Site icon IMLebanon

النهار: المبادرات الخارجية “عالقة” وحرب التهديدات إلى الذروة

 

لم يكن مستغرباً التصعيد الميداني ولا تصاعد تبادل التهديدات بين إسرائيل و”حزب الله” امس عقب تداعيات مجزرة النبطية وردود الحزب عليها في حين لم تتوقع الأوساط الديبلوماسية المعنية بالجهود الغربية المتواصلة لتبريد الجبهة في جنوب لبنان أي معالم جدية وشيكة من شأنها التخفيف من احتدام الجبهة. ذلك ان الأسبوع الأخير اتسم بتجميد كل ما يمت بصلة الى التحركين الفرنسي والأميركي حيال محاولات تبريد الجبهة الجنوبية ولو ان الفرنسيين واصلوا تعميم الانطباعات عن ان المقترحات التي قدمتها الديبلوماسية الفرنسية الى كل من إسرائيل ولبنان لم تلق الرفض ولو انها لم تنل الموافقات بعد. وحذرت الأوساط المعنية في هذا السياق من ان فترة تعليق المشاورات والجهود الديبلوماسية ان طالت قد تشكل مؤشرا مقلقا لجهة تسليم الدول المعنية، ومنها الولايات المتحدة وفرنسا تحديدا، بعبثية تحريك مبادراتهما ما دامت الأجوبة اللبنانية على الوساطات تدور في دوامة رفض من “حزب الله” تحت عنوان وقف الحرب في #غزة أولا وقبل أي تفاوض وكلام متكرر من السلطة الرسمية اللبنانية يزعم التمسك بالقرارات الدولية ولا يقيم عمليا أي تمايز بين موقف الدولة وموقف “حزب الله”. ومن هنا استبعدت الأوساط ان يكون كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون امن الطاقة آموس #هوكشتاين في وارد العودة قريبا لاستئناف تحركه بين إسرائيل ولبنان ولو ان واشنطن تبدي رغبة متعاظمة في تحريك وساطة هوكشتاين في اسرع وقت. وفي هذا السياق جاء لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي امس مع هوكشتاين في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد في ألمانيا في اليومين الماضيين . وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة انه جرى خلال الاجتماع البحث في التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الجنوبية وإعادة تأكيد الحاجة إلى حل ديبلوماسي دائم يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم وعودة النازحين إلى قراهم .

 

وكان ميقاتي ألقى كلمة لبنان في المؤتمر مؤكدا فيها “أن لبنان سيظل ملتزماً بكل قرارات الأمم المتحدة، وأن على إسرائيل أن تطبق هذه القرارات وتوقف عدوانها على الجنوب وانتهاكاتها السيادة اللبنانية وتنسحب من كل الأراضي اللبنانية المحتلة”. وقال أنه “بينما يشدد لبنان على ضرورة الاستقرار في المنطقة ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، نجد إسرائيل مستمرة في عدوانها، مما يدفعنا إلى السؤال عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان المتمادي”.

 

وفي اطار المواقف السياسية البارزة أيضا من تطورات الجنوب شدّد رئيس حزب “#القوات اللبنانية” سمير #جعجع  على ضرورة تطبيق #القرار 1701 “بغية تجنيب لبنان خطر اندلاع حرب كبيرة على حدوده الجنوبية”. وجدد جعجع خلال استقباله السفير الروسي الكسندر روداكوف التأكيد “أن ما يحدث في غزة أمرٌ غير مقبول على الإطلاق، والحل الوحيد يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة”، وسأل “بماذا يساعد “حزب الله” الفلسطينيين في غزة؟ وهل يمكن أن يحدث فيها أكثر مما حدث إلى الآن؟ وما الذي أنتجته عملياته عبر الحدود سوى تعريض لبنان وشعبه للدمار والموت؟”.

 

#نصرالله والجبهة

في غضون ذلك جاء رد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في احتفال “القادة الشهداء” الذي أقامه الحزب في “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية على مجزرة النبطية برفع شعار “ثمن الدماء سيكون دماء”. ولفت إلى أنّ “العدوان هذا تطوّر ويجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين ونعتقد أن ما حصل أمر متعمّد، ولو كان يريد استهداف المقاومين كان باستطاعته تجنب قتل المدنيين.. وحين يصل الأمر إلى المدنيين، بالنسبة لنا هذا الأمر له حساسية خاصة”، موضحًا “أننا قلنا دائمًا بأننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين، رغم أن ذلك من التضحيات، ويجب أن يفهم العدو أنّه ذهب بهذا الأمر بعيدًا، والأمر لا علاقة له بالمسافة، وأمام استهداف المدنيين، أريد أن أقول إن هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف، لأنّه منذ 7 تشرين الأول، كل الضغوط في العالم وكل الاتصالات مع الدولة أو معنا، كانت تهدف إلى عدم فتح الجبهة، وحين فُتحت كان هدف الضغوط أن تقف”. واعلن أنّ “الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعًا وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك”، مؤكدًا أنّ “هذا الأمر لا يمكن أن يترك”، مشددًا على أنّ “نساءنا واطفالنا الذين قتلوا سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً”، موضحًا أنّ “ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع واجهزة تجسس وآليات وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى ويمس بمدنيينا وخصوصا بنسائنا واطفالنا”. وأكّد أنّه “للتذكير هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات”.

 

وكان لافتاً أن تهديدات نصرالله تزامنت مع إعلان الجيش الاسرائيلي أنّ لواء غولاني بدأ يرفع جاهزيّته هذا الأسبوع، تزامناً مع تدريبات جنود اللواءين 146 و210 في الشمال. كما ان وزير الخارجية الإسرائيلي هدد “بانه اذا لم يتم إيجاد حلّ ديبلوماسيّ فسنضطر لإبعاد حزب الله عن حدودنا”، مضيفاً “على العالم أن يضغط على إيران وحزب الله للانسحاب من جنوب لبنان” .

وبدوره وزير الأمن القومي الإسرائيلي قال “الإرهابيون لا يفهمون إلا لغة القوة ويجب أن ندمّرهم”، مهدّداً بأن “ما يحدث في غزة يجب أن يحدث في لبنان أيضاً”.

 

وعلى الصعيد الميداني شنت الطائرات الاسرائيلية غارة استهدفت واد بين بلدتي ياطر وبيت ليف. كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدات القنطرة ودير سريان ومحيط وادي السلوقي وادت الغارة على منزل في بلدة القنطرة الى سقوط ثلاثة عناصر من حركة “امل”، وعملت فرق الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية على سحب الجثث ونقلها الى المستشفيات في المنطقة. كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على دير سريان – الطيبة، وبين القنطرة وقبريخا. واعلن الدفاع المدني ان عناصره تمكنوا وبعد مواصلة عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع المبنى المدمر في النبطية التحتا اثر غارة جوية إسرائيلية، من انتشال جثامين الشهداء الاحد عشر الذين سقطوا نتيجة الغارة .

 

في المقابل اعلن “حزب الله” في بياناته امس استهداف موقع ‏رويسات العلم وموقع ‏زبدين في مزارع شبعا ومجموعة من ‏الجنود الاسرائيليين تتمركز في ‏موقع راميا بالأسلحة المناسبة “وأصابوها إصابة مباشرة وأوقعوا أفرادها بين ‏قتيل وجريح” كما استهدف انتشارا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة دوفيف . ونعى الحزب خالد محمد التامر .