IMLebanon

النهار: اهتزاز الرهانات على تمدُّد “الهدنة” إلى الجنوب

 

بدا امراً بديهياً ان تتردد في لبنان الأصداء السلبية الفورية لمجزرة جديدة اتهمت إسرائيل بارتكابها وتنصلت منها، في صفوف الفلسطينيين العزل في غزة، من منطلق التخوف على جهود إحلال “هدنة رمضان” لوقف حرب غزة بما كان يفترض معها ان تنسحب تهدئة وتبريداً لجبهة الجنوب اللبناني الآخذة في التصعيد والاحتدام. ذلك ان اكثر ما اثار المخاوف لدى الأوساط اللبنانية التي كانت تراهن على عد عكسي مقترب من نهاية إيجابية لجهود إحلال الهدنة، ان المجزرة التي وقعت امس في منطقة دوار النابلسي غرب مدينة غزة واودت بالعشرات الذين قتلوا بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات من شأنها ان تعيد الوضع الكارثي برمته الى أسوأ درجات التصعيد في غزة بما سيستتبع حتماً تصعيداً واسعاً على الجبهة الجنوبية، علما ان هذه الجبهة لم تهدأ أساساً وتشهد اتساعاً خطيراً وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وتواكب هذا الواقع توقعات متشائمة على غرار تلك التي ساقتها أوساط إعلامية وديبلوماسية أميركية في الساعات الأخيرة عن غزو إسرائيلي بري للبنان في الربيع في وقت كان فيه رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو يصعد نبرة التهديدات قائلا “سنضرب #حزب الله ونقضي على مسؤوليه في جنوب لبنان”.

 

“تفاهم رمضان”

وكانت المحادثات المتعددة الطرف الجارية بين عواصم الوساطات الإقليمية لاحلال هدنة رمضان في غزة قد شكلت، أساساً لرهانات رسمية وسياسية لبنانية على تمدد الهدنة الى جبهة الجنوب خصوصا بعد صدور تأكيدات نسبت الى “حزب الله” ولم يكذبها او ينفها عن استعداده لوقف العمليات الميدانية ووقف النار حال اعلان “حماس” في غزة موافقتها على وقف القتال هناك. ولعلّه في هذا السياق جاءت التصريحات التي ادلى بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي الى وكالة “رويترز” امس والتي أشار فيها الى ان “هناك حديثاً جدياً قد يكون مطلع الأسبوع المقبل عن وقف العلميات العسكرية في غزة يسمى “تفاهم رمضان”. واكد ميقاتي بان وقف القتال في غزة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان. وتوقع محادثات لأسابيع لتحقيق “استقرار طويل الأمد” في جنوب لبنان بمجرد التوصل إلى اتفاق غزة، واكد بانه “يثق أن حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه”. واعلن بان “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان قريبا”.

 

يشار في هذا السياق الى انه من المقرر ان يلتقي ميقاتي قبل ظهر اليوم في السرايا سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية #السعودية و#مصر وقطر .

 

ولكن المناخ المحفوف بتناقضات واسعة حيال ما يمكن ان تتركه المجزرة التي حصلت امس في غزة استبقه ما نسبته شبكة تلفزيون “سي ان ان” الأميركية الى مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخبارية من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخططات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطلع لـ”سي ان ان”، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن “الإدارة تعمل وفق  افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة”. وتابع قائلاً: “ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع”. أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالاً واضحاً. وفي حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح شخص مطلع لشبكة “سي أن أن”.

 

الحركة الديبلوماسية

وفي أي حال لم تغب هذه المخاوف عن الحركة الديبلوماسية المتواصلة التي تشهدها بيروت وكان من ابرز زوارها امس وزير خارجية النمسا الكسندر شالينبرغ الذي جال على السرايا وعين التينة والخارجية. وأكد في محادثاته مع المسؤولين “أن الحل الديبلوماسي للوضع في المنطقة هو الخيار الافضل للجميع”. وشدد على “ضرورة التوصل الى حل دولي للقضية الفلسطينية يضمن حق الفلسطينيين في العيش الكريم ، بما يساهم في ارساء الاستقرار في المنطقة”. واشاد الوزير النمسوي ب”الدور المهم الذي تقوم به القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان”، داعيا “الجميع الى تطبيق القرار الدولي الرقم1701 بما يحفظ الامن في جنوب لبنان”.

 

كذلك زار بيروت كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة #الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المارشال مارتن سامبسون وجال على رئيسي المجلس والحكومة ووزير الدفاع والوفد المرافق حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما الميدانية وأطلعهم على اجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة في اطار مساعي التهدئة واعتماد الحلول الديبلوماسية وايجاد حل دائم  للقضية الفلسطينية. ولوحظ ان زيارته لبيروت جاءت عقب اثارة النظام السوري عبر رسالة احتجاجية إلى الحكومة اللبنانية موضوع أبراج المراقبة التي أقامتها بريطانيا لمصلحة الجيش اللبناني على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، واقتراح بريطانيا إنشاء أبراج مماثلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب.

 

اما على الصعيد الميداني فوضعت قيادة الجيش امس حداً لموجة المزاعم حول وجود انفاق لـ”حزب الله” في جبيل وكسروان، وأصدرت بيانا في هذا الصدد جاء فيه “تداولت وسائل إعلامية ومواقع للتواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مقطع فيديو صادر عن جهة تابعة للعدو الإسرائيلي، يدعي فيه وجود مواقع صواريخ وشبكة أنفاق في جبيل وكسروان. بعد إجراء التدقيق اللازم، يهم قيادة الجيش أن تؤكد كذب مزاعم العدو، وتوضح أن الفيديو يعرض مشاهد لمنشآت مدنية وحفريات تعود إلى مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، أُقيمت لأغراض الصيانة ولحاجة سد جنة من تصريف المياه”.

 

ميدانيا استهدف الطيران الإسرائيلي المسيّر، بلدة بليدا حيث تواصلت حتى ساعات الليل اعمال رفع الأنقاض عن منزل استهدفته الغارة وذكر انها أدت الى مقتل شخصين . كما شنت طائرات الجيش الاسرائيلي اكثر من غارة على منطقة اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف. واستهدف الجيش الاسرائيلي بالقذائف المدفعية أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.

 

في المقابل أعلن “حزب الله” أنه استهدف انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام وتجمعا اخر للجنود في محيط تلة الكوبرا واستهدف أيضا مستوطنة “إيلون” بدفعات من صواريخ الكاتيوشا “ردّاً على استشهاد مواطنَين في كفرا”، واعلن أيضا “استهداف التجهيزات التجسسية والفنية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا”. واعلن مساء استهداف مستوطنة غورين بصواريخ فلق ردا على استشهاد المواطنين المسنين حسين حمدان وزوجته منار عبادي من بلدة كفرا . ونعى الحزب محمود علي حمود من بلدة كفرا.