Site icon IMLebanon

كتاب مفتوح الى قائد الجيش

 

حضرة العماد قائد الجيش

تحية وطنية وبعد

نخاطبك وتعرف من نحن ونعرف من أنت..

 

نخاطبك بصفتك وصفاتك وأنت الملاذ الأخير لهذا الشعب في ما يتوق إليه ويطمح..

 

نخاطبك ليس لتحمي الشعب المنتفض الذي هو اليوم في الشوارع، فنحن نعرف أنهم بمخاطبة وبدون مخاطبة لن يكونوا إلا في حمايتك..

 

وكيف لا يكونوا وأنت من أنت، وهم من هم، إخوة وأخوات وآباء وأجداد وأحفاد وأمهات لكل البواسل من جندك وضباطك وصلات دمهم بك الوطنية والاحترام..

 

بل نخاطبك لتحمي انجازات هذا الشعب العظيم الذي يرفع المطالب المحقة والذي تجلت عظمته في كل صورة حضارية..

 

نخاطبك لتساعد هذا الشعب في استعادة الدولة الى تحت سقف القانون والدستور من حيث هي الآن تحت سقف من لطالما تحدثوا باسم الطوائف وأنهكوها وأنهكوا الدولة والكيان معها باسم القانون والدستور..

 

نخاطبك وقد أصبحت الوطنية متعبة في وطننا، وأضحى لدى البعض الخادم لمصالح الخارج كل الخارج هو الوطني والوطني مشكوك بوطنيته حتى يصبح مثلهم..

 

نخاطبك وقد أصبحت مقاربة مواضيع مثل الجريمة في وطننا وجهة نظر، ومقاربة مواضيع مثل الحقيقة وجهة نظر ومثلها اليقين والمنطق والأصول والأعراف ومثلها كل شيء لا يحتمل في تفسيره اختلاف..

 

نخاطبك وقد أصبح الطالح أقوى من الصالح..وأضحى الفاسد أقوى من صاحب الضمير..

 

نخاطبك وقد أضحى المواطنون أشباه أحياء إلا لمن نعم منهم برتبة الولاء لهذا السياسي أو ذاك.. نخاطبك وقد أضحت فرص العمل والوظائف محصورة بالأزلام على حساب كل كفاءة وكل عدالة وكل مساواة وتكافؤ فرص أمام القانون والدستور..

 

نخاطبك وقد بلغ الفقر في وطننا أرقاما قياسية والبطالة مقاييس جنونية والغلاء صور وحشية..

 

نخاطبك وقد تسببت السياسة بجعل هيبة الدولة تتآكل.. وجعل المصداقية تتضائل..

 

نخاطبك وأضحت علاقاتنا بالدول العربية التي لها دور حيوي في اقتصادنا وفي كل دعم عرضة للمغامرات وهي التي تحتضن في أسواق عملها مئات الآلاف ممن كانت طردتهم السياسات البائسة عبر الزمن من هذا الوطن وأجبرتهم على الاغتراب دعما لمستقبلهم وعوائلهم ومثلهم أعداد كبيرة في شتى دول الاغتراب..

 

نخاطبك وقد أضحى كثيرون في وطني في ما يفعلونه خارج كل حدود وكل منطق وكل وطنية..

 

نخاطبك وقد أصبحنا في زمن نجد فيه من يتجرأ ويقول للقضاء لا.. ومن يتجرأ ويقول للقضاء الدولي لا..

 

نخاطبك وقد أضحت أحاديث السياسيين علنا عن الفساد والهدر لا تعد ولا تحصى ولا من يحاسب..

 

نخاطبك ونكاد نصدق بفعل سياسات البعض التبعية للخارج أننا جاليات للآخرين في وطننا ولسنا أصحاب أرض و هوية..

 

نخاطبك ونعرف أنك تعرف كم بلغ الدين العام وكم من أخضر في ثرواتنا الحرشية حتى الآن بفعل الإهمال قد أبيد..

 

نخاطبك ونعرف أنك تعرف عن النفايات والالتزامات والمقاولات والانتهاكات والتجاوزات..

 

نخاطبك ونعرف أنك تعرف أن الشاطىء أضحى «شاطئهم»..

 

واستيراد النفط بإمرتهم والإسكان وفقا لخاطرهم…

 

نخاطبك وموقوفون مكتظين في السجون قد تعبوا..

 

نخاطبك ونعرف أنك تعرف في الادارة وفي المياه والكهرباء والبحر والأنهار وكل المرافق وفي البيئة ما فعلوا..

 

نخاطبك عن بعض ما الذي جعل الشعب يثور ونعرف ونعرف أنك تعرف أن ما الذي جعلهم يثورون هو أكثر..

 

نخاطبك والأمل فيك كبير..في شخصك وما تمثل..

 

فهذا الشعب لم يتبقى له في هذه الظروف بعد الله سواكم..

 

إن لبنان الدولة السيدة الحرة المستقلة..لبنان الحرية والديموقراطية.. لبنان العيش المشترك البديع.. لبنان الرسالة… لبنان الذي سقط من أجله الشهداء.. لبنان الذي هو اليوم منتفض في الشوارع والبيوت في أبهى حلة وطنية يستحق أن لا يذهب تعب شعبه في هذه الانتفاضة هدرا ف اللحظات التاريخية في تاريخ الشعوب التي تضع مداميك كل مستقبل مشرق لها ولأوطانها لا تمر إلا نادرا..

 

لكم ولجيشنا الباسل كل التحية..