يوم عاودنا إصدار جريدة «الجمهورية» قبل ثماني سنوات، لم نكن نطمح لأن تكون رقماً إضافياً في عالم الصحافة، وإنما قيمة إضافية في فضاء الحرية وسماء الجمهورية.
لم نكن نطمح لأن تكون «الجمهورية» متراساً إضافياً في الاصطفافات والانقسامات السياسية، وإنما درعاً إضافياً للزود عن وطن لم يبخل أبناؤه بدمائهم وأرواحهم في الدفاع عن سيادته وهويته وحريته وكرامة شعبه.
وها هي «الجمهورية» اليوم، لبنانية الهوى والهوية، مئة في المئة، لا حزبية ولا طائفية ولا مذهبية. لا تنحاز لمحور او فريق، صفحاتها مفتوحة بأمانة للرأي والرأي الآخر. لا هم لها الّا الصدقية والموضوعية في كشف الحقيقة وتسليطها الضوء على القضايا والملفات الحساسة، إيماناً منها بأنّ هذا حق مقدس للمواطن.
وها هي «الجمهورية» اليوم، بأقلام أسرتها وأركانها، لا تهادن مرتكباً ولا تساوم متطاولاً. لا تسكت عن ضيم، ولا تبازر على حق أو مبدأ، وإنما تبارز بالعقل والحجة والمنطق.
وها هي «الجمهورية» اليوم لجميع اللبنانيين كما الجمهورية-الوطن لجميع اللبنانيين. ها هي الصوت الصارخ في وجه الحاكم إذا طغى، لأنّ الطغيان جريمة في حق وطن ما تعوّد أن يحيا بلا ديموقراطية وعدالة وحرية.
وها هي تساهم بشفافية في الرقابة على أعمال السلطة، وفي محاسبة من يتجاوز حدود السلطة والتشريعات والقانون.
وها هي «الجمهورية» وجدان الناس بكل معنى الكلمة في التعبير عن آرائهم وآلامهم ومعاناتهم، ومنبر للدفاع عن حقوقهم وقيمهم وطموحاتهم ومستقبلهم.
تتبدّل السياسات وتتغيّر التحالفات، وتغيب وجوه وتأتي وجوه، ولا تدوم سلطة ولا نفوذ مهما تكبّر مَن تكبّر وتجبّر من تجبّر، ولا يبقى إلّا الوطن.