IMLebanon

رسالة مفتوحة الى الرئيس الفرنسي: ساهموا في اختراع رجاء لمسيحيي الشرق

السيد الرئيس فرنسوا هولاند،

تدعون الى لقاء حول مسيحيي الشرق. حولنا. حول شعوبنا وكنائسنا وطوائفنا وتاريخنا ولغاتنا وحضورنا وحقوقنا تتحركون متأخرين جداّ بعد أن كاد الشرق يفرغ منا بالقتل والذبح والتهجير والاقتلاع من قوى ظلامية لم نعد نفهم علاقتكم بها، ولا نصدّق أن كل التحالف الغربي وقف عاجزاً عن ضربها، هي التي تُموّل من دول ومؤسسات معروفة، وتُساعد لوجستياً من قوى معروفة.

ورغم ذلك، نرحّب بحذر. بخوف. بترقب. مَنْ يرد أن يلغي حتى ذاكرتنا وآثارنا وأديرتنا، وان يسبي نساءنا وأهلنا، ومن يخطف مطارنتنا وكهنتنا، ومن لا يريد أي آخر معه، ولا حتى من دينه أو مذهبه، ومَنْ يجبرنا على توقيع عقد ذمّة، لا يقرأ بياناتكم ولا يعترف بكم ويريد قتالكم الآن ولاحقاً ولا يفهم الا لغة القوة والمواجهة.

إن المطلوب أكثر من قداس عن أرواحنا، وأكثر من غسل أياديكم لتبرئتكم من دمنا، وأكثر من لقاء علاقات عامة.

المطلوب أكثر من إشارة خاطئة فيها المساعدة على إجلاء مسيحيي الشرق عبر اعطائهم اقامات أكثر وأسرع تحت ذريعة الانسانية، في تكملة لعمل “داعش”.

المطلوب، سيادة الرئيس، أن تعود فرنسا والعالم الحر الى سياسات القيم ومبادىء الانسان وحقوقه. أن تكون صارمة قاسية في رفض أي إبادة، في أي زمن وفي أي مكان وتحت أي ظرف او حجة. لا دين ولا رسالة ولا كتاب يسمح، ولا يمكن أن يقبل العالم ان يسمح، بأن يعطي أي فئة حق تكفير الآخر وإجباره على تغيير دينه أو على ابادته او ارتكاب مجازر ضده. إما موقف على حجم التحدي عسكرياً وامنياً واقتصادياً وتربوياً واعلامياً في حالة طوارىء شاملة تقول لن يبقى العراق وسوريا ساحات بلطجة للاصوليين، مهما كان الرأي في النظامين. وإما هباء. القضية الآن هي الموجة الاصولية. وكيفية الحياة الواحدة الحرة الكريمة المتساوية في المواطنة والكرامة في كل بلدان الشرق. إنها ثقافة دساتير الاحترام فيها للانسان.

المطلوب، سيادة الرئيس، اعتبار ما نتعرض له نحن جرائم ابادة ضد الانسانية وتشكيل محكمة دولية للاقتصاص من الفاعلين والداعمين. الا يستحق الحضور المسيحي المشرقي وابادته محكمة دولية.

المطلوب، سيادة الرئيس، العمل الجدي المباشر على إطلاق سراح كل المخطوفين فوراً، من المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والكهنة، الى آشوريي الخابور، الى سريان القريتين، الى النساء اليزيديات. لا نصدّق أن حلفاءكم وأصدقاءكم الذين يموّلون الحراك لا يمكنهم اعادة هؤلاء.

المطلوب، يا سيادة الرئيس انشاء صندوق دولي لدعم النازحين المسيحيين وتثبيتهم في أوطانهم، وانشاء مناطق آمنة لهم ولكل المكوّنات الصغيرة.

المطلوب يا سيادة الرئيس وقف دعم أي نظام لا يلتزم بمبادىء حرية العقيدة والفكر والدين والضمير ووقف كل الاعلام الحاقد الذي يساعد في بناء شخصيات ارهابية عنيفة ترفع راية الدين.

سيادة الرئيس،

يبقى لفرنسا في ذاكرتنا حنين الى ثورتها والمبادىء فهل تلتزم بها؟

ما نريده ليس سحراً ولا سراً. إنه كرامة انسان ومواطنة وحقوق متساوية وحريات، لنا ولكل انسان من أي دين أو مذهب أو قومية في هذا الشرق.

فهلْ هذا كثير؟

لا ذمية، لا اضطهاد، لا اقتلاع، لا الغاء.

إن الوقت ضدنا أيضا. ليس لدينا ترف الانتظار. إننا ننزف على قارعة الشرق.

إننا نموت ببطء. لكننا لن نموت ساكتين.

لا تكتبوا ورقة نعوتنا. اخترعوا لنا الامل والرجاء عبر خارطة طريق وخطة عمل وحالة طوارىء ولا تساهموا في دفننا والابادة.

* رئيس الرابطة السريانية

رئيس سابق للاتحاد السرياني العالمي

أمين عام اللقاء المسيحي المشرقي