Site icon IMLebanon

تحذير ايراني لاسرائيل عبر الفرنسيين : حزب الله لن يقاتل وحيدا

 

«درون» الضاحية لم تنطلقا من الاراضي اللبنانية ولا «مداهمات»

 

على وقع التضامن الوطني غير المسبوق ضد الاعتداءات الاسرائيلية، وبانتظار الرد الحتمي لحزب الله، وفي ظل انشغال المسؤولين اللبنانيين بالوضع الاقتصادي «المتدهور» في ظل توقعات باجراءات «موجعة» مرتقبة بعد اللقاء الاقتصادي في بعبدا يوم الاثنين المقبل، علمت «الديار» من مصادر معنية بملف التصعيد على الحدود الجنوبية عن «تبادل» غير مباشر «للتهديدات» بين ايران واسرائيل، حيث «هولت» الاخيرة برد عسكري كبير، على رد المقاومة، فيما ردت طهران بالتأكيد ان حزب الله لن يقاتل وحيدا هذه المرة…

 

هذه خلاصة اتصالات ديبلوماسية غير مباشرة حملت الكثير من التهديد والوعيد بين طهران وتل ابيب في الساعات القليلة الماضية على خلفية الترقب الاسرائيلي للرد المرتقب من قبل حزب الله على اعتداءي عقربة قرب دمشق وحي معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووفقا لاوساط ديبلوماسية غربية استخدم الاسرائيليون «القناتين» الفرنسية والروسية لتمرير «الرسائل» الى طهران وقيادة الحرس الثوري الايراني، وكان الفرنسيون اكثر تشددا في ايصالها من خلال التهويل على الايرانيين باستعداد اسرائيل للذهاب بعيدا في الرد على اي ضربة «مؤلمة» ينفذها حزب الله،خصوصا ان شهر ايلول يحمل في طياته الاختبار الجدي الاول للعلاقة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي يستعد للذهاب بعيدا في التصعيد اذا ما نجحت «الوساطة» الفرنسية في احداث اختراق جدي في العلاقة بين واشنطن وطهران على خلفية التأزم في الملف النووي…

 

} «اغراءات فرنسية»…؟ }

 

ولفتت تلك الاوساط الى ان الروس اكتفوا بنقل هذه «الرسائل» الى طهران دون التدخل في مضمونها او البناء عليها لتوجيه نصائح، وجاء الاعراب الروسي عن الرغبة في عدم خلق توترات جديدة في المنطقة، وتجنيب لبنان اي تداعيات عقب الاتصال بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف… اما باريس فذهبت ابعد من ذلك من خلال «تبني» النظرية الاسرائيلية القائمة على ان الامور قابلة «للهضم» خصوصا ان عملية الضاحية الجنوبية فشلت ولم تؤد الى اي خسائر، وما حصل في سوريا «خطأ» غير مقصود،فلا داعي اذا الى تعرض المنطقة الى تصعيد غير ضروري… وعمل الفرنسيون في هذا السياق على «اغراء»القيادة الايرانية من خلال التلميح الى ضرورة تفويت الفرصة على الاسرائيليين الذي يسعون الى «خربطة» الاجواء الايجابية في ملف النووي…

 

} «الجبهة ستشتعل»… }

 

الرد الايراني، بحسب تلك الاوساط، كان حاسما وغير قابل للتأويل، «هذه المرة حزب الله لن يقاتل وحيدا ضد اسرائيل، ومن يعتقد انه قادر على استفراد حلفائنا في المنطقة فهو واهم، ولا يقرأ جيدا التطورات والمستجدات الاستراتيجية في المنطقة… اسرائيل ستدفع ثمن تطاولها وعجرفتها ولن تمر اعتدءاتها دون عقاب وهذا امر محسوم ولا نقاش فيه»…وقد حرص الايرانيون في هذا السياق على التاكيد بانهم ليسوا في وارد ممارسة اي ضغوط على حزب الله القادر وحده على اتخاذ قرار الرد المناسب على الاعتداءات الاسرائيلية، وفي اعتقادهم بعد الرد ستكون اسرائيل امام الخيارات الصعبة وليس اي طرف آخر، لان اي خطأ في التقدير ستدفع ثمنه على نحو كبير هذه المرة وما حصل عام 2006 لا يعدو كونه «نزهة» امام ما ينتظرها على اكثر من جبهة وليس فقط من لبنان…

