IMLebanon

النهار: رسالة الذكرى الـ19: استنهاض الحريريّين… نصرالله يوجّه منصّاته إلى خصومه والـ1701

 

على رغم مرور 19 عاما على ذكرى #14 شباط 2005 تاريخ اغتيال الرئيس #الشهيد رفيق الحريري، لا تزال هذه المحطة حمالة حدث داخلي يتشابك عنده الإرث الدموي والسياسي الذي تركته “حرب الاغتيالات” من جهة والحاضر المثقل بأزمات لبنان السياسية والأمنية والاقتصادية وأحدثها واخطرها راهنا المواجهات الجارية في الجنوب منذرة في كل لحظة باتساع خطر الحرب المدمرة. ذلك ان الاستعدادات اكتملت في الساعات الأخيرة لتحويل الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال مؤسس الحريرية محطة “استعادة” واثبات حضور قوي لـ”تيار المستقبل” بحيث تشكل المؤشر القوي لتحفيز زعيم التيار الرئيس #سعد الحريري على العودة عن قرار العزوف عن العمل السياسي والوطني. وحتى مع التحسب لاحتمال طقس ماطر اليوم، فان الاستعدادات التي شهدتها بيروت وطرابلس وعكار والبقاعان الأوسط والغربي توحي بان ضريح الحريري ورفاقه سيزنره اليوم حشد كبير يحمل من الدلالات ويطلق من الرسائل ما يكفي برسم الجميع حيال استنهاض الحالة الشعبية للحريريين وزعيمهم. وإذ استبعد ان يلقي الرئيس سعد الحريري كلمة مسهبة امام المحتشدين، فان المرتقب ان يرد الحريري التحية لجمهوره في كلام يطلقه بعد الاحتفال، من بيت الوسط في لقاء إعلامي غير مطول يطلق خلاله بعض الإيضاحات المتوقعة حيال ما بعد هذه المحطة .

 

اما لقاءات بيت الوسط امس فافتتحتها السفيرة الأميركية #ليزا جونسون، التي قالت لدى مغادرتها بعد 45 دقيقة من لقائها الاول مع الرئيس الحريري: “كان اللقاء ممتازًا”. واستقبل الحريري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف #دريان وعرض معه لآخر المستجدات، قبل أن يتحوّل اللقاء إلى موسّع، ضم مفتي المناطق وأعضاء المجلس الشرعي. كما التقى ايضا السفير المصري والسفير الروسي، ومن زواره أيضا النائب الان عون. اما اللقاء الأبرز فكان في زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مساء وعقده لقاء مع الحريري استكمل الى مائدة العشاء في بيت الوسط. ورفضت أوساط معنية اسباغ أي دلالات تتصل بتفسير اللقاء كأنه دعم من الحريري لفرنجية في معركة الرئاسة، لافتة الى عرى العلاقات المتينة التي تربط الزعيمين. وفي هذا السياق جاء اللقاء طبيعيا ومنتظرا. ولوحظ في هذا السياق ان وفدا من “اللقاء الديموقراطي ” والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب #تيمور جنبلاط، زار ضريح الحريري ورفاقه مساء امس ولم تعقبه زيارة الوفد لبيت الوسط. اما لقاء الحريري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري فحدد غدا الخميس.

 

نصرالله

 

في غضون ذلك، لم تحجب الاستعدادات لمحطة 14 شباط عن التطورات الميدانية المتواصلة في الجنوب والتي شكلت محور الكلمة المطولة التي القاها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس في مناسبة “يوم الجريح” لدى الحزب. وبرزت سمة لافتة في الكلمة تمثلت في استعادة نصرالله النبرة الحادة حيال الافرقاء والقوى المناهضين للحرب التي يخوضها الحزب علما انه كان يتجنب هذا الجانب في خطبه السابقة منذ فتح حزبه المواجهات مع إسرائيل في 8 تشرين الأول الماضي. كما كانت السمة الأخرى لكلمته، حملته على القرار الاممي 1701 و”توجيهه” للسلطة اللبنانية بوجوب وضع شروط جديدة حيال تنفيذ هذا القرار . وعاد نصرالله الى تبرير المواجهات بان “ما نقوم به في جبهتنا اللبنانية هو مسؤولية وطنية، ومنسجمون مع انسانيتنا ومع قيمنا الأخلاقية ومع مسؤوليتنا الشرعية والدينية” ، واعتبر ان “إسرائيل القوية تشكل خطرا على المنطقة. واسرائيل المردوعة، كما حصل بعد 2006 الى اليوم، هي التي يمكن ان يحد من خطرها على لبنان وعلى دول المنطقة وشعوبها”. وهاجم خصوم الحزب ورافضي الحرب قائلا :”المشكلة هي في اعتبار البعض أن لا جدوى مما نقوم به في الجبهة اللبنانية وهذا أمر كارثي. وهناك أطراف لها أحكام مسبقة أيا تكن الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه إنجاز وهمي”. أضاف: “في الجلسات الداخلية هؤلاء الذين لديهم مواقف مسبقة يعترفون بالانجازت لكن علناً لا يقرون. ورغم هزيمة المقاومة لجيش الاحتلال الذي لا يقهر فان البعض يجادل بجدوى المقاومة. هذه الفئة التي تدعي أن “القانون الدولي يحمينا” وتجادل في جدوى المقاومة “ميؤوس منها”. وتحدث عن “جو كبير من التهويل في لبنان يشارك فيه سياسيون وشخصيات يرقى إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة وهناك أطراف في لبنان تهوّل على أهل الجنوب ببدء الحرب”. وشدد على “وجوب ان نحرص ألا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية وهذا الأمر من مصلحة اسرائيل وليس من مصلحة الوطن والكرامة الوطنية”. واعلن انه “حتى شن الحرب لن يوقف الجبهة في الجنوب ولبنان في موقع القوي ومن يفرض الشروط والعدو هو المأزوم وإذا نفذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا ومن يهددنا بالتوسعة أقول له نحن نوسّع ومن يظن للحظة واحدة أن المقاومة في لبنان تشعر بالخوف والارتباك هو مخطىء”. ولفت تطرقه الى تفاصيل تقنية منها وصفه للهاتف الخليوي بانه “عميل قاتل يقدم معلومات دقيقة مجانية للعدو” داعيا الجنوبيين الى عدم استعماله في هذه الفترة.

