ان تتصاعد “حرب التخوين وصواريخها” ضد بكركي وسيدها البطريرك مار بشارة بطرس #الراعي منذ ظهر الأحد بلا هوادة، وبلا أي “ردع”، وفي تنافس حار مع “حرب المشاغلة” الجارية في الجنوب، لمجرد ان البطريرك الماروني اقتبس على خطى اسلافه ما ورده من معاناة جنوبيين في المناطق الحدودية، فهذا يعني امرين متلازمين: الأول ان البطريرك وضع يده تماما على نقطة الوجع الجنوبي الحقيقي والوطني عموما لا سيما لجهة رفع صوته حيال مصادرة قرار الدولة وقرار اللبنانيين عموما في مسائل الحرب والسلم والتفرد بهما والتعريض بأمن لبنان عبر ربطه بالساحات والميادين الأخرى. والثاني ان حملة مقذعة شعواء تبلغ حدود اللعب بنار الفتنة من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي للتعريض الشخصي المقيت بمقام روحي ديني وبشخص البطريرك الراعي لا يعقل التسليم بانها مجرد انفعالات فالتة خصوصا ان “الجيوش الإلكترونية” و”الذباب الإلكتروني” المندفعين في حملة الشتم والهبوط والاتهامات الهابطة يكادون يوقّعون “إبداعاتهم” الصادرة عن غرف عمليات تنظيمية نظامية معروفة بادبياتها “الممانعة” على رؤوس الأشهاد بلا أي حرج ! فهل نشهد في الساعات المقبلة من يعيد النصاب الى عقلنة الرؤوس الحامية و”ضب” الذباب الإلكتروني وردعه ؟ ام ان الاستخفاف بهذا اللعب بالنار هو متعمد لاهداف مبيتة خبيثة ؟
هذه “الحرب الرديفة ” التي نقلت الانشداد من الجنوب الى الداخل اثارت عاصفة ردود ساخطة ومستنكرة ودفعت المركز الكاثوليكي للاعلام إلى اصدار ردّ دعا فيه “جميع الذين علقوا على نقل غبطة البطريرك الراعي شكوى المواطنين وعلى سوى ذلك من مواقفه المعبرة عن ألمٍ وطني عارم، أن يسألوا أنفسهم، وسائر المعنيين، عن أسباب ارتفاع صوت البطريرك”. وأضاف ” إن ارتفاع صوت البطريرك هو تشخيص صادق لواقع وطني قاتم تقع مسؤولية تفاقم أخطاره على جميع القوى اللبنانية، وبخاصة المقتدرة منها على التحكم بالموازين والقرارات وبالخيارات”.
ولفت الى “إن أولى مسؤوليات البطريرك وواجباته وأمانته لثوابت الوحدة الوطنية وللبنان لوطن الرسالة هي رفع الصوت في سبيل تقويم الاعوجاج المتمادي في الشأن الوطني، إنه اعوجاج يعمق الخلل في التوازن الوطني، على مستويات تغيير هوية الأرض والإستيلاء عليها بأساليب متعددة… وقد توّج مسار الأعوجاج وانعدام التوازن الوطني بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ ما يقارب سنة ونصف السنة، ومعروفة هي الجهات التي تماطل وتؤجل وتعطل فلتختصر هذه الجهات وسواها طريق المماحكات والجدل العقيم بالذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس للجمهورية”.
كما برز في ردود الفعل موقف كتلة “تجدد” التي اعتبرت “أن القائمين على هذه الحملة المبرمجة والمحرضين عليها، يساهمون بتقويض أسس العيش المشترك والشراكة بين اللبنانيين، عبر استعمال خطاب التخوين والتعرض للكرامات، متوهمين القدرة على فرض الرأي الواحد على شركائهم في الوطن. ونبهت “الممانعة التي ترعى هذه الحملة إلى محاذير التعرض للمرجعيات الدينية والوطنية، لاسيما بكركي التي لعبت دوراً محورياً في تأسيس لبنان الكبير بنظامه الديموقراطي القائم على الحريات، إلى أن هذا الوطن دائماً ما يلفظ مشاريع الغلبة والاستقواء وفائض القوة، ونلفت إلى أن ما قاله البطريرك الراعي، يعبر عن أغلبية لبنانية رافضة للحرب، وللتعدي على سيادة الدولة في قرار السلم والحرب”.
