضات حول اطلاقهم بعد اطلاق التحالف الدولي لحربه ضد «تنظيم الدولة» وبدء التضييق عليه في كل من سوريا والعراق، رغم ان مفاوضا لبنانيا كان سبق ونقل الى قيادة التنظيم في الرقة استعداد الدولة اللبنانية للانطلاق في مفاوضات جدية قبيل انقلاب الاوضاع الدولية وعشية اتخاذ قرار الحسم الدولي، الا ان مراوغة التنظيم اوصلت المبادرة الى الحائط المسدود.علما ان الطرف اللبناني قدم كل التسهيلات وابدى اكثر من بادرة حسن نية. وتكشف المصادر في هذا المجال ان هامش قطر مع «داعش» لم يعد بالقدر الذي كان عليه كذلك عملية التواصل مع القيادات صاحبة القرار، ما سيعقد الاوضاع، داعية الى تجزئة الصفقة ،ذلك ان النقاط التالية قابلة للتنفيذ وفقا لآلية معينة واستنادا الى تجارب مفاوضات سابقة نجحت في اكثر من مرة، كاشفة ان تسرع روسيا في فرض وقف اطلاق النار في حلب ضيع فرصة مهمة في هذا المجال كان سبق ان عول كثيرون عليها.

بين الرياض والدوحة «خط عسكري» ووعد جمع زيارة العاصمتين، في الاولى بحث عن مكرمة ثلاثة مليارات منتظرة وفي الثانية امل في الافراج عن تسعة عسكريين اسرى لدى «الدولة الاسلامية» مجهولو «الاقامة» منذ اكثر من سنتين. فهل اقترب موعد التسويات الكبرى؟ الاسابيع والاشهر القادمة كافية لاعطاء الاجوبة الصحيحة.