Site icon IMLebanon

النهار: تحرُّك متجدّد لسفراء الخماسية على نار الجنوب

 

تطوّر ميداني جديد في مسار المواجهات المتصاعدة والمتسعة تباعا بين #إسرائيل و”#حزب الله”، أقدمت عليه إسرائيل عصر امس بتوسيع استهدافاتها الجوية الى #الغازية جنوب #صيدا، في سابقة إضافية بعدما كانت قبل اكثر من أسبوعين وسعت اطار الاغتيالات الى ساحل الشوف الجنوبي. ومع ان واقع الجبهة الجنوبية لا يوحي بتبدلات كبيرة بعد على النحو المثير للقلق من انفجار حرب واسعة، اقله وفق معظم التقديرات الديبلوماسية والميدانية سواء بسواء، فان وتيرة المخاوف ارتفعت بإزاء اصطدام مشروع التسوية او الهدنة في غزة بتعقيدات وصفت بانها أعطبت الوساطات التي تتولاها قطر خصوصا بما يعني ان الأنظار ستبقى ترصد تداعيات هذا التعثر على الجبهة الجنوبية إسوة بغزة. ولاحظت أوساط معنية في هذا السياق ان الخطاب الديبلوماسي الغالب المتصل بحرب غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بات يربط تلقائيا مصير الثانية بتطورات الأولى، بما يعتبر تطورا خطيرا بالنسبة الى لبنان في وقت لا تبدو معه أي معالم مريحة لتحركات ديبلوماسية فعالة من شأنها ان تلجم اندفاعات التصعيد واتساع المواجهات الى الحد الكافي الذي يضمن عدم سقوط لبنان في لحظة ما في كارثة انفجار حرب واسعة. وأشارت هذه الأوساط الى ان الجهات الرسمية اللبنانية لم تتلق أي اشعار رسمي حيال أي تحرك جديد للموفد الأميركي اموس هوكشتاين في اتجاه تبريد الجبهة الجنوبية ولو ان معلومات ترددت عن زيارة جديدة سيقوم بها في قابل الأيام لإسرائيل ولا تشمل لبنان .

 

في هذا السياق عكس التواصل الفرنسي المصري ارتفاع منسوب المخاوف على انزلاق لبنان نحو حرب واسعة. اذ أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله “ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة”. وكشف بيان قصر الاليزيه أنّ الرئيسين تناولا الوضع في غزة والتنسيق الجاري بين البلدين حول الوضع الانساني. واشاد ماكرون بالتعاون الطبّي الوثيق والممتاز بين باريس والقاهرة، معرباً عن تصميم بلاده على مواصلة هذا العمل للاستجابة الى الحاجات الانسانيّة للفلسطينيّين.  كما شدّد الرئيسان على ضرورة التوصل الى وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن.

 

غير انه وسط هذه الأجواء بدا ان ثمة ما عاد ليتحرك على خط ازمة الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق، أفادت المعلومات ان اجتماعا سيعقد في الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلثاء في قصر الصنوبر، يجمع سفراء المجموعة الدولية الخماسية المعنية بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. ومن شأن هذا الاجتماع ان يشكل استكمالا للتحرك الذي باشره السفراء الخمسة مجتمعين بدءا بزيارتهم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي ظل تبادلهم للمعطيات التي أعقبت تلك الزيارة ربما يبرز جديد ما في شأن تحركهم المقبل محليا.

 

الغارات

اما وقائع التطورات الميدانية امس فكان اخطرها تنفيذ الطيران الاسرائيلي غارتين على منطقة الغازية جنوب مدينة صيدا للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب على الحدود الجنوبية، فيما شوهدت اعمدة الدخان تغطي سماء المنطقة. وتردد صوت الغارتين في ارجاء مدينة صيدا ومخيماتها، مما اثار حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين، بعدما تخطت الضربات الاسرائيلية مؤخرا الحدود الجنوبية. وطاولت الغارتان على الغازية منطقة صناعية سكنية ودمرتا معملا لصناعة الحديد والصلب ومعملا للمولدات الكهربائية ويحتوي مخازن كبيرة للمازوت وشبت حرائق كبيرة في المنطقة. وادّت الغارتان الى دمار واسع في كل المنطقة المستهدفة وامتدت الحرائق لساعات في معمل شركة المولدات الكهربائية “إنفينيتي باور” الذي يضم ثلاثة هنغارات كبيرة ولكن القصف حصل بعد خروج العمال منه ومعظمهم من العمال السوريين. وقد أفيد عن إصابة نحو 14 عاملا من العمال السوريين والفلسطينيين معظم اصاباتهم طفيفة. ونفى صاحب الشركة المزاعم الإسرائيلية عن وجود مخازن أسلحة وصواريخ لـ”حزب الله” في المعمل وقال ان المكاتب والمولدات اخترقت بكاملها.

 

واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم إستهداف مستودعات لـ”حزب الله” قرب صيدا. وقال أن “القصف جاء رداً على انفجار قطعة جوية معادية تم العثور على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر امس”، وأضاف: “سنواصل العمل بقوة رداً على اعتداءات حزب الله”. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد اعلنت  أن “الجيش استهدف بنية تحتية لحزب الله في هجوم الغازية قرب صيدا” واشارت الى ان “هجوم صيدا استهدف البنى التحتية لحزب الله وليس عملية اغتيال”. و افيد بأن غارات استهدفت منطقة الغازية، غارتين على المنطقة الصناعية خلف مستشفى الراعي وغارتين بالقرب من الريجي امام سوبر ماركت التوفير. وحلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق صيدا وإقليم الخروب على علو منخفض.

 

وكان الجيش الاسرائيلي اعلن صباحا إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “العديد من الطرق تم إغلاقها في منطقة الجليل الغربي شمالي إسرائيل، وذلك عقب تصاعد حدّة الإشتباكات على الجبهة الشمالية”.

 

وفي المقابل، اعلن حزب الله استهدافه بعد ظهر ‌‎امس موقع ‏بركة ريشا بالأسلحة المناسبة كما استهدافه موقع الرمتا في مزارع شبعا .

 

واصدرت وزارة الخارجية بيانا “دعت فيه كل الدول الراغبة بإعادة الاستقرار والهدوء الى الجنوب اللبناني الى إدانة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتمادية على لبنان، وآخرها ما حصل امس من إعتداء اسرائيلي في بلدة الغازية #جنوب لبنان”. كذلك طالبت الوزارة “المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف محاولاتها الاستفزازية لتوسيع دائرة الحرب، وإستدراج لبنان الى حرب يسعى جاهدا لمنع حصولها نظرا لتهديدها أمن واستقرار لبنان والمنطقة برمتها، ولن ينتج عنها سوى الويلات والخراب”.

 

الموازنة

على صعيد آخر علق #المجلس الدستوري امس مفعول المواد ٩٤/٩٣/٧٢/٤٥/٣٦/ من قانون الموازنة العامة لسنة ٢٠٢٤ إلى حين البت بالمراجعة، بعد أن تقدم عدد من النواب في كتلة “الجمهورية القوية” بالطعن بقانون الموازنة لأسباب عدّة، أبرزها “غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة” على أن يصدر المجلس قراره النهائي في مدة أقصاها شهر من تاريخ تقديم الطعن.