 

} «رسالة» سليماني»؟ }

 

ووفقا لتقدير تلك الاوساط، فان الايرانيين مرتاحون اليوم للتطورات اكثر من اي يوم مضى، بعد ان خسرت اسرائيل رهانها على قيام الادارة الاميركية بهجوم عسكري على اراضيها، فالولايات المتحدة باتت معزولة في تحركاتها ضد إيران بين حلفائها في أوروبا وحتى بريطانيا، ويعتقد الايرانيون ان واشنطن سترضخ في نهاية المطاف لإعادة التفاوض على اتفاقية نووية جديدة تشمل رفع العقوبات، دون تقديم اي تنازلات اقليمية او في مشروع تطوير الصواريخ البالستية.

 

وحرص الايرانيون على ابلاغ الفرنسيين والروس في آن معا، انه اذا كان المجتمع الدولي لا يريد الحرب فعليه وضع اسرائيل عند حدها وليس التدخل لمنع الردود عليها، وكانت «الرسالة» الابلغ من قيادة الحرس الثوري عبر الجنرال قاسم سليماني الذي كثف حراكه في الايام القليلة الماضية في المنطقة موجها كلاما واضحا الى كل من يعينهم الامر، ان ما يجب ان يدركه الجميع هو ان تعديل «قواعد الاشتباك» ليس واردا، ومحاولة قطع الخط البري من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان مجرد «اوهام» اسرائيلية، اما استفراد حزب الله فأمر غير وارد، وهذه المرة الجبهة باكملها ستشتعل.

 

} معلومات لا تستحق الرد؟ }

 

وفي سياق تعليقها على التسريبات الاسرائيلية، أكدت مصادر قيادية في المقاومة «للديار» ان اسرائيل المأزومة تمارس حربا «نفسية» سخيفة لا تستحق الرد او التعليق… ولفت المصدر الى ان نشر صور واسماء جنرالات ايرانية او قيادات في حزب الله والزعم انها مسؤولة عن برنامج الصواريخ الدقيقة في لبنان، «العاب صبيانية» لا يمكن ان تنطلي على احد او التوقف عندها،وهي تعبير عن حالة «الافلاس» السائدة لدى قيادة العدو التي اظهرت ارتباكا واضحا في تعاملها مع الاعتداء على الضاحية الجنوبية، حيث تدرجت من النفي الى التلميح ثم الاقرار بالمسؤولية عن العملية، اما الحديث عن الهدف فهو الامر الاكثر اثارة للسخرية، فهل يمكن لاحد ان يصدق ان حزب الله يقوم بتصنيع صواريخ دقيقة في الطابق السادس في مبنى العلاقات الاعلامية؟

 

وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي قد نشر عبر حسابه على «تويتر صورا ومعلومات تزعم ان كلا من القيادي في حزب الله فؤاد شكر والضباط الايرانيين محمد حسين زادة حجازي ومجيد نواب وعلي أصغر نوروزي، هم المسؤولون عن اقامة مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان … من جهته غرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد غرد على حسابه باللغة العربية على «تويتر» بالقول: «كشفنا اليوم النقاب عن جزء من مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لإيران ولحزب الله. نحن مصممون على إحباطه». وأضاف: «هدف النشر هو التوضيح بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولن نسمح لأعدائنا بالتزود بأسلحة فتاكة ضدنا. قد قلت لهم هذا الأسبوع إن عليهم أن يحذروا من أفعالهم واليوم أقول لهم: «ديروا بالكم»».

 

} حزب الله «مرتاح»… }

 

وفي انتظار الرد الحتمي، تبدو قيادة حزب الله مرتاحة للغاية للمواقف الداخلية والوحدة الوطنية التي تجلت في موقفي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، وحملة التضامن الكبيرة التي ترجمت «بحج» الوفود الى مركز الوحدة الاعلامية، هذه الاجواء غير المسبوقة التي لم يسبق ان حصلت حتى خلال عدوان تموز، ستكون محط تقدير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته المرتقبة ليل السبت الاحد مع بداية احياء مراسم عاشوراء…

 

} من اين انطلقت «المسيرتان»؟ }

 

