111 إمرأة تقدّمن بترشحهن الى الانتخابات النيابية في لبنان… الرقم في حد ذاته كبير، ولكنه قياساً الى عدد المرشحين الرجال يوازي أكثر بقليل من 10 في المئة، في أي حال هي بادرة طيّبة تثبت أنّ المرأة في لبنان، كما بنات جنسها في العالم، قد خطت خطوة بارزة نحو تثبيت حضورها في المؤسّسات الوطنية الرسمية والخاصة، ولا عودة الى الوراء.
هل هو زمن المرأة؟
إذا تطلعنا الى بلدان العالم من آسيا الى أفريقيا الى أوروبا الى أميركا فأوقيانيا نجد المرأة قد تقدّمت الى أعلى المراكز القيادية، ونذكر على سبيل المثال: تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا (وهي الثانية بعد مرغريت تاتشر).
ايلين جونسون سيريلف انتخبت رئيسة لدولة في 2005 وأعيد انتخابها في 2011 (سنة نيلها جائزة نوبل للسلام).
شيخة حسينة واجد تولّت منصب رئاسة وزراء بنغلادش منذ العام 2009 وسبق لها أن تولّت هذا المنصب في 1996 و2001.
داليا غريباوسكايتي رئيسة جمهورية ليتوانيا في عام 2014 للمرة الثانية على التوالي.
بارك غن هي انتخبت رئيسة لجمهورية كوريا الجنوبية في العام 2013.
ارنا سولزبرغ انتخبت رئيسة لوزراء النرويج في العام 2013.
ميشيل باشيلي أصبحت رئيسة للدولة في تشيلي في العام 2013 للمرة الثانية(…)
هذه عيّنة بسيطة عمّا حفل به العالم من أدوار فاعلة للمرأة في السنوات القليلة الماضية… ولا يفوتنا أن نضيف الى من تقدمت أسماؤهن أعلاه كلاّ من رئيسة جمهورية البرازيل وملكة بريطانيا وملكة هولندا الخ… وخوض هيلاري كلينتون معركة الرئاسة الاميركية وحصولها على نحو عشرة ملايين صوت أكثر من ترامب، ولكنها لم تفز بسبب تعقيدات وخصوصية النظام الأميركي.
وأنا أكتب هذه الكلمات تنتابني غصّة عما آلت إليه حال المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي والقمع الذي تمارسه الدولة العبرية… وأراني أقف بتقدير وإجلال أمام الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي تحوّلت الى أيقونة تلهب مشاعر وحماسة الأجيال كلّها، لشدّة ما تختزن في طواياها (رغم صغر سنها) من وطنية صادقة وعزم على مواجهة الاحتلال، وهي التي أودعها الصلف الاسرائيلي السجون منذ أشهر!
كما لا يفوتني أن أشير الى أنّ إسرائيل زجّت في سجونها منذ العام 1967 وحتى اليوم بنحو 16 ألف مناضلة فلسطينية أمضى بعضهن زهرات أعمارهن تحت صلف الجلاّدين وظلم الصهاينة.
وكم كنّا نستمع بإعجاب الى بعض أمهات الشهداء يصرخن في وجه القامعين: لقد قتلتم ولدي ولكنني سأنجب غيره قريباً… أنتم تقتلون ونحن ننجب المناضلين وستكون الغلبة لنا.
لقد قادتني الى هذه الكلمة حول المرأة ودورها مناسبتان: الأولى التوافق مع يوم المرأة العالمي، ووالثانية إقبال السيّدات على الترشح للانتخابات وبينهن كوكبة من الزميلات الصحافيات الإعلاميات نتمنّى لهنّ وللمرشحات عموماً الحظ بالفوز، كما ندعو المرأة الى التضامن مع بنات جنسها.
وأختم ببيت من قصيدة رائعة لزميلنا الكبير المرحوم رشدي المعلوف التي مطلعها: «ربّي سألتك باسمهنّ»:
«حُبَّ الحياةِ بِـمنّتينِ/ وحُبّهُنَّ بغير مِنّة».
عوني الكعكي