IMLebanon

«وأنت إبن مين يا جبران؟!»

 

وجّه رئيس التيّار العوني ووزير الخارجية جبران باسيل تحذيراً إلى رئيس الحكومة تمام سلام وقال: «أريد أن أقول لنجل الرئيس صائب سلام، الذي عليه أن يتنبّه جيدا للخطر الكبير حينما يقول لنا ان الحكومة – وهو رئيسها – ان ميثاقيتها تستقيم بستة في المئة من مكوّن أساسي في البلد»، وأشار في تحذيره إلى أنه عندما «يقبل نجل صائب سلام أن يسير بحكومة ممثّلة لستة في المئة من المسيحيين، فهو يُسقط عن بعض اللبنانيين القناعة المشتركة لمفهومنا بالبلد».

نودّ التذكير أن الرئيس تمام صائب سلام عُرف بشجاعته، ومواقفه الجريئة، وصراحته في التعبير، وتشديده على ثوابت العيش المشترك، والنظام الديمقراطي البرلماني، ودولة القانون والمؤسسات.

ونودّ التذكير أيضاً بأن إبن بيروت تمّام سلام رفض الترشّح للإنتخابات النيابية عام 1992، التي كانت أولى إنتخابات نيابية في عهد الرئيس الراحل إلياس الهراوي، وذلك تضامناً مع الأغلبيّة الساحقة من المسيحيين المُقاطعين والرافضين لها، رُغم الضغوط التي تعرّض لها من أجهزة النظام السوري، وعلى رأسهم العميد رستم غزالة الذي زاره مع وفد سوري في دارة المصيطبة في محاولة لاستمالته وإغرائه وإقناعه، وربما تهديده.

الزيارة حصلت في دارة العزّ والأصالة التي بُنيت مداميكها عام 1845، دارة جدّه سليم علي سلام (أبو علي) حيث عُقد «مؤتمر الساحل» للنظر في المسألة اللبنانية ومصير المنطقة عام 1936.. وهي دارة والده أحد مؤسّسي دولة الإستقلال، الزعيم اللبناني صائب سلام، الدارة التي تحوّلت عام 1943 إلى مقر مؤقت للمجلس النيابي، وتألّفت فيها حكومة استقلالية احتياطية، وفيها رُسم العلم اللبناني… ومنها أطلق «أبو تمام» شعار ومبدأ «لبنان لا يُحلّق إلا بجناحيه المسلم والمسيحي».

ومع ذلك لم يتزحزح تمام سلام عن موقفه قيد أنملة، ورفض المشاركة في الإنتخابات إلا إذا شاركت فيها القوى المسيحية، ودفع الثمن غالياً من اضطهاد وحصار ومضايقات وبقاء خارج السلطة لمدة أربعة سنوات!!

تُحاول بعض القوى عبثأً استدراج الرئيس تمام سلام إلى معارك طائفية وأخرى مذهبيّة، ويُحاولون إلصاق التُهم به لجهة الاستئثار بالسُلطة، وتغييب دور المسيحيين، بينما ذنب الرجل الحامل لكرة النار، أنه يستميت في الحفاظ على ما تبقّى من دستور ومؤسسات ودولة ووطن.

لسنا الجهة الصالحة لاستعراض مواقف الرئيس تمام سلام، وهو ليس بحاجة للدفاع عنه وعن مواقفه، ذلك لأن أفعاله تدلّ على نُبل معدنه وأصالته، والتاريخ حتماً سيُنصف من هو في وضع وموضع لا يُشابه وضع أو موضع أي مسؤول لبناني منذ نشأة لبنان!!

للحقيقة، وللأسف.. ما أفصح ما تكون جماعة «أنا أو لا أحد» حين تُحاضر بـ «الميثاقيّة»!

إبن صائب سلام معروف «على رأس السطح»… لكنك إبن من أنت يا معالي المحظوظ؟! أنت يا جبران جورج باسيل «إبن البارحة والصُدفة البحتة» ونتاج مُحاصصة المصاهرة، و«السلبطة» وفرض الأمر الواقع ..

وعندما كان إبن صائب سلام يُدافع عن الميثاق الوطني وعن العيش المشترك عام 1992 ويعاني ما يٌعانيه، كنت يا إبن الباسيل على مقاعد الدراسة..!

نصيحة لوجه الله تعالى يا رئيس التيّار «الوطني! الحرّ!»، استوعب باكراً معنى «رحم الله امرءاً عرف حدّه فوقف عنده» قبل أن يجرفك التيّار، وافهم جيداً معنى «رحم الله امرءا عرف قدر نفسه» كي تعرف حجمك الحقيقي. وأخيراً فلتنتبه إلى المثل الشعبي القائل «الجمل لو بيشوف حردبته، كان بيوقع وبيفكّ رقبته»!!