IMLebanon

… والبحرين أيضا ضحية السياسة الإيرانية

صرّح رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني بأنّ الدبابات والطائرات لا تحل المشكلة في البحرين.

هذا صحيح، ولكن نقول له: في البحرين كان الشعب متعايشاً على امتداد مئات السنين لا يعرف السنّي من الشيعي والعكس صحيح… والمشكلة بدأت عندما جاء الخميني من باريس الى طهران حاملاً معه مشروعاً واضحاً هو مشروع التشيّع وولاية الفقيه، وبدأ الحديث عن الشيعة وحقوق الشيعة.

هذا الموضوع المذهبي الذي نعيش اليوم أبشع صوره وفي مختلف البلدان العربية والإسلامية حيث يوجد السنّة والشيعة سببه الخميني.

ولا تقتصر القضية على البحرين، وللمناسبة لولا تدخل المملكة العربية السعودية عسكرياً لكانت المجازر مستمرة في البحرين حتى الآن خصوصاً بعد استغلال فريق من الشبان الموتورين بالمذهبية فجرى تدريبهم وتمويلهم وتسليحهم.

ولا يمكن أن يكون استقرار في أي بلد إلاّ بتغليب الحس الوطني والقومي على الموضوع الطائفي والمذهبي.

وندرك أنّ الفرس يكنّون كراهية تاريخية للإسلام والعرب… فهم يعتبرون أنّ لا إسلام إلاّ في الامبراطورية الفارسية.

وما يجري في العراق اليوم هو انتقام من حرب الثماني سنوات مع إيران، ويحضرني هنا قول الخميني عندما وافق على اتفاقية وقف القتال مع العراق: إنني أتجرّع كأس السم! فالاتفاق والوئام في نظره هما بمثابة كأس السم!

ومن نظرة سريعة الى التدخلات الايرانية في البلدان العربية يتضح:

 

البحرين

هذا البلد الوديع، الذي هو مركز للمصارف العربية والعالمية، يعاني اليوم خلافات حادة بين أهله تحت تصنيف سنّي وشيعي.

اليمن

لم نصدّق حصول إنجاز وحدة الشمال والجنوب… وأما اليوم وبفضل الفتنة المذهبية والسلاح وتدريب الحوثيين ومدّهم بالمال والسلاح فقد انعكس الوضع ليس على الشمال والجنوب وحسب، والله يستر أين سيصل التفتيت والتقسيم، والبلد «السعيد» الذي كان الأكثر استقراراً أضحى بلد الهزات والاضطرابات.

 

العراق

على الرغم من أنّ صدّام حسين كان ديكتاتوراً، وارتكب المجازر بحق الأكراد، واستخدم الكيماوي في حلبجة… فاليوم الوضع الذي وصل إليه العراق من اقتتال بين «داعش» والقوات الحكومية، وبين العشائر والميليشيات الشيعية العديدة دفع الناس الى الترحّم على صدّام.

 

سوريا

البلد الذي كان الأكثر استقراراً في العالم العربي، وأذكر أنّه في ثمانينات القرن الماضي جاء رجل أعمال عربي ليمضي ثلاثة أيام في سوريا فبقي 44 يوماً فيها يتنقل خلالها ليلاً ونهاراً في دمشق، وقال لي في حينه إنّه يملك ڤيلا في «كان» ولكنه يتعرّض كل سنة الى السرقة… ويخشى أن يتأخر ليلاً في العودة الى منزله هناك فاستعان بالحراس… بينما هو في سوريا يشعر بالاستقرار والأمان.

فأين سوريا اليوم من سوريا الأمس، وقد غرقت في أتون الحروب وتهجير نصف الشعب وتدمير نصف المدن وتهديم نصف المساكن… ناهيك بمئات ألوف الضحايا؟

نعود الى تصريح لاريجاني فنقول له إنّ دولته هي المسؤولة المباشرة عما يجري، فإذا كان يريد حلاً بكل بساطة فليتوقفوا عن تنفيذ مشروع ولاية الفقيه… ويوقفوا محاولات «التشيّع»… لأنّ الإسلام يرفض أن يكون على هذه الصورة.

عوني الكعكي