وفيما تسلمت الجهات العسكرية القضائية المعنية اجزاء مهمة من الطائرتين وبدات الشق التقني من التحقيقات ،نفت اوساط مطلعة لـ«الديار» حصول اي عمليات دهم او توقيفات في ضاحية بيروت الجنوبية من قبل امن المقاومة او القوى الامنية على خلفية إعتداء الطائرتين المسيرتين، ولفتت تلك الاوساط الى ان التحقيقات الاولية شبه النهائية توصلت الى خلاصة حاسمة بان الطائرتين لم تنطلقا من الاراضي اللبنانية، وهذا يعني انه لا وجود لمشغلين محليين، او لاحتمال تسلل قوات خاصة اسرائيلية الى الضاحية، والاحتمال المرجح هو انطلاقهما من البحر…

 

ميدانيا، سيطر الهدوء الحذر على الحدود الجنوبية،وغابت الحركة العسكرية من راجلة ومؤللة للقوات الاسرائيلية. في المقابل، كثف الجيش اللبناني و«اليونيفيل» دورياتهما المؤللة على طول الخط الحدودي. ولوحظ توقف آلية عسكرية اسرائيلية منذ ثلاثة ايام، يرجح انها معطلة، أسفل موقع المطلة، مقابل بلدة كفركلا، تبين أن القوات الاسرائيلية استقدمت دمية على شكل انسان ووضعتها داخل الالية العسكرية للتضليل. وحلقت طائرتا استطلاع معاديتان بكثافة فوق اجواء عدد من قرى وبلدات قضاء مرجعيون على علو متوسط.

 

} ما هي الاجراءات الاقتصادية «الموجعة»…؟ }

 

وعشية انطلاق حوار اقتصادي في قصر بعبدا مطلع الاسبوع المقبل يصل الى بيروت الموفد الفرنسي الخاص بيار دوكان الاثنين للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في الاجراءات المطلوبة لتهيئة الاجواء لترجمة مؤتمر «سيدر» على ارض الواقع، وفي هذا السياق تشير اوساط وزارية الى ان اجتماع بعبدا سيؤسس لاجراءات «موجعة» اقتصاديا باتت ضرورية لانقاذ الوضع المتدهور، ووفقا للمعلومات، فان الورقة التي ستتم مناقشتها تتضمن تثبيت السعر الادنى للمحروقات وخصوصا البنزين على سعر 25 الف ليرة والسعر الاعلى 30 الف ليرة، ومن المقترحات الغاء الوسطاء وشراء المحروقات من دولة الى دولة، بينما سيتم زيادة ضريبة القيمة المصافة 15 بالمئة على ما يسمى بالكماليات، ومنها السجائر والمشروبات الروحية، بينما ستبقى 11 بالمئة على ما تعتبر بالسلع الاساسية، ورفع الدعم عن بعض السلع… وسيتم في سياق متواز اعادة تقييم للضريبة على الاملاك البحرية، واقتراح زيادة جديدة على الفوائد المصرفية، وفرض ضريبة على الرواتب التقاعدية، وكذلك البحث في كيفية مشاركة القطاع الخاص في كثير من القطاعات التي باتت تشكل عبئا على كاهل القطاع العام…

 

} الخلافات ترحّل التعيينات القضائية… }

 

في غضون ذلك، لم يقارب مجلس الوزراء في جلسته العادية امس في بيت الدين برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ملف التعيينات، قال وزير الاعلام جمال الجراح «حصل شرح مفصل لخطة الأمن السيبراني ونعلن انطلاق هذه الخطة الأساسية والضرورية لحماية الوزارات والحكومات»، واضاف «لم تطرح التعيينات اليوم، والبلد متضامن حول شجب العداون الاسرائيلي والرسالة الأهم هي رسالة الوحدة الوطنية في وجه ما حصل».

 

ووفقا للمعلومات، تم ترحيل التعيينات التي كانت ستشمل مدعي عام التمييز ورئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس مجلس شورى الدولة ومدير عام وزارة العدل، في ظل الخلاف على الإسم الماروني لرئاسة مجلس القضاء الاعلى بين القاضيين سهيل عبود وروكز رزق، كما لم يتم الاتفاق على التعيين في رئاسة مجلس شورى الدولة في ظل تباين بين الوزيرين جبران باسيل وسليم جريصاتي من جهة اللذين يريدان تعيين القاضية ريتا كرم ووزير العدل ألبيرت سرحان الذي يريد تعيين القاضي يوسف نصر…