 

#نواب المعارضة

 

في المقابل، اصدرت لجنة المتابعة المنبثقة عن كتل تحالف التغيير والتجدد والكتائب والجمهورية القوية بالإضافة الى النائب بلال الحشيمي بيانا، اكد عبره نواب قوى المعارضة “رفضهم لاستمرار حزب الله في مصادرة قرار الحرب والسلم وتقرير مصير اللبنانيين والتحكم بأمنهم والتفاوض باسمهم من خلال تغييب الدولة ومؤسساتها بدءاً بإرساء الفراغ في رئاسة الجمهورية وصولاً الى اخضاع حكومة تصريف الأعمال بالكامل لإرادته، وهي لا تحظى بثقة المجلس النيابي الحالي”. ولاحظوا ان “هذه الحكومة جيّرت قرارها وسيادتها الى إيران، حيث وصل بها الامر بالسماح لوزير خارجية تلك الدولة بإطلاق مواقف سياسية اقليمية تضع لبنان في دائرة الخطر. كما يلفتون الى ان لا صلاحية دستورية لرئيس المجلس النيابي ليفاوض باسم الدولة اللبنانية حيث ان هذه الصلاحية محفوظة حصراً لرئيس الجمهورية، بالتالي حصر حركة الموفدين الدوليين بفريق واحد يتحكم بمفاصل الدولة خلافا للدستور”.وشددوا على التطبيق الجدي والحقيقي للقرار 1701 بكامل مندرجاته وترسيم كامل الحدود البرية جنوبا وشمالا وشرقا وتعزيز انتشار الجيش اللبناني حصرا بالتعاون مع قوات اليونيفيل”. كما اكدوا “تمسكهم بموقفهم المتعلق بالخيار الرئاسي الوسطي وبالتقاطع والتصويت للوزير السابق #جهاد ازعور، في ظل اصرار الفريق الاخر على فرض مرشحه رغما عن ارادة غالبية اللبنانيين، رافضا ملاقاة الخطوة التي قام بها نواب قوى المعارضة بتنازلهم عن خياراهم الرئاسي افساحا في المجال لملء الشغور في رئاسة الجمهورية”.

 

ولعلّ المفارقة انه فيما كان نصرالله يحمل على القرار 1701، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يؤكد مجددا التزام القرار. وأشار الى انه سيعقد “الكثير من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين من بينها مع اموس هوكشتاين، لمعرفة اين اصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار”.أضاف: “نحن مع تطبيق القرار ١٧٠١ كاملا ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات. نحن اليوم امام خيارين، إما الاستقرار الدائم الذي يشكل افادة للجميع واما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الاطراف”. وعن المبادرة الفرنسية قال: “نحن نقدر المساعي الفرنسية لدعم لبنان، ولكننا لم نتبلغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، بل ورقة افكار طلبوا الاجابة عليها”.

 

وفي اطار التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية في لبنان اعلن امس في القاهرة انه “في اطار الجهود المصرية لحلحلة الازمة اللبنانية استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان”. وأدرج الاجتماع في اطار “المساعي المستمرة والتنسيق الدائم وتبادل الرؤى لإيجاد حلول توافقية للتحديات التي يواجهها لبنان”.

 

واوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير شكري استعرض موقف مصر القائم على تشجيع الأطراف اللبنانية على اختيار رئيس الجمهورية، ثم تشكيل حكومة قادرة على الاضطلاع بمهامها، وترحيب مصر بخطوات التجديد لقائد الجيش اللبناني، وقائد قوى الأمن الداخلي، وتعيين رئيس أركان للجيش. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الإطار الدستوري للبنان.