Site icon IMLebanon

وحديث في المثالثةوحديث في المثالثة

 

لن تقبل إيران بأقل من استكمال «دولة حزب الله» في لبنان، «المثالثة» ليست الغاية، هي الوسيلة، أو المحطّة المؤقتة بانتظار نتائج الصراع مع أميركا  في المنطقة، فإيران سبق وأخرجت أميركا من لبنان، وأخرجتها من العراق، والآن تخرجها من سوريا فيما الغباء الأميركي يُكرّر نفسه منذ العام 1983 وحتى اليوم.

 

قليل من مراجعة الواقع اللبناني منذ العام 1990 بُعيْد إقرار اتفاق الطائف تؤكّد للباحث أنّ «المثالثة» أُسّس لها منذ ذلك الوقت، أكثر من ذلك، نقول إنّ المثالثة أسّس لها منذ انقلاب 6 شباط العام 1984 لكنّها لم تتظهّر إلا منذ العام 1993، منذ السيّئة الذِّكر «الترويكا» التي كرّست وضع مؤسسات الدولة «ع جنب» من دون شكّ لعب الاحتلال السوري الدور الأبرز في تكريس مثالثة الترويكا عن سابق تصوّر وتصميم، والمخاوف والتوجّس من جرّ لبنان إلى مجلس تأسيسي ينقله إلى المثالثة والسعي لفرضها بنصّ الدّستور مخاوف محقّة، لأنّ المثالثة خرجت من طور الاستتار إلى طور العلن الذي يمعن في إزهاق روح لبنان، خصوصاً وأنّ هذه المثالثة تختطف لبنان منذ تواطأت الدولة اللبنانية على نفسها مع نظام الاحتلال السوري ولم تنفّذ اتفاق الطائف فسمحت بتعطيله ووضعه على الرفّ وكأنّه لم يكن!

 

تغيير هويّة لبنان قائم على قدم وساق منذ العام 1982 منذ ولادة حزب الله، و»المثالثة» ليست نهاية المطاف للسّاعين إليها، هويّة لبنان العربيّة «معطّلة» وفي طريقها إلى الزوال، عملية إلغاء هذه الهويّة بدأت على نار هادئة منذ البيان التأسيسي الأول لحزب الله، لقد طردتهم إيران من لبنان وسوريا وقبلها من العراق، وتسعى بإصرار لإخراجهم من البحرين ومن اليمن ومن الكويت أيضاً، وحتى إن أخرجت ظاهراً من سوريا فقد أنجزت بنية وجودها التحتيّة والعقديّة ونشرت تشيّعها فيها وقضي الأمر!

 

الخوف الحقيقي من هذا التلهّي اللبناني بالتجاذبات السياسيّة اليوميّة فالفرقاء منشغلين هذه الأيام بصراخ الحرب على الفساد، فهذا يخرج علينا بملف وذاك يخرج علينا بآخر، وتشتيت انتباه اللبنانيين يُنفّذ بعناية تامّة لأنّ الفراغ السياسي «يصنع المعجزات»!