IMLebanon

مقاربة تفاؤلية لكسر المراوحة الرئاسية

يرتدي مناخ التفاؤل بحصول خرق في الاستحقاق الرئاسي والذي تصر الدائرة المقربة من العماد ميشال عون على التمسك به، أكثر من تساؤل في الاوساط الديبلوماسية وخصوصا الغربية منها والتي سعت الى استشراف افق الاستحقاق الرئاسي في الاشهر الماضية ولم تلمس اي تجاوب من قبل المعنيين مع كل المبادرات الاوروبية لتحريك ركود الانتخابات الرئاسية كما لم تتبلغ اي مؤشرات اومعطيات واضحة تؤدي الى ترجمة اي حراك رئاسي الى امر واقع. وتستند هذه الاوساط في انطباعاتها الى هذه النتائج الاخيرة للحوار الوطني وما حققته المبادرات الاخيرة على اكثر من مستوى حزبي وروحي محلي اضافة الى التدخل الفرنسي الاخير وعلى مستوى رفيع جدا، حيث ان الحد الاقصى من مما تحقق اقتصر على تكرارالمواقف الداعمة لاجراء الانتخابات الرئاسية وانهاء حالة الشغورالرئاسي حتى اشعار اخر.

واعتبرت الاوساط الديبلوماسية ان أكثر من عائق محلي واقليمي ما زال يعيق حصول اي خرق جدي في جدار الشغور الرئاسي، لافتة الى ان دوائر القرار الاوروبية كانت تتوقع حصول الانتخابات الرئاسية عندما اطلق الرئيس سعد الحريري مبادرته بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة في المرحلة الاولى ثم عندما حصلت مصالحة معراب التاريخية بين العماد عون والدكتور سمير جعجع الذي اعلن دعم القوات اللبنانية لترشيح العماد عون في المرحلة الثانية. واستغربت بالتالي الاوساط نفسها ان يستمر المناخ التفاؤلي حول الاستحقاق الرئاسي رغم ان المبادرات الخارجية وأحدثها المصرية لم تنبىء باحتمال حصول تحولات بارزة في المشهد الرئاسي واكدت هذه الاوساط ان المبادرة لم تعد في الملعب اللبناني او حتى الاقليمي والعربي بل اصبحت معلقة على حبال الانكفاء الاميركي عن الملف اللبناني واكتفائه بالتركيز فقط على الملف الامني فيه.

في المقابل فقد كشفت مصادر واسعة الاطلاع في التيار الوطني الحر ان معطيات ووقائع عدة تسمح باعتماد خطاب تفاؤلي ازاء ترشيح العماد عون والذي يبقى الاكثر حظوظا على اكثر من مستوى داخلي وخارجي. واوضحت ان الفراغ الرئاسي لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية وان عواصم القرار الغربية خصوصا قد نقلت أكثر من مناخ يشير الى دعم هذه العواصم للمرشح الذي تتفق عليه الارادات اللبنانية، مؤكدة انه مع اقتراب هذا التوافق فإن العماد عون سيكون المرشح الاكثر تمثيلا لغالبية شرائح المجتمع اللبناني .

من جهة اخرى وجدت المصادر نفسها ان التقدم الذي يسجل على مستوى التحركات والاتصالات السياسية الداخلية في الفترة الماضية، قد فتح هامشا واسعا امام ترسيخ الانطباع لدى «التيار الوطني» كما لدى قوى اخرى، بأن الانتخابات باتت قريبة وان حصول خرق في جدار الاستحقاق لم يعد مستبعدا. واضافت ان الاجواء الاقليمية لا توحي بوجود عوائق امام انتخاب العماد عون وذلك انطلاقا من الاعلان المتكررلدى عواصم المنطقة عن دعمها المرشح الذي يتفق عليه اللبنانيون بعيدا عن اي ضغط او تأثيرات خارجية. وفي السياق نفسه افتت المصادر بأن المناخ الايجابي تجاه الملف الرئاسي يتقاطع مع المواقف الاخيرة لمسؤولي حزب الله مؤكدة ان الحوار في محطته المقبلة سيرسم خارطة طريق للتفاهم الداخلي حول هذا الملف .