“المفاوضات”… والتهديدات
بالعودة الى المشهد السياسي “الاخر”، وفي حين تتراكم المؤشرات المثيرة للقلق حيال تصعيد المواجهات الميدانية على الحدود الجنوبية مع #إسرائيل، يبدو ان هذا الوضع لن يكون بعيدا ابدا عن التحرك الذي سيشرع به اليوم سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية اللبنانية وهي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. وسيقوم السفراء الخمسة بتدشين تحركهم المحلي بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري فيما يتوقع ان يستكمل بلقاءات مع رئيس الحكومة والقيادات السياسية. واذا كان أساس الجولة سيتركز كما بات معروفا على الدفع نحو تحريك الجهود لانتخاب رئيس الجمهورية، فان ما توافر من معطيات حول التحرك يؤكد ان السفراء سيقاربون أيضا الاخطار التي تهب على لبنان من مواجهات الجنوب بين إسرائيل و”#حزب الله” من زاوية التحذير من جدية احتمالات توسع الحرب.
ولعل ما استرعى اهتمام المعنيين برصد المواقف من تطورات الجنوب امس تركيز وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب العائد لتوه من نيويورك على مطالبة لبنان بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وقد اكد بوحبيب في هذا السياق أن “وقف القتال في #جنوب لبنان صعب بسبب التهديدات الإسرائيلية المستمرة”. وطالب “بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وترسيم الحدود مع إسرائيل”. وأضاف “يمكن لإسرائيل بناء جدار على الحدود مع لبنان بعد ترسيم الحدود”، مشيرًا إلى أن “إذا توقف إطلاق النار في غزة سيتوقف التصعيد في جنوب لبنان”. وتابع “يجب أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ثم البدء بترسيم الحدود”، قائلًا: “نطالب بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لحل النقاط الخلافية”.
وإجتمع امس رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي مع بوحبيب، وبحث معه نتائج الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي في نيويورك على المستوى الوزاري. وأطلع من بو حبيب على الاجتماعات واللقاءات التي عقدها وابرزها مع الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقال وزير الخارجية “ابلغت المجتمعين ان هناك فرصة تاريخية لهدوء مستدام على حدود لبنان الجنوبية. فلبنان لا يريد الحرب، ولم يسع يوماً، أو يسعى اليوم اليها”. وشدد على “إن رؤية لبنان من اجل تحقيق الامن والاستقرار المستدام في جنوب لبنان تقوم على التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة”.
اما على الصعيد الميداني فعكست البيانات التي اصدرها “حزب الله” امس تكثيفا لافتا في عملياته التي قاربت 12 عملية ضد المواقع والتجمعات الإسرائيلية المقابلة. واعلن انه إستهدف تباعا سلسلة مواقع وتجمعات لجنود إسرائيليين خلف موقع جل العلام بصاروخ “فلق”، وتجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة ميتات وقلعة هونين وتجمعا للجنود في محيط ثكنة زرعيت، وثكنة برانيت، وموقع المطلة، وتجمعا للجنود في محيط ثكنة ميتات، وتجمعا للجنود في قلعة هونين، وثكنة برانيت بصاروخي “فلق”، وتجمعا للجنود في موقع السماقة، وتجمع للجنود في تلة الطيحات، وانتشارا للجنود في محيط نقطة الجرداح بصواريخ “بركان”.
ونعى الحزب اثنين من مقاتليه هما حسين فاضل عواضة وحسين خليل هاشم .
من جانبها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي جراء سقوط صواريخ بركان على ثكنة برانيت بالجليل الغربي، فيما تعرضت أطراف عيتا الشعب لقصف مدفعي اسرائيلي. كما استهدف الجيش الاسرائيلي تلة العزية من جهة كفركلا وديرميماس وايضا اطراف مروحين. وتعرضت منطقة الضهور في بلدة كفركلا لقصف بالقذائف الفوسفورية. وسقطت قذائف في خراج سردا قرب برج تابع للجيش. وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية بعد الظهر سلسلة غارات مستهدفة اطراف بلدة يارون.
ومساء أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن “الجيش الإسرائيلي سيتحرك قريبا جدا في الشمال عند الحدود مع لبنان”، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وأشار الى انه “ابلغ الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال”. وقال: “سيتحركون قريبا جدا، إذ سيتم تعزيز القوات في الشمال”، مشيرا إلى أن “جنود الاحتياط سيتركون مواقعهم استعدادا لهذه العمليات المستقبلية”.