IMLebanon

وقل اعملوا…

 

يثبت الرئيس سعد الحريري، يوماً بعد يوم، أنه رجل دولة من طراز رفيع، إنه يتحمل ما لا يحتمل من أجل لبنان على خطى والده الشهيد الرئيس المرحوم رفيق الحريري.

 

ولم تكن مجرّد مصادفة أن يطلق على حكومته تسمية «حكومة الى العمل»، إذ يجب الإقرار لهذه الحكومة بأنّها تعمل بطاقات كبيرة في محاولة لسدّ الثغرات ووقف الإنهيار وتحقيق الإصلاح الذي لا بدّ منه إذا كان لا بدّ من قيامة لبنان الذي لن تقوم له قائمة إذا لم يلجأ المسؤولون الى تدابير إصلاحية يلتقي الجميع على وصفها بأنها ستكون موجعة، ولكنه أشبه ما يكون بوجع الولادة لوطنٍ لا بدّ له من أن ينفض عنه تراكمات الماضي، ليولد من جديد قادراً على مواجهة تحديات العصر الذي كنّا من رواده، فتقدم الكثيرون في منطقتنا وفي العالم قاطبة، أمّا نحن فبقينا في آخر القافلة.

 

وكما قيل، أمس، وعن حق، فإنّ الرئيس سعد الحريري هو القادر على سدّ الثقوب في المركب اللبناني الذي تتلاطمه الأمواج العاتية، والذي يعرف الجميع، بداهةً، أن غرقه يعني غرق الجميع معه، فلن يبقى عندئذٍ من رابحٍ أو ناجٍ.

 

أمس قال الرئيس الحريري: الإصلاح… ثمّ الإصلاح… ومن ثمّ الإصلاح، وهذا القول ليس مجرّد شعار يرفع فقط للمزايدات، إنما هو مسار لا بدّ منه، وإلاّ فالبلد متجه الى كارثة باعتراف أصدقاء لبنان قبل أعدائه.

 

ومع ذلك فإنّ هناك مَن لا عمل له سوى المزايدات والتشكيك في كل شيء، وهذا نهج بات معروف الغايات والأهداف، والردّ عليه لا يكون بالكلام وحسب إنما بالأعمال أيضاً، خصوصاً بعدم إعطاء المشككين ما يصبون إليه من اهتمام وهم الذين ينفذون أجندات خارجية لا تصب في مصلحة لبنان على الاطلاق.

 

إنّ ورشة العمل التي انطلقت في لبنان يجب ألاّ تتوقف، ذلك أنّ هذا الوطن لم يكن مرّة في حاجة الى العمل الجاد المتواصل كما هو في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه، وفي تقديرنا أنّ اللبنانيين جميعاً مدعوّون الى الإنخراط في هذه الورشة، كلّ من موقعه… الذين في السلطة كما الذين خارجها، الذين في الموالاة كما الذين في المعارضة، بالفعل وبمراقبة الفعل.

 

أمّا من لا يريد أن ينخرط في هذه الورشة فهو حرّ في اتخاذ ما يراه من مواقف، ولكن اللامعقول هو وضع العصي في الدواليب، واختراع الأقاويل والشائعات والأكاذيب فقط تنفيذاً للأجندات الخارجية التي تتربّص شراً بهذا البلد.

 

وأخيراً وليس آخر: إنّ لبنان ما زال، بالرغم من كل شيء، يقدّم النموذج الايجابي لمحيطه بل للعالم أجمع، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة يقطف، أمس بالذات، اختياره «أفضل حاكم مصرف مركزي في العالم العربي»… وهو استحقاق كبير يضاف الى عشرات الاستحقاقات الإقليمية والعالمية التي نالها.

 

إنّ وطناً ينجب هكذا شخصيات يحمل في ذاته بذور قيامته، فقط إذا عرفنا كيف نتعامل مع معطيات العصر!

 

عوني الكعكي