IMLebanon

وأخيراً اجتماع وزراء الخارجية العرب  

 

يوم الأحد المقبل سيجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بطلب من المملكة العربية السعودية لبحث تدخّل إيران في الشؤون الداخلية للبلدان العربية. في الحقيقة لقد لفتني هذا الخبر الذي اعتبره أكثر من ضرورة لتتفق الدول العربية في ما بينها وتضع خطة لمواجهة الخطر الايراني الذي يستغل ظروف التركيبة السكانية للعالم العربي ليسرق علم فلسطين ويسرق القضية الفلسطينية ويزايد على جميع الدول العربية، ويعلن أنّه الحريص الوحيد على محاربة “الشيطان الأكبر” أي أميركا و”الشيطان الأصغر” أي إسرائيل.

 

كلام جميل وشعارات أجمل ولكن التنفيذ لا شيء، وهنا لدينا بعض الأسئلة التي تحتاج الى أجوبة:

أولاً- “حزب الله” يحمل السلاح للدفاع عن لبنان وهو مشكور، ولكن عندنا سؤال لماذا لا يكون هذا السلاح من ضمن سلاح الجيش اللبناني؟

ثانياً- جبهة الجولان مفتوحة أمام “فيلق القدس” و”حزب الله” ودول الممانعة والمقاومة.

قتل مصطفى بدر الدين قرب مطار دمشق والنظام السوري المجرم وعد بالرد طبعاً في الوقت الذي يراه مناسباً ولن يسمح لإسرائيل أن تستدرجه!

قتل عماد مغنية القائد التاريخي لـ”حزب الله” ولغاية اليوم لا يزال “حزب الله” يعدنا بأنّه سوف ينتقم له وسوف تدفع إسرائيل الثمن غالياً… روّقوها يا شباب.. السيد لا يمزح واللواء قاسم سليماني رجل جدّي وقد شارك في مراسم دفن القائد التاريخي، وحضن ابنه الذي استشهد في الجولان مع مجموعة من ألوية الحرس الثوري… ولا يهمكم اللواء قاسم سليماني سوف ينتقم ولكن في الوقت المناسب، على فكرة منذ 4 أو 5 سنوات لا نزال ننتظر الوقت المناسب.

ثالثاً- نريد أن نلفت اخواننا وزراء الخارجية العرب الى أنّ هذا الاجتماع هو أهم اجتماع في تاريخ الجامعة بسبب الخطر الحقيقي المتمثل بإيران، وهذا الاجتماع يعقد تحت بند واحد هو محاربة الخطر الإيراني على الدول العربية.

نريد هنا أيضاً أنّ نذكّر الوزراء المحترمين بأنه عندما اتفقت الدول العربية (أعني مصر وسوريا والعراق والسعودية والكويت والأردن والمغرب والجزائر وليبيا) عندما اتفقت في ما بينها بعد نكسة 1967 التي احتلت إسرائيل فيها الجولان السوري وسيناء في مصر وغزة والضفة الغربية التي كانت تحت إدارة الأردن خلال 6 ساعات، شنت تلك الدول حرباً على إسرائيل ووصل الجيش السوري الى بحيرة طبريا والجيش المصري اجتاز “خط بارليڤ” الذي كانت إسرائيل تعتبره خطاً منيعاً لا يمكن اجتيازه… بمعنى أدق أنه عندما يجتمع العرب ويتفقوا فلا توجد قوّة في العالم تستطيع أن تقف أمامهم… وهذا ما حصل إذ عندما حارب العرب عام 1973 إسرائيل لم يحاربوا إسرائيل وحدها بل في الحقيقة كانوا يحاربون أميركا واستطاعوا أن يحققوا انتصاراً عليها.

أخيراً نظن أنّ العرب بعدما سمعوا غير مسؤول إيراني ابتداءً من خامنئي المرشد الروحي للدولة الايرانية الى ما يسمّى برئيس الدولة الايرانية الاسلامية حسن روحاني الى المستشار علي أكبر ولايتي الى عدد كبير من المسؤولين الدينيين والعسكريين والأهم الحرس الثوري بأنهم يسيطرون على اربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، الى جانب التدخل الايراني السافر في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وافتعال الفتنة المذهبية السنية – الشيعية، حان الوقت ليدركوا أنه بعد خراب العراق والبحرين وسوريا واليمن لا بد من وقفة تاريخية ضد المخطط الايراني.

عوني الكعكي