علم أن الإتصالات بين قيادات وأركان 8 آذار عادت لتفرض نفسها من جديد بعد التباينات والخلافات بينها، وذلك على خلفية مواقف النائب ميشال عون، وحتى بين القوى المسيحية المنضوية في هذا الفريق وجنرال الرابية، وتحديداً النائب سليمان فرنجية، الذي أبلغ موفد عون النائب ابراهيم كنعان رأيه بكل تحرّكات رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح»، ويومها استاء الجنرال مما سمعه من موفده إلى بنشعي.
وتؤكد مصادر 14 آذار، أننا أمام مرحلة جديدة بدأت معالمها تتكشّف وفق عناوين عديدة:
ـ إن العماد عون تجنّب الردّ على حلفائه الذين تركوه وحده في الميدان، لا بل أخذ يدافع عنهم، الأمر الذي ترك أثراً إيجابياً عند «حزب الله»تجاه حليفه، فجاءت كل مواقف قيادات الحزب داعمة لجنرال الرابية.
ـ إن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى لبنان، ساهمت بدورها في شدّ عصب فريق 8 آذار، إذ عُلم أن ظريف أبلغهم عبر أقنية متعدّدة، ولا سيما خلال لقائه الأمين العام لـ «حزب الله»السيد حسن نصرالله، بأن إيران إلى جانبهم ولن تتخلّى عنهم، وأنها مع تماسكهم، لأنه وعلى الرغم من التوقيع على الإتفاق النووي، فإنها مستمرّة في دعمهم ومدّ يد العون لهم، بمعنى أنه لم يتغيّر شيء.
ـ بعد أن فشلت أي من التظاهرتين العونيتين في تحقيق أي شيء على الأرض، كانت إطلالة السيد نصرالله في ذكرى حرب تموز 2006 مدخلاً لإطلاق عناوين أساسية داعمة لعون، واعتباره ممرّاً إلزامياً لأي استحقاق رئاسي، وحيث تعمّد نصرالله الإشادة به، وذلك في ردّ واضح على كل ما جرى التداول به في الاسابيع الماضية، حول ترك قوى 8 آذار العماد عون منفرداً في معركته، علماً أن هذا الأمر تزامن مع إطلالة أخرى لعون من على شاشة «المنار»، أكد خلالها على التحالف مع الحزب، والإشادة بسيد المقاومة وبسوريا وإيران.
وردّاً على التساؤلات، حول مدى هذا الدعم، وإلى أين سيصل، أشارت أوساط في 8 آذار، إلى أن اجتماعاً موسّعاً قد يعقد في وقت قريب لقيادات هذا الفريق من أجل اتخاذ قرارات حاسمة وداعمة للحليف العوني في معاركه السياسية، إنما، وهنا الأهم، ليس في الأجواء ما يوحي بإسقاط الحكومة، خصوصاً أن الوزير ظريف، أكد دعمه للحكومة الحالية ولرئيسها تمام سلام، وبمعنى آخر، هناك معطيات وظروف إقليمية تستوجب بقاء الحكومة في هذه المرحلة.
أما بالنسبة للمشاركة في التظاهرات إلى جانب عون، أضافت الأوساط نفسها، أن هذه المسألة ستكون ضمن النقاش السياسي بين مكوّنات هذا الفريق، مع استبعاد النزول إلى الشارع، مقابل عدم التخلّي عن عون في ما يقوم به من تحرّكات وتظاهرات لتحقيق العناوين التي يرفعها داخل وخارج الحكومة. ويمكن القول هنا، أن كل الإحتمالات واردة في ضوء التطوّرات السياسية الداخلية والإقليمية، ولا سيما ما يجري في سوريا من الزبداني إلى حلب، والتي ترتبط بشكل مباشر بالواقع اللبناني السياسي والأمني. وبالتالي، فإن الدعم القوي من قبل «حزب الله»للعماد عون، يشكّل رسالة قوية لقوى 14 آذار ولدول الخليج الذين يعارضون وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية.